جميل مطر, Author at 180Post - Page 10 of 29

18.jpg

 أحن إلى موقع نشأتي وأيامي هناك. ولدت بعيداً عن الجبل وقضيت بعض سنوات طفولتي ومراهقتي في أرجاء سفحه. الجبل هو المقطم أما السفح فهو حي الحسين وما وراء المسجد وصولاً إلى الحسينية ومروراً ببيت القاضي وحارة قصر الشوق والجمالية وضمنها حارة الورّاق التي هي مسقط رؤوس عدد من العائلات التي اشتغلت بصناعة الورق والكتب والمكتبات.

slider-9.jpg

صعدَت للميكروباص واتجهت كعادتها مباشرة نحو مكانها خلف السائق. نظر محمود في المرآة وسألها، "صباح الخير يا أم حسين. مالك. مين مزعلك عالصبح؟ ما اتعودناش نشوفك زعلانة". رفعت حرف طرحتها ومسحت بها دمعة كادت تنزل على خدها. لم تجب واحترم الجميع، السائق وركاب الباص، صمتها. تكتموا على فضولهم وصمتوا.

slider-3.jpg

أكاد أجزم بأنني لم أعش أياماً ساد فيها القلق العام كالأيام التي أعيشها الآن. حديثي هذا لا ينصب على بلدي وإن كان له مثل غيره من البلاد نصيب من هذا القلق. أكتب عن ظاهرة تجاوزت قطر بعينه وإقليم من أقاليم هذا العالم إلى العالم نفسه. أنا نفسي كنت ضحية هذا القلق أو نموذجاً مصغراً من نماذج اكتشفت مع النقاش والتشاور والقراءة أنها منتشرة على نطاق واسع.

slider-7.jpg

يشغل بالي، وبال كثيرين على ما أتصور وأتمنى، حال عالمنا العربي. كان الرأي قد استقر لفترة طويلة على أن دول العالم العربي قرّرت منذ مرحلة مبكرة أن يجمعها نظام إقليمي خاص بها يحمي استقلالها الوليد من الذوبان في نظام أوسع ويوفر لها فرصة توليد طموحات قومية لن يُوفّرها انضمامها إلى تجمعات تتكوّن على أسس أخرى.

ri7an.jpg

كانت للخميس مع تجارب حياتنا طقوس اختلفت باختلاف النوع فليس كل ما كان يحق للصبيان يحق بالضرورة للبنات. اختلفت أيضا باختلاف العمر فما استحق لى فى مطلع شبابى لم يكن مسموحا لى على امتداد سنوات المراهقة، وما مارست واحترمت من طقوس ومتع مؤسسة على مصروف مقرر سلفا من أهلى حلت محلها طقوس ومتع أخرى معتمدة على دخل أو دخول مقابل أعمال أو خدمات قمت بها، بمقتضاها توقف مصروف الأهل وبالتالى تحررت الطقوس والمتع ولأول مرة من سلطة الأهل.