
هل كان فرانسيس فوكوياما مصيباً في "نهاية التاريخ"؟ هل الآتي كابوس وهل انهيار الغرب قريب؟ أهي السلطة آيلة إلى زوال أم إلى تأليه؟ هل نهاية الإنسان بشارة متشائمة؟ هل الفوضى عقيدة الرأسمال؟
هل كان فرانسيس فوكوياما مصيباً في "نهاية التاريخ"؟ هل الآتي كابوس وهل انهيار الغرب قريب؟ أهي السلطة آيلة إلى زوال أم إلى تأليه؟ هل نهاية الإنسان بشارة متشائمة؟ هل الفوضى عقيدة الرأسمال؟
ما هي التداعيات المستقبليّة للمذبحة التي ترتكبها إسرائيل في غزّة والضفّة الغربية، بدعم كامل من أمريكا ومعظم دول الغرب؟ هل ستقود إلى انهيار النظام الصهيوني وقيام نظام بديل في فلسطين؟ هذه بعض من الأسئلة التي لم تكن لتخطر على بال أحد قبل السابع من تشرين الأوّل/أكتوبر الماضي.
لم يكن الشرق الأوسط قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول في أفضل حال، إلا أنَّ انطباعاً، ربما كان زائفاً، أن مرحلة جديدة على وشك الانطلاق. سادت سردية تقول بأننا مقبلون على مرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي مدخلاً للتعايش الإقليمي.. بعنوان الاتفاقات الابراهيمية، لكن مضمونها الأساس هو تنحية القضية الفلسطينية من مكانتها المحورية إقليمياً، رسمياً وشعبياً.
إذا كان بناء الهويّة، والحفاظ عليها بصورة مستقرّة وواضحة، إحدى مشكلات الحداثة، فإن إحدى مشكلات ما بعد الحداثة، هي كيف نتفادى سكونية الهويّة وانغلاقها أمام التفاعل مع الهويّات الأخرى في الإطار الإنساني.
كثيرٌ منّا، نحن الذين نشأنا في جوِّ تربيةٍ مائلةٍ إلى ثقافة "الإسلام الحركيّ"، إن صحّ التّعبير (وبمختلف تجلّيات هذا الإسلام الحركيّ)، يعيشون أحياناً هذه المعضلة، ظاهراً أو باطناً، أو هم يعيشون هذا السّؤال "العمليّ". السّؤال الذي ما يزال مفتوحاً برغم تراجع المشاريع القوميّة واليساريّة بشكل عامّ منذ نحو أربعة عقود من الزّمن العربيّ على الأقلّ.
ما إن انتهيت من الاستماع إلى خطاب الرئيس جو بايدن حتى وجدت قلمي يعبث بكلمات مجموعها يشي بسؤال ظلّ يتردّد على امتداد شهور الأزمة في غزة.
فضح العدوان الإسرائيلي على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، إفلات إسرائيل التام من العقاب ودعم غالبية القوى الغربية غير المشروط لإسرائيل. وفي فرنسا، ساهمت تلك الحرب في تحفيز الخطاب الذي يروّج للصدام الحضاري مع “البرابرة”، وهي السردية التي يردّ عليها آلان غريش في كتابه الأخير “فلسطين، شعب يأبى أن يموت”، الذي صدر في فرنسا في 2 مايو/أيار
لا يختلف اثنان على حاجة الدولة السورية لإجراء حوار وطني يغطي مساحتها الجغرافية كاملة، في ظل استعصاء الحل السياسي واستحالة الحسم العسكري؛ ولكن السؤال الملح هو عن ماهية الحوار الوطني المطلوب؟
لم يتمكن الفلسطينيون، ولو لمرة واحدة، من إدارة قضيتهم ومتابعة شؤونهم بأنفسهم.. ولا "افتكاك" قضيتهم من تداخلاتها الإقليمية والدولية وتطلعات الآخرين للتأثير فيها. وكلما حاولوا ذلك أو شيئاً منه، كلما زاد تورط الآخرين في قضيتهم، وأحياناً تورطهم هم في قضايا وسياسات ورهانات الآخرين. مسألة مُلغّزة بالفعل!