
لم تبد الإدارة الأميركية ردة فعل واضحة على التصعيد الذي قامت به "قسد" مؤخراً في مدينتي الحسكة والقامشلي ضد الحكومة السورية، والذي إنتهى بانسحاب كردي من مناطق الاحتكاك، وإعادة فتح قنوات التواصل مع دمشق بوساطة روسية.
لم تبد الإدارة الأميركية ردة فعل واضحة على التصعيد الذي قامت به "قسد" مؤخراً في مدينتي الحسكة والقامشلي ضد الحكومة السورية، والذي إنتهى بانسحاب كردي من مناطق الاحتكاك، وإعادة فتح قنوات التواصل مع دمشق بوساطة روسية.
يحتلّ مخيّم الهول مكانة خاصة لدى قيادة وعناصر "الدولة الإسلامية" (داعش)، وهو من الملفّات النادرة التي يتعامل معها الأخير بحساسية بالغة ونفس طويل.
أسبوعان مرّا على بدء القوات الكردية فرض حصار على المواقع التي يسيطر عليها الجيش السوري في مدينتي الحسكة والقامشلي في شمالي شرق سوريا، من دون أن تفلح الوساطة الروسية – حتى الآن- في إنهاء هذا الحصار وتخفيف مظاهر الاحتقان التي تشهدها المنطقة، في ظل الإصرار الكردي المستمر على تحصيل مكتسبات سياسية وميدانية قد تمهد الأرض لعودة أميركية "وازنة" إلى مشهد الشمال السوري.
ثلاثة أسابيع مرت على إعلان الفصائل السورية الموالية لتركيا بدء هجومها على منطقة عين عيسى في ريف الرقة التي تسيطر عليها "قوات سوريا الديموقراطية" بهدف السيطرة عليها، من دون أن تحقق تقدماً يذكر، حيث اكتفت أنقرة وفصائلها بالسيطرة على قريتين فحسب، وادخلت نفسها في معركة استنزاف في موازاة معارك سياسية تشهدها منطقة شرق الفرات في ظل مناخات دولية وإقليمية متحركة.
يسود بين السوريين على اختلاف مشاربهم السياسية، موالين ومعارضين، ما يشبه الاجماع الضمني على أن عبور الرئيس الأميركي دونالد ترامب في فضاء أزمتهم كان عبوراً فوضويّاً وعشوائيّاً، وأن سياسته السورية كانت تقوم في جزءٍ كبير منها على الارتجاليّة وردة الفعل، ولم تكن مبنيّة على أيّة مرتكزات استراتيجية ثابتة.
ثمة متغيرات عدة تجري على الأرض السورية التي تعيش حالة "ستاتيكو"، قطعها القرار التركي بالانسحاب من بعض النقاط العسكرية التي يحاصرها الجيش السوري في ريف حماه، وعمليات الفرز المتواصلة للفصائل في إدلب، وأخيراً الاستعداد لعملية عسكرية تستهدف الأكراد قد تطال مقر "الإدارة الذاتية" في ريف الحسكة.
تكثف الولايات المتحدة نشاطها السياسي لإعادة ترتيب علاقتها مع أكراد سوريا والعراق، بحثاً عن أمن مصالحها، وسعياً لتحصين وجودها ضمن "لعبة الكراسي الموسيقية" القائمة بينها وبين كل من تركيا التي تعمل على توسيع حضورها في العراق وتمتين وجودها في الشمال السوري، وروسيا التي تتمتع بعلاقات مستقرة مع أكراد العراق، ومتوازنة مع أكراد سوريا، ما ضمن لها حضوراً كبيراً في الشرق السوري قرب منابع النفط، وإيران التي تبحث عن ضمان حضورها المؤثر في كل من العراق وسوريا وصولاً إلى لبنان.
خطوات عدة متلاحقة تجريها الولايات المتحدة لبسط نفوذها وتمتينه في المناطق النفطية في الشمال الشرقي من سوريا، عن طريق التمدد الأفقي وإعادة تفعيل الدوريات وتأمين طرق الإمداد، بالإضافة إلى محاولة "ترتيب البيت الداخلي" للأكراد، عن طريق إيجاد صيغة تضمن الاستقرار بين المكونات الكردية المنقسمة بين موال لكردستان العراق وتركيا، وبين أكراد "قسد" وجبل قنديل، في ظل التطورات الأخيرة في العراق والتي تخشى واشنطن أن تتطور وتصل إلى مناطق نفوذها ومصالحها في سوريا.
بحسب موقع "نيوزويك" فإنّ الولايات المتحدة وضعت خطة لإرسال قوات ودبابات لحراسة حقول النفط الشرقية في سوريا بعد انسحابها من شمال البلاد.
مع اعلان الرئيسين الروسي و التركي عن توصلهما الى إتفاق تاريخي حول سوريا بعد قمة جمعتهما في مدينة سوتشي الروسية، تتجه الأنظار الى آليات تنفيذ مذكرة التفاهم التي تم التوصل اليها.