جميل مطر, Author at 180Post - Page 23 of 23

emad_hajjaj.jpeg

سؤال افتراضي مثل أمور وموضوعات كثيرة نناقشها هذه الأيام. بطبيعة الحال لا نتوقع أن تسقط أمريكا أو تتوقف تماما عن أداء دورها القيادي خلال شهور أو سنين قليلة، لكننا توقعنا أن تثار في أيامنا الراهنة قضايا عديدة تتصل بصعود الصين واقترابها المتزايد من مواقع قيادة في النظام الدولي. وبالفعل القضايا مثارة والحديث عن السباق إلى القمة يشغل العديد من صفحات الصحف ودراسات مراكز البحث في جميع أرجاء العالم، ربما باستثناء الصين صاحبة الشأن والمصلحة. هذا الاستثناء، في حد ذاته، كافٍ كمحور رئيس من محاور النقاش الدائرة حول سؤالنا الافتراضي، من يرث أمريكا؟ أملا في الاهتداء إلى إجابة ولتكن افتراضية هي الأخرى.

3259963e19c8cebfe1a0ed0a63563c5a.jpg

 في أيام ليست بعيدة لم نكن نسمع من أبناء وبنات الطبقة الراقية في أمريكا شكاوى إلا نادراً، وأغلبها  يصدر عن أفراد مرفهين للغاية، أو نشأوا في بيئة أو عائلة شديدة التعصب. النسبة الغالبة من الشاكين، حسب ما أذكر، كنا نجدها في صفوف أبناء وبنات الطبقة الوسطى. أما الطبقة الدنيا، وغالبيتها من الملونين والمهاجرين الجدد ومن الساقطين في مسيرة الطبقة الوسطى، فهذه غلبت على تصرفاتها سلوكيات التمرد، ليس فقط تعبيرا عن الشكوى، ولكن أيضا تجسيداً لها، فعلاً بعد قول.

new_wall__khalid_cherradi.jpeg

لفيروس كورونا كوفيد 19 فضل علينا، بل أفضال. من هذه الأفضال أن بعض الناس عرفوا كم كانت جميلة المدن وكريمة الطبيعة قبل أن يعيثوا فيها فسادا. من الأفضال أيضا أن بدونه، وأقصد الفيروس، وفي غيبته الطويلة لم يكن معتادا أن يجلس كاتب أو باحث ويكتب مقالا أو خطة دراسة عنوانها، ماذا لو سقطت أمريكا؟

he_did_it1__hajo.jpeg

الفرد منا يتعرض هذه الأيام لثلاثة أنواع من الحروب النفسية، نوع يتعلق بصحته والصحة العامة في مجتمع قدر له أن يعيش فيه، ونوع يتعلق بمستقبله ومستقبل وطنه وأهله والأمن والسلام ليس فقط في دولة أو إقليم يعيش فيهما بل في العالم بأسره. أما حروب النوع الثالث، فتستبعد أغلبية السكان وتختار ضحاياها من بين أقلية استطاعت بجهودها وإنجازات العلم والطب على مر السنوات الماضية أن تمد في أعمار أفرادها حتى أنهم الآن يعيشون عمرا مديدا، عمرا يبدو أنه تجاوز، في نظر جيل الأبناء، الحد الأقصى المسموح به للإنسان المعاصر.

social_security__rodrigo_de_matos.jpeg

لفتَ نظري أحد الأصدقاء إلى أن الصحف عامة، ووسائل الإعلام الرقمية بشكل خاص، دأبت منذ فترة قصيرة على تجاهل نشر أخبار عن تطورات الحرب وأحوال الناس في اليمن. ما ينشر عن سوء الأحوال في اليمن، قليل جدا. لاحظَ أيضا هذا الصديق انخفاض عدد التقارير والأنباء من الهند عن استمرار تدهور مواقف الحكومة الفدرالية التي يرأسها الزعيم الهندوسي المتطرف في قوميته وتدينه نارندرا مودي. ما يصل إلى صديقي، بصفة شخصية، ولا يصل إلينا كإعلاميين، يحكي عن تمزق طائفي يهدد نسيج الأمة الهندية. أهداني الصديق شريطًا يحتوي على تصريح محلي من وزير يهدد بقوانين سوف تصدر تعتبر المسلمين في الهند زوارًا غير مرغوب فيهم. الوزير يتحدث عن حوالي 200 مليون هندي من أصول هندوسية تحوّلوا إلى الإسلام، أو من سلالة مهاجرين وصلوا الهند مع جيوش المغول الذين أقاموا امبراطورية فيها بقيت تحكم قرونًا حتى هيمن البريطانيون على الحياة في الهند.

كاريكاتور-ناجي-العلي-49-1280x864.jpg

جلست حائرا أمام خبر وُرد في مقال بصحيفة أجنبية، وللأمانة يجب أن أعترف أن بعض الألم انتابني وأنا أبحث عن تعليق مناسب. المقال يناقش متفائلا تجارب التكامل الإقليمي رغم الوضع المحزن الذي تمر فيه التجربة الأوروبية، وقد فاته أن يأتي على وضع دافع لحزن أشد وهو وضع الجامعة العربية. اكتشفت بعد قليل أن وراء تفاؤله مشروعا لتكامل جديد بين دول وسط آسيا، كلها، وأقصد دول وسط آسيا وبدون استثناء عاشت طويلا في ظل تكامل إجباري فرضته عليها موسكو إبان عهد الهيمنة السوفييتية. قرأت وتأملت وعلقتُ هامسا للصديقة التي أقنعتني بضرورة قراءة المقال، علقت هامسا وأخشى أن أضيف إلى الهمس صفة السخرية، قلت لها بالعامية المصرية "كان غيرهم أشطر".

جميل-جمال.jpg

من منا نقل الفيروس اللعين إلى الآخر؟ سؤال ظل يتردد فى داخل كل منا على مدى أيام وليال، لا أظن أننا توصلنا إلى هوية المذنب الأول، ولن نتوصل.