أن تزيح إيران الستار عن قاعدة عسكرية جوية تحت الأرض باسم "عقاب 44"، تضم مقاتلات حربية مجهزة بصواريخ بالستية وصواريخ "كروز" بعيدة المدى، ليس هو الخبر. التوقيت هو الأساس، ذلك أن عملاً من هذا النوع يستغرق سنوات عدة.
أن تزيح إيران الستار عن قاعدة عسكرية جوية تحت الأرض باسم "عقاب 44"، تضم مقاتلات حربية مجهزة بصواريخ بالستية وصواريخ "كروز" بعيدة المدى، ليس هو الخبر. التوقيت هو الأساس، ذلك أن عملاً من هذا النوع يستغرق سنوات عدة.
أطلقت حكومة دولة قطر مبادرة جديدة لجلب جميع الأطراف إلى طاولة المفاوضات النووية وتنفيذ الاتفاقية الخاصة بتنشيط خطة العمل الشاملة المشتركة للعام 2015 قبل تاريخ 19 أكتوبر/تشرين الأول المقبل. ماذا في التفاصيل؟
تعيش إيران لحظة بالغة الأهمية. من جهة، ضغوط أميركية وغربية متزايدة عليها. من جهة ثانية، وضع داخلي مأزوم: تضخم، ارتفاع أسعار، بطالة، تدهور سعر الريال الإيراني، هروب رؤوس الأموال. زدْ على ذلك أحداث داخلية تقترب من تدشين شهرها الخامس أعقبت وفاة الشابة الإيرانية مهسا أميني.
هناك اعتقاد راسخ في إيران بأن الأزمة الإيرانية الداخلية ستؤثر حتمًا على سياسة إيران الخارجية وتُضعفها وتُعزز سياسة العقوبات الدولية ضدها؛ لذا وجب مقاربة الأزمة بلغة عقلانية وحلول وسطية لا بالمعالجات الأمنية.
تتابع الصحف الإيرانية تطورات الملف النووي باهتمام وشغف، وتتساءل عن الجدوى من نجاح هذه المفاوضات، كما تتبادل الحجج والتحاليل الجيوسياسية التي تأخذ بالاعتبار موقفي روسيا وإسرائيل.
ما زالت إيران في مرحلة درس الأجوبة الأميركية رداً على أجوبتها على المسودة الأوروبية الأخيرة، إلا أن المواقف التي أطلقها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في مؤتمره الصحافي أمس (الإثنين) بيّنت أن إغلاق قضية المواقع النووية المشتبه بها من قبل الوكالة الدولية للطاقة بات حجر زاوية أي إتفاق نووي محتمل.
قبل أن يهل هلال اليوم العاشر، قدّم الأميركيون إلى الإتحاد الأوروبي ردّهم على مسودة الأجوبة الإيرانية التي تم تقديمها في الخامس عشر من آب/أغسطس إلى الوسيط الأوروبي أنريكي مورا رداً على مسودة إتفاق تقدم بها المفوض الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية جوزيب بوريل.
قدّمت طهران أجوبتها على مسودة الخطة الأوروبية لإعادة إحياء الإتفاق النووي وذلك قبيل حلول منتصف ليل الإثنين ـ الثلاثاء الماضي، في خطوة أعطاها الإعلام الإيراني طابعاً إيجابياً من حيث التوقيت والمضمون، في إنتظار ما سيصدر عن كل من الإتحاد الأوروبي الذي تسلم الرد وواشنطن التي لطالما كررت أن عامل الوقت يشارف على النفاد!
مع عودة الوفد الإيراني المفاوض برئاسة علي باقري كني من فيينا إلى طهران، عشية العاشر من محرم، سرت مناخات في العاصمة الإيرانية مفادها أن الجانبين الإيراني والأميركي "أصبحا أقرب من أي وقت مضى من العودة إلى الإتفاق النووي".
أن تنتهي محطة الدوحة بين المفاوضين الأميركيين والإيرانيين بحضور الوسطاء الأوروبيين ويتوجه الجميع إلى فيينا، فهذا يضع المفاوضات غير المباشرة أمام أحد إحتمالين: الأول؛ فرصة التوصل إلى إتفاق جديد باتت عالية ولم يبق إلا تبديد بعض التفاصيل. الثاني؛ فرصة التفاهم غير متوفرة لكن لا أحد يريد أن يتحمل مسؤولية فشل المفاوضات.