"أرشيفوس.. شو رأيك" بصوت حنون مليء بالحماسة والعاطفة والاهتمام والحيوية، هو صوت وسام متى. بعد رحيلك وسام لا زلت أنتظر سماع هذه الكلمات وما بعدها شلالات من اقتراحات غير متوقعة كما عودتنا دائماً.
"أرشيفوس.. شو رأيك" بصوت حنون مليء بالحماسة والعاطفة والاهتمام والحيوية، هو صوت وسام متى. بعد رحيلك وسام لا زلت أنتظر سماع هذه الكلمات وما بعدها شلالات من اقتراحات غير متوقعة كما عودتنا دائماً.
رفيق.. كلمة أسمعها منذ الطفولة، لكن لم أشعر بأهميتها إلا عندما عرفتك قبل أكثر من 10 سنوات. أتذكر عندما اعتقد سائق التاكسي في القاهرة أن أسماءنا نحن الإثنين "رفيق" و"رفيق"، من كثرة تردادها بيننا خلال أقل من ربع ساعة، مسافة السكة من وسط البلد لشارع الأزهر!
لا أصدق أنك رحلت تاركاً إيانا نضرب كفاً بكف. لا ندري كيف حدث ولا نستوعب ما جرى. لم أتخيل يوماً أن أكتب لأرثيك، وبكل صراحة لا أدري هل أرثيك أم أرثي حالنا برحيلك، برغم علمي يقيناً بأنك الآن تنظر إلينا من فوق وتقول بلهجتك المصرية المختلطة باللهجة اللبنانية "عملتها فيكم يا كاوركات".
"أنتظرك في Starbucks الحمرا". يبادرني ضاحكاً كعادته "يسارية تشرب قهوتها في معقل الإمبريالية الأمريكية ببيروت"!
لا أعلم حتى هذه اللحظة ما الذي تحاول فعله؟ على ماذا تراهن في أن "تمشي" هكذا بلا سابق إنذار ولا وداع. أتعلم أنه ليس من حقك أن تترك خلفك 15 سنة، بحلوها ومرها، 15 سنة من الأخوة والدسائس والنميمة و"المانشيتات".. والسخريات حتى عندما تشتد المصائب من حولنا، فتحيلها إلى نكتة لاذعة أو "قفشة" ذكية تتحايل بها على ألم ما.
تبدأ الحكاية قبل نحو تسعة أعوام. تحديداً في كانون الأول/ديسمبر من العام 2012. كنتُ قد تسللت إلى عالم الصحافة من باب واسع وعريق، إذ قادتني مصادفة إلى صفحات جريدة "السفير".
شو إستاذ؟ كل شي تمام. محمود عمل جردة تمام، وكل الشباب خلصوا المواد. اختاروا موسيقى كمان، وشافوا الصور. لا ينقصنا إلا الوجبة إياها. شو بدنا ناكل؟
لم أحسبك قابلاً للموت يا رفيق. أعتقد أنني ما زلت عند هذه الحسبة. لطالما كانت تحيط بك قداسةٌ ما، ظاهرها سخرية الربّانيين الذين يحجبون بالنكتة علوّ مراتبهم عن أنفسهم كي لا يضلّوا. ولكنني يا صاحبي ناقمٌ، ولا أستطيع إلّا أن أرى شيئاً من القَتل في رحيلك.
"يا بت يا ربى" تتردد على مسامعي من دون توقف، انا كنت “حسيني” و”يا بت يا ربى” وهو كان “الويس”.