هدنتان في توقيت واحد ستدخلان حيز التنفيذ غداً الأحد في كلّ من سوريا وليبيا. الطرفان الموقّعان على اتفاقيتي الهدنتين هما روسيا وأنقرة فقط، في استبعادٍ واضح لقوى إقليمية أخرى، وكذلك لقوى عظمى لها مصالحها في كلتا الدولتين.
هدنتان في توقيت واحد ستدخلان حيز التنفيذ غداً الأحد في كلّ من سوريا وليبيا. الطرفان الموقّعان على اتفاقيتي الهدنتين هما روسيا وأنقرة فقط، في استبعادٍ واضح لقوى إقليمية أخرى، وكذلك لقوى عظمى لها مصالحها في كلتا الدولتين.
لا يبدو أن ارتدادات زلزال اغتيال قاسم سليماني ستقتصر في دمشق على خسارة ما كان يمثله من ثقل استراتيجي وعسكري واستخباري، بل بدأت الكفّة تميل إلى احتمال أن تذهب الأمور إلى مستوى أشد خطورة. وتعتبر منطقة شرق الفرات التي تتواجد فيها قواعد عسكرية اميركية مرشحة لتشهد ذروة التصعيد المحتمل.
في برقية التعزية التي بعث بها إلى القيادة الإيرانية، شدّد الرئيس السوري بشار الأسد على أن "سوريا لن تنسى وقوف قاسم سليماني إلى جانب الجيش السوري في دفاعه عن سوريا.. وبصمته في العديد من الانتصارات". قبل ذلك، وتحديداً في آذار من العام 2015، كان الأسد ينفي، في مقابلة مع قناة "سي بي أس"، أي دور لإيران في الصراع السوري، مشيراً بشكل خاص إلى أنّ ظهور سليماني في سوريا ما هو إلا مجرد "زيارة عادية"، لأنه "يزور دمشق دائما منذ عقود كنوع من التعاون".
لم تكن المقاربة التي قدّمها أبو محمد الجولاني في خطابه الأخير حول الواقع السوري وطريقة التعاطي معه، جديدة بمعنى الكلمة. لكنها المرّة الأولى التي يعبّر فيها بهذا الوضوح عن نزوعه لتغطية عباءته السلفية الجهادية برداء حركة تحرر وطنية تتخذ من مقارعة الاحتلال سنداً شرعياً لوجودها ونشاطها. وتمثّل الأمر الأخطر في محاولة الجولاني طرق باب الصراعات الجيوسياسية في المنطقة، مقدماً أوراق اعتماده، ليكون لاعباً وكيلاً في ميدانها السوري.
ضمن استراتيجية "الاستنزاف العام" التي أرسى قواعدها زعيم "داعش" السابق قبل مقتله بعدة أسابيع، أطلق التنظيم يوم الأحد سلسلة عمليات تحت عنوان "غزوة الثأر لمقتل الشيخين أبو بكر البغدادي وأبي الحسن المهاجر"، من أبرز أبرز أهداف هذه الاستراتيجية إنهاك العدو وإبقائه في حالة "الاستنفار المجهد".
بعد مضيّ سنتين ونيّف على إدراج إدلب ومحيطها ضمن مناطق خفض التصعيد، وما تلا ذلك من تطورات متشابكة ومعقدة، يمكن القول أن المشهد في هذه المنطقة قد انقلب رأساً على عقب، حتّى أن "التصعيد" الذي التقت إرادة ترويكا استانا (روسيا وإيران وتركيا) على تخفيضه، أصبح هو العنوان الطاغي الذي يخيم فوق إدلب ويلعب الدور الرئيس في تقرير مصيرها.
تواصل إدلب القيام بالدور المفروض عليها كصندوق بريد بين مختلف الأطراف المنخرطة في الصراع القائم في الشمال السوري. اللاعبون كثر والرسائل متعددة، لكن المضمون واحد هو: التصعيد. لكن اكتمال عوامل التفجير في إدلب لا يعني بالضرورة اندلاع حرب واسعة، لسبب بسيط هو أن الكوابح الاقليمية والدولية ما زالت فاعلة ومؤثرة، وبإمكانها فرض إيقاع حركتها البطيء على عجلة التطورات في المشهد الإدلبي.
خالد خوجة، أو كما ورد اسمه في جواز سفره التركي ألب تكين، يحمل أيضاً الجنسيتين السورية والتركية، ويحوز كذلك شهادتين جامعيتين الاولى في السياسة والثانية في الطب. كما أنه دخل السجون السورية مرتين أيضاً كل مرة لبضعة أشهر بين عامي 1981 و1982، بحسب سيرته الرسمية المنشورة.
لا يخفي الدكتور عماد فوزي شعيبي قلقه من أن يكون تمديد الحرب السورية هدفه الحيلولة دون دخول سوريا إلى نادي المستخرجين للثروات الغازية والنفطية في شرقي المتوسط، ويقول لموقع 180: "قد يكون المطلوب إعطاء وزن أقلّ لسوريا في نادي المصدرين لتمويل عملية إعادة إعمار طويلة الأمد"، ويعتبر أن موضوع الغاز والنفط في المتوسط "موضع صراع لا موضع تعاون، وهو الصراع الذي شُرِعَ به في ليبيا وتمت تثنيته في سوريا". ويضيف:"ثمة تقاطع مصالح بين روسيا وتركيا في موضوع غاز المتوسط، فروسيا تريد تعظيم الدور التركي ولكن ليس بجشع عثماني. والفارق بين الاثنين أن التركي غُرّ بينما الروسي يلعب السياسة على أصولها مراعياً مصالح الآخرين، ويؤكد شعيبي أن الخيارات مفتوحة أمام دمشق ولكن بعيداً عن منتدى غاز المتوسط بسبب وجود إسرائيل فيه.
مع مرور مشروع قانون ميزانية وزارة الدفاع الأميركية، أمس الأربعاء، في مجلس النواب الأميركي باستحصاله على 377 صوتاً مقابل 48 رافضين له، يكون "قانون حماية المدنيين السوريين" المعروف بـ"قانون قيصر (سيزر)" قد مرّ أيضا، كونه يشكل جزءاً لا يتجزأ من الموازنة الدفاعية الأميركية التي أقرها المجلس ذو الغالبية الديموقراطية للمرة الرابعة على التوالي منذ العام 2016.