مالك أبو حمدان, Author at 180Post - Page 11 of 13

DocsBg_sm.jpg

كان آباؤنا وأمّهاتنا على حقّ: عندما رفعوا رايات المشروع القومي العربي، وطالبوا بتحرير فلسطين.. وجابوا الطّرق والشّوارع منادين بخروج المحتلّ والمستعمر، وحاملين لمشروع نهضتنا العربيّة (بمختلف أشكالها وتجلّياتها) على ظهورهم وعلى أكتافهم.

FB_IMG_1621940665101.jpg

ليسَ هذا المقالُ مزايدةً على أحدٍ من النّاس، ولا تفلسُفاً على أحدٍ من أهل بلادنا ومنطقتنا. ولكنّني ألفيتُ نفسي غيرَ قادرٍ بعدُ على تمريرِ بعضِ التّصرّفات والعبارات من هنا وهناك، في الصّحافة والإعلام، كما في عدد من النّدوات والمناسبات.

5936049737339877537_121.jpg

من الصّعبِ جدّاً، بل إنّهُ لَمِنَ المُحالِ ربّما، أن يمرَّ يومٌ على سالكٍ في طريقٍ روحيٍّ ما ـ من أيّ خلفيّة دينيّة أو ثقافيّة كان ـ من غيرِ أن يسألَ نفسَهُ: ماذا أفعلُ وسطَ هذا الضّجيجِ ووسط هذه الأحداث.. ووسط كلّ هؤلاء، من أهل الحُجُبِ والأهواء؟ هل عليّ البقاءُ هنا معهم.. أم عليَّ "الخروج" سريعاً على طريقة من فرَّوا من الحياة الدّنيا ـ ظاهراً وباطناً ـ و"ماتوا قبلَ أن يموتوا"؟

istockphoto-146901670-1024x1024-1.jpg

لا شكّ في أنّ ما نطرحهُ من أفكار ومشاريع يتطلّبُ عملاً ذهنيّاً وبحثيّاً وحواريّاً هائلاً. ولا ريبَ في أنّنا أمام ضرورةٍ مُلحّةٍ لإعادة تركيب المفاهيم الماركسيّة، الواحد تلو الآخر، في ضوء تحديث الإطارَين الأنطولوجي (الوجودي) والأبستمولوجي (المعرفي)، وعلى رأس قائمة هذه المفاهيم يتربّعُ مفهوما "الاشتراكيّة" و"الشّيوعيّة".

سلايدر.png

أودّ التّشديد على أنّي لستُ لا اشتراكيّاً ولا ماركسيّاً ولا شيوعيّاَ ـ حتّى الآن ـ ولا أنتمي إلى أي حزبٍ ذي عَلَمٍ ثوريٍّ أحمر، ولكنّني: من جهة، مقتنعٌ بخطورة استمرار النّظام الرأسمالي العالمي كما هو؛ ومن جهة أخرى، مقتنعٌ بضرورة إنصاف الجهد الذّهني والحركي الجبّار الذي قام به الشّيخ الشّيوعيُّ الأكبر كارل ماركس ومن تبعهُ من أصحابٍ وتلاميذ.. إلى يوم البعثِ الشّيوعيّ القريب.

6d9ebf02c22d45a4df2c60efa06ac5c8.jpg

إنّ الطّرحَ القائلَ بمواجهةِ الكيانِ الصّهيوني بالوسائل الرّسميّة والتّقليديّة، فقط أو بشكل رئيسي، هو بطبيعة الحال طرحٌ غير جدّي برأينا، ويسخرُ من عقول اللّبنانيّين وعقول أهل الجنوب والبقاع الغربي.. بل ومن عقول جميع شعوب منطقتنا.

Antoun_Saadeh_2.jpg

لا يمكنُ تجاهلُ الفرضيّة - الظّاهرة والباطنة - التي يتبّنّاها كثيرون من اللّبنانيّين، مواطنين وقادة سياسيّين ودينيّين، والتي تقومُ على اعتبار أنّنا، في هذا البلد، لسنا شعباً واحداً أبداً، وإنّما نعيشُ مع بعضنا البعض اضطراريّاً.

8093DD15-AFD3-4C88-8133-1BE05EE365F4.jpg

لطالما آمنتُ بعدم الأخذِ بكلّ ما أتى به الزّعيمُ أنطون سعادة (ت. ١٩٤٩ م) حرفيّاً ومن دون تطوير، ولكن، لطالما آمنتُ، أيضاً، بعدم رفض ما جاء به هذا العقلُ الفلسفي والاجتماعي والسّياسي اللّبناني والمشرقي بشكلٍ كلّي.

photo_2022-12-15_12-09-26.jpg

عندما تموتُ منظومةٌ فكريّة أو سياسيّة أو اقتصاديّة، تتّضحُ ضرورةُ تغييرها عند بعض المراقبين والمثقّفين والنّاشطين، ولو ظلّت هذه المنظومة تتوهَّمُ وتُوهِمُ وكأنّها تُقاوم أو تتحدّى موتَها الأكيد. وهذا ما يحصلُ بالذّات مع النّظام اللّبناني القائم منذ مرحلة ما بعد اتّفاق الطّائف، ومع المنظومة السياسيّة التي ولّدها هذا النّظام، قبل عام ٢٠٠٥ وبعده.