
ورد في الحديث الشريف: "الناس شركاء في الكلأ والماء". يتطلّب الأمر في هذا العصر التعاون بين الدول من أجل الشراكة. لكن الايديولوجيا السائدة في النظام العالمي هي المنافسة لا التعاون.
ورد في الحديث الشريف: "الناس شركاء في الكلأ والماء". يتطلّب الأمر في هذا العصر التعاون بين الدول من أجل الشراكة. لكن الايديولوجيا السائدة في النظام العالمي هي المنافسة لا التعاون.
لبنان يسير في طريق الطغيان. فهل تُلغى التعددية الثقافية والسياسية؟ مهما قيل في مسألة المصارف ومصادرة أموال الناس، فالأمر هو إلغاء التعددية الاقتصادية والثقافية والسياسية. المصادرة في تاريخنا كانت أحد أساليب السلطات الحاكمة وأغلبها بطريق الإكراه. عنوان كل ذلك عشوائية السلطة. هي عشوائية كما تبدو للمحكومين، وصادرة عن نوايا مسبقة عند الحكام.
بعد أن شرحنا فى المقالتين السابقتين اثنى عشر ملمحا من ملامح السياسة الدولية منذ مطلع القرن العشرين، يكون موعدنا اليوم مع شرح الملامح الثلاثة الأخيرة مع التمهيد لوضع تصور للمنحنى الذى قد تأخذه تلك السياسة فى العقود القليلة القادمة.
من يصنع الثراء؟ الفقراء. الرأسمال غول لا يشبع. الرأسمال الرحوم مفقود، بل مستحيل. إنه فيروس لا شفاء منه، ولا علاج له. لا أحد ينجو منه.
ليست الرأسمالية في أزمة بقاء. البشرية هي التي في أزمة وجود. أزمة وجود البشرية تظهر من خلال الحروب واستخدام سلاح الدمار الشامل، وتدمير البيئة بدون أي اعتبار لتوازنها الذي يؤدي عادة الى ديمومتها كمصدر للزراعة والمواد الأولية للصناعة.
الفوضى هي القاعدة. لا عجب إذاً، إن كُنا نعيش في الفوضى. العالم يتقدم لفظياً ولغوياً.. الطوباوية كذبة مزمنة، والسلام لن يحضر في يوم من الأيام. لذا، نحن في دوامة تجديد الكوارث. لقد كان هيرقليطس على حق. السفسطائية المتهمة، وحدها على صواب، إذ، لا صواب أبداً. العقل يدعي النزاهة. انه خادم أمين لنوازع الغلبة والقهر والظلم.
الدين صار فتنة. إدخال الدين في السياسة هو طريق الفتنة في السياسة أو ما يؤدي الى سياسة فتنوية. إدخال السياسة في الدين نوع من النفاق، إذ في الأمر تخلٍ عن المطلق من أجل النسبي.
المثقف المشاغب هو المثقف الذي يطرح أسئلة لا تريد السلطة السياسية والدينية طرحها أو الجواب عليها. تضطهد من يحاول السؤال أو الجواب. لا يكون المرء مثقفاً إلا إذا كان مشاغباً. مجتمعاتنا العربية، وحتى الإسلامية مغلقة. بحاجة الى كسر الأغلال من الداخل. أنشأنا طوقاً حول أنفسنا بحجة المواجهة الثقافية مع الغرب. تراجع وعينا. تلاشى فكرنا.
سقط الاتحاد السوفياتي وشيوعيته من الداخل. انفجر ضد نفسه. يبدو أن التناقضات الداخلية لرأس المال المالي أوصلت النظام العالمي الى طور الشيخوخة. هل يبدو أن سقوطه سيكون لأسباب داخلية، أم سيكون نتيجة حروب دامية حول العالم؟ حروب تشكل خطراً على المصير البشري.