
حتى الآن، لم تقدّم قوى الإعتراض اللبناني، نموذجاً في التفكير والأداء، يلامس لا الأزمات الكبرى ولا لحظة التغيير التاريخية ولا البدائل المطلوبة. أين مكمن الأزمة وهل الفرصة متاحة؟
حتى الآن، لم تقدّم قوى الإعتراض اللبناني، نموذجاً في التفكير والأداء، يلامس لا الأزمات الكبرى ولا لحظة التغيير التاريخية ولا البدائل المطلوبة. أين مكمن الأزمة وهل الفرصة متاحة؟
كتبت منذ حوالي الاربع سنوات مقالة في جريدة "النهار" تحت عنوان "حتمية فشل التوريث السياسي في لبنان". لم أستسغ ظاهرة توريث السياسيين مقاعدهم النيابية لأبنائهم وكأنها ملك لهذه العائلة أو تلك وليست ملكاً للوطن والمواطن. بفعلتهم هذه يحوّلون العام الى خاص ويفرضون علينا ما يقع في صلب أولوية أن نعمل على تغييره.
يقول وزير خارجية لبنان الأسبق فؤاد بطرس في احدى المقابلات التلفزيونية إن أحدهم سأل وزير خارجية دولة خليجية في مطلع الحرب اللبنانية لماذا لا تتدخلون لوضع حد للحرب، فكان جواب الوزير الخليجي ان لبنان مثل شخص مرمي على ارض رخامية مليئة بالصابون فيخاف احد ان يتدخل لرفعه فيسقط الجميع معه وفوقه.
لكأن آب صار شهراً للموت المجاني البطيء و"المنظم" في لبنان. سنة تفصل بين مأساتي بيروت وعكار. المجرم واحد ولكنه ما زال متوارياً عن الأنظار!
كان للرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح قول مشهور عن السياسة في اليمن بتعقيداتها القبلية والاثنية والطائفية والاقليمية جاء فيه "أن حكم اليمن يشبه الرقص على رؤوس الثعابين".
قد يقول البعض "عّم بتزودوها"، الكل يدق ناقوس الخطر من إنهيار الإقتصاد اللبناني كلياً. الأمور ليست خطيرة بل كارثية وخرجت عن السيطرة وبات السقوط المحتم يُقاس بالأسابيع وليس بالأشهر. هذا في الإقتصاد، لكن ماذا عن القيم المجتمعية؟
تعالوا نجري عملية حسابية بسيطة لعلها تعكس مدى خطورة الوضع الإقتصادي وإنهيار مقومات الحياة بحدودها الدنيا في لبنان.
وأنا أهم بمغادرة بيروت بعد قضاء فترة إجازة قصيرة فيها، إستذكرت حديثي مع أخي المقيم في كندا عن الهجرة وضياع الهوية.