
هناك اعتقاد راسخ في إيران بأن الأزمة الإيرانية الداخلية ستؤثر حتمًا على سياسة إيران الخارجية وتُضعفها وتُعزز سياسة العقوبات الدولية ضدها؛ لذا وجب مقاربة الأزمة بلغة عقلانية وحلول وسطية لا بالمعالجات الأمنية.
هناك اعتقاد راسخ في إيران بأن الأزمة الإيرانية الداخلية ستؤثر حتمًا على سياسة إيران الخارجية وتُضعفها وتُعزز سياسة العقوبات الدولية ضدها؛ لذا وجب مقاربة الأزمة بلغة عقلانية وحلول وسطية لا بالمعالجات الأمنية.
تتابع الصحف الإيرانية تطورات الملف النووي باهتمام وشغف، وتتساءل عن الجدوى من نجاح هذه المفاوضات، كما تتبادل الحجج والتحاليل الجيوسياسية التي تأخذ بالاعتبار موقفي روسيا وإسرائيل.
ما زالت إيران في مرحلة درس الأجوبة الأميركية رداً على أجوبتها على المسودة الأوروبية الأخيرة، إلا أن المواقف التي أطلقها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في مؤتمره الصحافي أمس (الإثنين) بيّنت أن إغلاق قضية المواقع النووية المشتبه بها من قبل الوكالة الدولية للطاقة بات حجر زاوية أي إتفاق نووي محتمل.
قبل أن يهل هلال اليوم العاشر، قدّم الأميركيون إلى الإتحاد الأوروبي ردّهم على مسودة الأجوبة الإيرانية التي تم تقديمها في الخامس عشر من آب/أغسطس إلى الوسيط الأوروبي أنريكي مورا رداً على مسودة إتفاق تقدم بها المفوض الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية جوزيب بوريل.
قدّمت طهران أجوبتها على مسودة الخطة الأوروبية لإعادة إحياء الإتفاق النووي وذلك قبيل حلول منتصف ليل الإثنين ـ الثلاثاء الماضي، في خطوة أعطاها الإعلام الإيراني طابعاً إيجابياً من حيث التوقيت والمضمون، في إنتظار ما سيصدر عن كل من الإتحاد الأوروبي الذي تسلم الرد وواشنطن التي لطالما كررت أن عامل الوقت يشارف على النفاد!
مع عودة الوفد الإيراني المفاوض برئاسة علي باقري كني من فيينا إلى طهران، عشية العاشر من محرم، سرت مناخات في العاصمة الإيرانية مفادها أن الجانبين الإيراني والأميركي "أصبحا أقرب من أي وقت مضى من العودة إلى الإتفاق النووي".
أن تنتهي محطة الدوحة بين المفاوضين الأميركيين والإيرانيين بحضور الوسطاء الأوروبيين ويتوجه الجميع إلى فيينا، فهذا يضع المفاوضات غير المباشرة أمام أحد إحتمالين: الأول؛ فرصة التوصل إلى إتفاق جديد باتت عالية ولم يبق إلا تبديد بعض التفاصيل. الثاني؛ فرصة التفاهم غير متوفرة لكن لا أحد يريد أن يتحمل مسؤولية فشل المفاوضات.
قبل حوالي الـ48 ساعة الماضية، أوردت وكالة أنباء "تسنيم" أن "قيادة الحرس الثوري النووية"، وبالتعاون مع قيادة مكافحة التجسس التابعة لجهاز استخبارات الحرس الثوري، أحبطت عملية إرهابية ضخمة كان من المقرر تنفيذها في منشأة "فردو" النووية (أهم منشأة نووية إيرانية- جنوب طهران) قبل عطلة عيد النورز التي تبدأ في 21 آذار/ مارس.
بينما كان الايرانيون ينتظرون تتويج مفاوضات فيينا بتفاهم نووي يجعل عامهم الجديد في 21 آذار/مارس الحالي (عيد النوروز) مُكللاً بإحتمالات إنفراج إقتصادي، إنعكست مناخات الساعات والأيام الأخيرة في العاصمة النمساوية حالة من الإحباط في الشارع الإيراني.
يتبادل الأميركيون والإيرانيون في هذه الأيام جملة واحدة: "الكرة في ملعب الطرف الآخر". تشي هذه الجملة أن مفاوضات فيينا النووية لم تنته ولكنها، كما يقول مصدر موثوق في طهران، "بلغت مراحلها الأخيرة".