الكل يضبط إيقاعه على ساعة فيينا. التاسع والعشرون من هذا الشهر، موعد أميركي ـ إيراني جديد. تبدو الخيارات واضحة: إتفاق مفاجىء؛ ستاتيكو؛ أو مواجهة. أي الإحتمالات أكثر واقعية؟
الكل يضبط إيقاعه على ساعة فيينا. التاسع والعشرون من هذا الشهر، موعد أميركي ـ إيراني جديد. تبدو الخيارات واضحة: إتفاق مفاجىء؛ ستاتيكو؛ أو مواجهة. أي الإحتمالات أكثر واقعية؟
تزداد تعقيدات المشهد الميداني ـ السياسي المُعقّد أصلاً في المنطقة الشمالية الشرقية من سوريا. هذه المنطقة إلى أهميتها الاستراتيجية، تُشكّل نقطة ارتكاز للاقتصاد السوري سواء من ناحية الأمن الغذائي (القمح) أو حقول النفط الموجودة فيها، أو شبكة الطرق الرئيسية التي تربط بين المناطق السورية من جهة، وبين سوريا ودول الجوار من جهة أخرى.
يؤشر إرباك الإعلام العبري إلى إرباك المؤسستين السياسية والأمنية في تل أبيب. من التحذير من بلوغ إيران العتبة النووية إلى التركيز على خطورة المُسيرات الإيرانية مروراً بقضية "الصواريخ الدقيقة". يوني بن مناحيم المحلل العسكري والأمني كتب تقريرا نشره "مركز القدس للشؤون العامة والسياسة" حول الهدف من تصاعد الهجمات الإسرائيلية مؤخراً على الأراضي السورية.
نشرت صحيفة "هآرتس"، في عددها، الثلاثاء الماضي، تقريرا أعده محللها العسكري عاموس هرئيل بعنوان "إسرائيل توسع نطاق هجماتها على أهداف إيرانية في سوريا، وروسيا لا تحتج". ماذا يتضمن التقرير؟
نشرت صحيفة "هآرتس" تقريرًا بالإنكليزية على موقعها الإلكتروني للكاتب الإسرائيلي عوفر اديريت، يروي فيه سيرة أورسولا كوتشينسكي (العميلة سونيا) التي عملت لمصلحة الإتحاد السوفياتي خلال الحرب العالمية الثانية ولفترة طويلة خلال الحرب الباردة.
تشنّ "إسرائيل" منذ عدة أعوام غارات حربيّة شبه متواصلة على ما تدّعي أنها مراكز وأهداف عسكرية تابعة للقوات الإيرانية الموجودة في سوريا، أو قوات حليفة لها، كما على قواعد أو مقرّات للجيش السوري، بما في ذلك مطارات ومصانع ومنشآت ذات بعد عسكري، حسب الإعلام العبري.
هل نشهد في الأشهر الأخيرة إعادة تشكيل جذري للمشهد السياسي في الشرق الأوسط؟ هناك مؤشرات عدة توحي بأن التحالفات التي كانت تبدو قوية باتت تتعرض للتآكل مع الزمن والأحداث، والملف السوري شاهد على ذلك. هذا التقرير للصحافي في بروكسل بودوان لوس في "اوريان 21" (ترجمة حميد العربي) يضيء على هذه القضية.
جاءت إدارة جو بايدن إلى السلطة ومعها أولوية واضحة خارجياً، ألا وهي مواجهة الصين الصاعدة. على النقيض من ذلك، لا يضع الأميركيون روسيا ضمن أولوياتهم، من منطلق أن قوة الأخيرة تتراجع. ولكن، هل هذا صحيح؟ بحسب التقرير الذي أعده مايكل كوفمان وأندريا كيندال تايلور(*) ونشرته "فورين أفيرز"؛ يتوجب على بايدن التخلي عن نظرية أسلافه الكئيبة التي تعتبر روسيا "نمراً من ورق"؛ والتعامل معها على أنها قوة ثابتة وتهديد مستمر، حتى لو كانت الصين تهديد متسارع، وذلك إنطلاقاً من حقائق ووقائع تناقش لماذا موسكو قوة ثابتة.
روسيا وإيران هما من أهم فواعل الحرب السورية، حليفان داعمان لنظام الرئيس بشار الأسد، والفاعلان الرئيسان اللذان أمكن له الاعتماد عليهما في الحرب، ولعلهما ـ بالطبع ثمة عوامل أخرى ـ السبب الرئيس في بقائه واستمراره.
ليست هي عودة روسية بكل معنى الكلمة إلى أفغانستان. وإنما لا يمكن إلا التوقف عند "صيغة موسكو" التي جمعت عشرة أطراف إقليميين وحركة طالبان في العشرين من الشهر الجاري، بصفتها إنخراطاً روسياً في الشأن الأفغاني، هو الأوسع منذ الإنسحاب الأميركي.