
هناك اعتقاد سائد لدى الهنود الحمر بأنّه عندما تموت نجمة في السماء، يبقى إشعاعها ولا ينطفئ.. بل إنّه يستمرّ مسافراً في الفضاء، لمئات السنين. أُهدي مقالتي اليوم، لنجومنا المُشعَّة المسافرة في فضائنا منذ 4 آب/أغسطس 2020.
هناك اعتقاد سائد لدى الهنود الحمر بأنّه عندما تموت نجمة في السماء، يبقى إشعاعها ولا ينطفئ.. بل إنّه يستمرّ مسافراً في الفضاء، لمئات السنين. أُهدي مقالتي اليوم، لنجومنا المُشعَّة المسافرة في فضائنا منذ 4 آب/أغسطس 2020.
انتخابات 2022 لم تأتِ على الجنوب كسابقاتها، ثمة دروس وعبر لا بدّ أخذها في الاعتبار، فالجنوب الذي اعتاد على لوائح "الثنائي" تتلقى التهاني، قبيل موعد الإنتخابات، وجد هذه المرّة ما لم يكن بحسبان أهل الحل والعقد فيه.
للمرة الأولى منذ العام 2005 ينطوي تصنيف 8 و14 آذار، وعلى الأرجح، إلى لا رجعة. هذه إحدى حسنات برلمان 2022، ولذلك لا بد من أن تكون قراءة أرقام هذه الإنتخابات متصلة ـ منفصلة بما سبقها وسيليها، لكن الأكيد أن لبنان مقبل على مرحلة سياسية جديدة وصعبة لا بل خطيرة بكل أبعادها السياسية والأمنية والإقتصادية والإجتماعية.
هناك الاقتصاد والاقتصاد السياسي. وفي لبنان يضاف اليهما الاقتصاد السياسي الطائفي بصيغة هجينة لا تعترف بقواعد الحوكمة الرشيدة بل بـ"المحاصصة"، وهي كلمة مخففة تعني ضمناً "المناهبة".
"اليُتم" كما الحُزن. يبدأ كبيراً وينتهي مُندثراً. عند الطائفة السُنية يحدث العكس. شعورها الجمعي بـ"اليُتم" يرتفع مع كل محطة سياسية يمر فيها لبنان وقد تعدّدت المحطات بعدد التصدعات التي أصابت البلد، أهلاً ونظاماً.
لم يعش بلد ما عاشه لبنان من انخراط في لعبة الأمم ولم يخضع بلد لتجاذب إقليمي، كما خضع ويخضع لبنان، في إنتظار صياغة التفاهمات او التوافقات او الاتفاقات الكبرى.
في الشكل، بدا رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل كأنه يفتح الأبواب بإستعانته بالأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بوصفه "صديقا"، وصولاً للقول له "أقبل بما تقبل به أنت لنفسك. هذا آخر كلام لي بالحكومة"، لكن أبعد من الشكل، ماذا يمكن أن يحتمل هذا الكلام في طياته؟
المنطق الوطني المصحوب بالعقلانية، يفترض وقوفا لبنانيا صلبا خلف الوفد العسكري المفاوض حول ترسيم الحدود البحرية للبنان.
يتنازع أهل الحكم في لبنان حول تشكيل الحكومة العتيدة إستناداً إلى المبادرة الفرنسية التي قرأها كل طرف بشكل مختلف عن الآخر، وأعينهم مصوبة إلى لعبة شد الحبال الدائرة في المنطقة ببعديها الإقليمي والدولي وصولا إلى الانتخابات الأميركية.
بعدما كُلّف من رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، إكتفى مصطفى أديب باستشارات نيابية غير ملزمة، ظناً منه أن عملية التأليف لن تحتاج إلى أي عناء وجهد، بل ستكون هذه المرة "وصفة فرنسية جاهزة" لا يستطيع أحد رفضها.