تداخلت مبادرة البطريركية المارونية مع المبادرة الفرنسية، فكان لا بد وأن يتوزع الفشل أو النجاح في الإتجاهين بدل أن يكون محصوراً بإيمانويل ماكرون!
تداخلت مبادرة البطريركية المارونية مع المبادرة الفرنسية، فكان لا بد وأن يتوزع الفشل أو النجاح في الإتجاهين بدل أن يكون محصوراً بإيمانويل ماكرون!
يكاد إيمانويل ماكرون، الآتي إلينا خلال أيام قليلة، يرتدي ثياب "سانتا كلوز"، لكن بلا كيس الهدايا الموعود. على الأرجح، سيحمل معه "كلاماً جديداً وقاسياً"، وسيجد المنبر المناسب لقوله: لن نترك لبنان، لكن هذه الطبقة السياسية اللبنانية مصابة بـ"الهذيان والجنون" وبـ"مرض الإنكار" وحرفة "الخيانة" و"فقدان حس المسؤولية الوطنية والأخلاقية".
لبنان يعيش حالة فوضى سياسية وإقتصادية ومالية وقضائية عارمة. لبنان على أبواب فوضى إجتماعية ستتحول إلى قلاقل متنقلة وحراك عنفي لا يشبه أبداً ما حصل في 2015 و2019. لكأن هناك من يريد حرق المراحل والدفع بسرعة نحو الإنفجار الكبير.
أوحت زيارة الرئيس المكلف سعد الحريري إلى القصر الجمهوري، اليوم (الإثنين) بتحريك المياه الراكدة في بركة تأليف الحكومة اللبنانية الجديدة. هذا الإنطباع تبدده وقائع المشاورات التي سبقت الزيارة.
عندما إنعقد "التحالف الرباعي" في ربيع العام 2005، كانت ظروف لبنان والإقليم وربما العالم مختلفة عن يومنا هذا. ذلك الإتفاق لم يكن مجرد تفاهم محلي، بل حظي برعاية دولية ـ إقليمية (فرنسية ـ سعودية وإيرانية). لا ظروف لبنان ولا المنطقة تشي اليوم بمثل هكذا "تحالف"، ولو بمسميات جديدة.
مجدداً، إنها لعبة كسب الوقت. يلجأ إليها معظم أهل السياسة في لبنان. ما هي مناسبة هذا الكلام في يوم الإستقلال تحديداً؟
ما أن غادر الموفد الفرنسي باتريك دوريل العاصمة اللبنانية عائداً إلى بلاده، حتى إنسحبت برودة الطقس على برودة السياسة، فهل يمكن القول إن المهمة الفرنسية في بيروت باءت بالفشل؟
لو تقدم جبران باسيل اليوم بترشيحه عن أحد المقاعد المارونية في الجنوب أو البقاع، وجرت الإنتخابات النيابية غداً، لكان تقدم على كل مرشحي حزب الله وحركة أمل، ليس بالأصوات المسيحية، بل بالأصوات الشيعية أولاً. ما هي مناسبة هذه الفرضية؟
قُضي الأمر. جو بايدن رئيساً للولايات المتحدة الأميركية. المسألة مسألة توقيت. من الآن وحتى موعد إنتهاء ولاية دونالد ترامب في العشرين من كانون الثاني/يناير 2021، ربما تكون أسابيع حبلى بالمفاجآت، وأول مؤشراتها لبنانياً فرض عقوبات أميركية على رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل.
عهد ميشال عون هو عهد تاريخي بكل معنى الكلمة. لا قبله ولا بعده، بالإذن من الزميل الراحل إسكندر رياشي. لم يأت عهد لبناني منذ الإستقلال حتى يومنا هذا قرر أن يشطب نفسه منذ اليوم الأول لولايته ولن يأتي عهد أكثر "مازوشية" من بعده. عهد يتحمل الألم والسكاكين وينادي بمثلها أيضاً في آخر سنتين له، لكأنه يريد القول: الأولوية لإنقاذ ولي العهد وليس العهد!