https://180post.com/archives/author/dawoodRammal

780.jpg

الانغماس في المعرفة، كما تقول الحكمة القاسية، يؤهلك دائماً لسمعةٍ سيئةٍ وسط قطيعٍ يقدّس الجهل. خلف هذه الجملة خبرة اجتماعية ونفسية متراكمة: فكل مجتمع ينتج آليات دفاعية تحمي سرده المريح من الأسئلة المقلقة. حين تختار أن تبحث وتفكر وتشكّك، فإنك لا تكتفي بإزاحة الستار عن معلومة ناقصة؛ أنت تمسّ توازنات القوة والهيبة والرموز، وتحرّك ما يسميه علم الاجتماع "حدود المقبول". لذلك لا تُستقبل المعرفة بالتصفيق، بل تُستقبل أحياناً بالريبة والاتهام، لأن السؤال الصادق يحرج المؤمنين باليقين الكسول.

900-1.jpg

من بيروت إلى تل أبيب، غادرنا الموفد الأميركي توم برّاك ترافقه شريكته في الملف اللبناني مورغان أورتاغوس. هناك سيحاول إقناع المسؤولين الإسرائيليين بما يسميها "هندسة الإلتزامات المتبادلة"، وبطبيعة الحال مع انحياز أميركي لم يعد خافياً على أحد لمصلحة وجهة النظر الإسرائيلية في ما يخص التعامل مع اتفاق 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، على أن يحمل الرد الإسرائيلي إلى بيروت مجدداً قبل الأول من أيلول/سبتمبر المقبل.

39585.jpg

مرّ الأول من تموز/ يوليو وقبله السادس عشر من حزيران/يونيو، ولم تُسلّم طلقة رصاص فلسطينية واحدة، لا من مخيمات بيروت (مار الياس وبرج البراجنة وصبرا وشاتيلا) التي كان يُفترض أن تشملها المرحلة الأولى ولا من مخيمي البداوي في شمال لبنان والجليل قرب بعلبك في شرق لبنان. الآن، عاد الحديث فجأة عن أولوية نزع السلاح الفلسطيني في جنوب نهر الليطاني!

jouni.jpg

في روايته "محطّة العريس: سيرة مفتش ومدينة، حكاية بيروت الضائعة"، لا يكتب البروفسور محمد محسن رواية، بل يُطلق نشيداً شفيفاً لمدينة بأكملها، مختزلاً تاريخها، ومزاجها، وتحوّلاتها، وأوجاعها، في سيرة رجل واحد.

1-5.jpg

منذ فجر التاريخ، شكّل الدين ركنًا أساسيًا في تشكيل الهويات الجماعية، وكان له دور بارز في توجيه السلوك الإنساني، سواء في تعزيز قيم السلام أو في تأجيج الصراعات. لم يكن الدين في معزل عن السياسة، بل كان أحد أقوى الأدوات التي استخدمت عبر العصور لحشد الجماهير وإضفاء الشرعية على الحروب، حتى تلك التي لم تكن دوافعها دينية خالصة.

ammal.jpg

"الأساس في الإصلاحات السياسية التي طال انتظارها هو العمل في آن واحد على تنفيذ أحكام الطائف التي لم تنفذ بعد، وعلى تصحيح ما نُفّذ منه خلافاً لنصّه أو روحه، وعلى سد ثغراته. وهذا لا يتحقّق من دون العمل على تطبيق اللامركزية الإدارية الموسّعة، ومن دون سلطة قضائية مستقلة ومؤسسات أمنية فاعلة".