صباحاً، يجفّ الدم. مساءً يُحصي العدو المعتقلين. سقطت قلعة ليلاً: مخيّم مات أهله صباحاً. لا وقت للبحث عن رغيف. الطرقات فارغة. وحدها عاصفة القتل مشغولة بتحويل الأبنية إلى مقابر.
صباحاً، يجفّ الدم. مساءً يُحصي العدو المعتقلين. سقطت قلعة ليلاً: مخيّم مات أهله صباحاً. لا وقت للبحث عن رغيف. الطرقات فارغة. وحدها عاصفة القتل مشغولة بتحويل الأبنية إلى مقابر.
أشهر ثلاثة مرت على انطلاق الحرب الإسرائيلية على غزة. وبقدر ما يمر الوقت بقدر ما يثبت غرق إسرائيل فى «مستنقع غزة» إذا ما تذكرنا الأهداف التى رفعتها إسرائيل فى تلك الحرب من إلغاء "حماس" فى القطاع أو إخراجها كليا من «الملعب» والسيطرة الأمنية على القطاع.
ظلّ الجدل محتدمًا بين تيارين، كلاهما يزعم امتلاكه للحقيقة ويدّعي الأفضلية، بل يتعصّب لفكرته لدرجة يتم فيها "شيطنة الآخر"؛ الأول يُطلق على نفسه تسمية "الإسلامي"، وإن كان يمثل طيفًا واسعًا غير متجانس من الذين يندرجون تحت هذا العنوان؛ أما الثاني، فيصف نفسه ﺑ"العلماني"، حتى وإن كانت مرجعياته الفكرية مختلفة، بل ومتناقضة.
إلى الما فوق آدميّ.. إلى وائل الدحدوح المُزنّر بالشهادة والشهداء، حتى صار يستحق أن يكون أيقونة غزة وفلسطين وكل مقاوم شريف على أرض هذه المعمورة..
من الواضح أنّ المنطقة العربيّة آتية إلى تحوّلات كبرى غداة "طوفان الأقصى"، وليس بعيداً عن التصوّر أن تؤدّي إلى حربٍ واسعة تشمل الضفّة الغربيّة ولبنان وسوريا والعراق واليمن وربّما غيرها.
بالنّسبة إليّ :بدأت سنة ٢٠٢٤ رمزيّاً من خلال مشهد تناثر أشلاء جسد الشّيخ المجاهد صالح العاروري ورفاقه، الذين ارتقوا شهداء، إثرعمليّة اغتيال نفّذها العدوّ الاسرائيليّ في الضّاحية الجنوبيّة لبيروت.
مفاجأة: إسرائيل تريد توسيع الحرب لتصبح إقليمية. ولا تقتصر فقط على قطاع غزة، بل تمتد لتشمل منطقة الشرق الأوسط بأكمله، وياحبذا لو كانت ضد إيران أو مصر.
مثّلت حرب غزة حدثاً صادماً، وغير مسبوق، وغير متوقع، باعتبار الظروف الفلسطينية والإقليمية والدولية. وأثارت تقديرات متزايدة حول عودة الصراع مع إسرائيل ليشغل موقعاً مركزياً في اهتمامات وشواغل الفلسطينيين والعرب والعالم، أو قُلْ: عودة القضية الفلسطينية "قضية مركزية" للعرب.
النظام الطائفي مقيت. الأكثر مقتاً هو أن يعتبر أحد أبناء طائفةٍ ما أن ما يُصيب طائفته من خير يصيبه هو، وأن تسلّط طائفته يعني بالضرورة أنه أكبر شأناً، وأن المستفيدين من الطائفية ليسوا إلا قلة من الوجهاء الذين يصادرون الطائفة حكماً بفعل وجاهتهم، ويُغفل أن الطائفة المسيطرة فيها من الفقراء ما لا يقل عددهم عن غيرها.
يقول اللواء الإسرائيلى المتقاعد يتسحاق بريك، والذى قاد سلاح المدرعات بين عامى 2009 و2018، وأنهى خدمته العسكرية بعد قضاء 34 عاما فى الجيش الإسرائيلى، «كل صواريخنا، وكل الذخيرة، وكل القنابل الموجهة بدقة، وجميع الطائرات والقنابل، كلها من الولايات المتحدة. فى اللحظة التى يغلقون فيها الصنبور، لا يمكنك الاستمرار فى القتال، لن يكون لدينا القدرة على القتال».