خديعة الانسحاب… دبابات اميركية لـ”حراسة” حقول النفط السورية

Avatar18024/10/2019
بحسب موقع "نيوزويك" فإنّ الولايات المتحدة وضعت خطة لإرسال قوات ودبابات لحراسة حقول النفط الشرقية في سوريا بعد انسحابها من شمال البلاد.

ذكرت مجلة “نيوزويك” عن مسؤول رفيع المستوى في البنتاغون إن الولايات المتحدة تسعى ـ في انتظار موافقة البيت الأبيض ـ إلى نشر نصف فريق لواء مدرع تابع للجيش الأميركي، يضم ما يصل إلى 30 دبابة من طراز “أبرامز” في شرق سوريا ، حيث توجد حقول نفط مربحة، سيطرت عليها القوات الكردية في قتالها ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”.

وقال المسؤول الأميركي إن “قوات سوريا الديموقراطية”، التي دعمها البنتاغون، وتهيمن عليها وحدات حماية الشعب الكردية، ستواصل مشاركتها في تأمين حقول النفط هذه.

تأتي هذه المعلومات في الوقت الذي خرجت فيه القوات الأميركية من مناطق أخرى خاضعة لسيطرة “قوات سوريا الديموقراطية”، بعدما سعت تركيا إلى تحييد نفوذ الوحدات الكردية من خلال عمليتها العسكرية المعروفة باسم “نبع السلام”، والتي توقفت بداية ضمن إطار صفقة اميركية، ومن ثم من خلال توافق روسي-تركي.

ومع ذلك، فقد أكّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه سيبقي قواته في القاعدة الجنوبية الغربية الصغيرة في منطقة التنف، وكذلك في منطقة حقول النفط الحيوية التي استولى عليها مسلحو المعارضة السورية، ومن ثم “داعش”، قبل أن تقع تحت سيطرة “قوات سوريا الديموقراطية”.

وقال ترامب “نريد تأمين النفط، وبالتالي، سيبقى عدد صغير من القوات الأميركية في المنطقة التي يوجد فيها النفط”، مضيفاً “سنحميها، وسنقرر ما الذي سنفعل به في المستقبل.”

ومعروف أن الولايات المتحدة انضمت في بداية الصراع في سوريا إلى الجهود التركية في دعم المتمردين والجهاديين الذين كانوا يحاولون الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لكنها تحوّلت في وقت لاحق إلى دعم “قوات سوريا الديموقراطية” حين أصبحت هزيمة “داعش” أولوية.

وبعد إلحاق الهزيمة بالتنظيم الإرهابي إلى حد كبير، وتمكين الرئيس السوري بشار الأسد من قبل إيران وروسيا، وسّعت الولايات المتحدة من مهمتها للحد من نفوذ خصومها في سوريا.

وقال المسؤول الأميركي لـ”نيوزيويك” إن نشر الدبابات الجديد سيكون له هدف مشترك يتمثل في إبقاء “داعش”، وكذلك الحكومة السورية وإيران وميليشياتهما المتحالفة، بعيدين عن حقول النفط الشرقية.

ومع ذلك، فقد بذلت الولايات المتحدة جهوداً حثيثة من أجل التوفيق بين الخلافات الحادة بين الأكراد وتركيا، التي تنظر إلى “وحدات حماية الشعب” على أنها منظمة إرهابية بسبب صلاتها المزعومة بـ”حزب العمال الكردستاني” الانفصالي المحظور.

وبعد عمليتين عبر الحدود في شمال سوريا خلال السنوات الأخيرة، هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعملية ثالثة، اطلق عليها لاحقاً تسمية “نبع السلام”.

اختار ترامب الانسحاب السريع في خطوة أثارت غضب المقاتلين الأكراد في البداية، وأجبرتهم على إبرام صفقة مع الحكومة السورية على أمل وقف الغزو. أدانت الولايات المتحدة قرار تركيا وأبرمت اتفاق وقف إطلاق النار لمدة خمسة أيام ونجح أردوغان في نهاية المطاف من خلال اتفاق أكثر شمولا توصل إليه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

على الرغم من انسحاب الولايات المتحدة، قدم قائد “قوات سوريا الديموقراطية” مظلوم كوباني الشكر لترامب على جهوده في البداية لوقف التقدم الذي تقوده تركيا، وقال إنه “وعد بالحفاظ على الشراكة مع قوات سوريا الديموقراطية والدعم طويل الأجل في مختلف المجالات”.

أما الرئيس بشار الاسد، وبرغم وصفه مؤخراً شراكته مع القوات التي يقودها الأكراد بأنها “واجب وطني”، إلا أنه رفض مراراً وتكراراً أية طروحات الانفصالية ووجود قوات دولية غير شرعية في سوريا، متعهداً باستعادة البلاد بأكملها. تشاركت موسكو هذا الرأي، وأبلغ نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف وكالة “ريا نوفوستي” أن كل حقول النفط “يجب أن تخضع لسيطرة الحكومة الشرعية”.

وفيما تشير المعلومات إلى أن الأكراد دخلوا في ترتيبات لبيع النفط إلى الحكومة السورية، فإنّ أحد كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية ردَّ على سؤال بهذا الخصوص قائلاً إن المصير النهائي لهذه الموارد لم يتحدد بعد.

وبحسب ما قال المسؤول الاميركي فإنّ “الرئيس (ترامب) صرّح بأن لدينا قوة ستبقى لحماية المناطق التي تضم حقول النفط، وكذلك القاعدة في التنف، في جنوب سوريا”.

وتابع المسؤول “في ما يتعلق بكيفية بيع النفط وغيره، فهذا شيء سننظر فيه بالتأكيد وسنتابع المضي قدماً. وسنتابع عن كثب كل ذلك”، لافتاً إلى أن “هدف الإدارة، وهدف الرئيس – كما أوضح اليوم – هو سحب كل القوات الأميركية من سوريا، وهذا أمر نعتقد أنه سيحدث في نهاية المطاف.”

من جهته، أكد وزير الدفاع الأميركي مارك إسبير خلال مؤتمر صحافي أن”لدينا قوات في بلدات في شمال شرق سوريا تقع بجانب حقول النفط. القوات في تلك البلدات ليست في المرحلة الحالية من الانسحاب”، قبل أن يوضح أن “هذا الانسحاب [للقوات الأميركية] سيستغرق أسابيع وليس أيام. وحتى ذلك الوقت، ستبقى قواتنا في البلدات الواقعة بالقرب من حقول النفط”، وأن “الغرض من هذه القوات هو العمل مع قوات الدفاع الذاتي [الكردية]، لمنع الوصول إلى تلك الحقول من قبل داعش”.

Print Friendly, PDF & Email
إقرأ على موقع 180  فورين أفيرز: إسرائيل والحرس الثوري يعارضان "النووي".. ويستعدان!
Avatar

Download Nulled WordPress Themes
Download Nulled WordPress Themes
Download Nulled WordPress Themes
Download Nulled WordPress Themes
udemy course download free
إقرأ على موقع 180  "رحلة البنفسج" تذكرة شعبانية إلى عالم مُظفّر النوّاب