فلسطين Archives - 180Post

Gaza_Blog_Day20.png

استغرقني لأجلس وأكتب عن غزة قُرابة الثمانية أشهر. مررتُ كغيري من البشر بتقلبات تراوحت بين الاكتئاب الشديد والعجز الأشد. تخلّله بكاءٌ من وجع لم أشعر به من قبل وقلة حيلة وخذلان من عالم "حر" و"غير حر"! 

fadi__abou_hassan_faditoon.jpg

يتردد صدى الأغاني الفلسطينية من جديد. يُرنّم ابني في طريق عودتنا من المدرسة بكلمات أغنية "يا نبض الضفة" لأحمد قعبور. يُخطىء ببعض الكلمات فأُصحّح له. أفكّر كيف يستجيب الأطفال لواقع بزغ بشكل مفاجئ. لم يخطر ببالي أن أشرح لأطفالي عن فلسطين. الأزمات المتعاقبة على لبنان، رُبما أنستنا ما يعيشه هذا الشعب الصامد من معاناة تاريخية.

643567Image1.jpg
Avatar18025/06/2023

ميخائيل ميلشتاين، المحلل الإسرائيلي في موقع "N12"، والذي تبوأ مواقع متقدمة سابقاً في شعبة الإستخبارات العسكرية "أمان"، يقول إن التهديد المتصاعد من جنين "يدفع، كما يبدو، إلى عملية عسكرية واسعة، تكون موجهة بالأساس ضد البنى العسكرية المنظمة في المنطقة، وخاصة تلك التابعة لحماس وحركة الجهاد الإسلامي".

9898989898989.jpg

إنها المحاولة الإسرائيلية الرابعة لاقتحام مدينة جنين ومخيمها هذه السنة، إلا أنها تميّزت في استخدام المقاومين الفلسطينيين تكتيكات جديدة أنزلت خسائر فادحة بالقوة المعادية وأجبرت قيادة جيش الإحتلال على فتح تحقيق في حيثياتها، وعادة لا يجري تحقيق كهذا إلا حين يتألم الإسرائيليون ويواجهون أمراً غير مألوف يكسر اعتياديتهم في القتل!

GettyImages-1541773.jpg

في تقديمه لكتاب "معركة مخيم جنين الكبرى 2002.. التاريخ الحي"، يركز القيادة الفلسطيني المناضل مروان البرغوثي من زنزانته في سجن هداريم، على سلسلة عناصر أبرزها أن الكاتب جمال مصطفى عيسى حويل هو إبن مخيم جنين وأحد قادته المقاومين ممن شاركوا في صياغة معركة العام 2002، وقد أكمل دراسته وحاز الدكتوراه وصار عضواً بالمجلس التشريعي الفلسطيني سنة 2006 وفي المجلس الثوري لحركة "فتح" وتم إعتقاله عدة مرات على يد جيش الإحتلال. فماذا جاء في تقديم البرغوثي للكتاب والكاتب؟

سليمان-منصور-وان-غايري-1.jpg

حين عمل منظرو الصهيونية على ترسيم ملامح مشروعهم الاستعماري، كانوا يؤسسون حلمهم على وقع التحولات المتسارعة في المركز الاستعماري الغربي، ومجمل التحولات الدولية والإقليمية. وعندما بدأوا بوضع الفكرة في وقائع ومنجزات، كانوا يشتغلون في واقع بعيد ومختلف عن مكان الحلم والفكرة.

مواجهات-الاقصى.jpg

مُجدداً، أطلّت علينا القدس، بأطفالها وشبابها ونسائها وشيوخها، عنواناً لكرامتنا الوطنية والقومية المهدورة والمستباحة. شاهدناهم وكأنهم للتو يتعرفون على الأرض والتراب والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة وكل نقطة تراب على أرض فلسطين.

سلايدر-6.jpg

لا أحبُّ بلادي، لا بل أكرهها. أكره فلسطين، وأكره القدس التي من أجلها بذل والدي حياته. إنها غريمتي، لم تمنحني الفرصة لأن أحبها. سلبت مني كل شيء: طفولتي واستقراري، منزلي وحارتي، أقربائي وأصدقائي المستقبليين، وأبي الحبيب.. لم تُتِح لي أن أحيا فيها بوجداني، أو أن أنسجَ ذاكرةً من خيوط أزقتها، ومن البوابات وعتبات السلالم، من ريحِها ورياحها وسمائها وشمسها؛ إنْ هي بزغت أم غربت. لم أخترِ الولادةَ من رحمِها، ولا أقدرُ على عكس تلك الولادة.

سلايدر-4.jpg

أجلس في مقهى في عمان أتساءل عن سبب وجودي هنا! الأردن، البلد الذي أحمل جنسيته، يعتبر جنة إذا ما قورن بلبنان. هنا لا حاجة للتخطيط ليومياتي وفقاً لجدول الكهرباء أو أسعار السلع الأساسية. لا حاجة للتأقلم مع الجنون الحالي وتقبله كحقيقة. ومع ذلك يبقى الأردن مملاً في نظري. فلبنان المضطرب، البلد الذي أعطاني الكثير وأخذ مني ما يعادله، هو الأقرب إلى ما قد أعتبره وطناً، على الإطلاق. ومن المفارقات أنه بعكس الغالبية العظمى من اللاجئين الفلسطينيين، فإن لبنان كان لطيفاً معي نسبياً بالرغم من الخسائر التي تكبدتها.