حرب الابادة Archives - 180Post

000000.jpg

ذهب المحللون بعيداً في تحليلاتهم حول الانقلاب المفاجئ في الموقف الأوروبي، من لغة مُطبّعة مع فعل العقاب الجماعي، إلى لغة تدين الـ"تمادي" الإسرائيليّ وتبدي قلقاً ازاء مصير الجمع البشري المجوّع في قطاع غزة. يتفاعل الخطاب العام مع هذا التحوّل، تارة بإدانة تأخّره وتارة أخرى بالتصفيق له ودعوة الانظمة العربية أو كما يحب الكثيرون وصفهم بـ"الحكام العرب"، إلى استثمار هذا التغيير من أجل تخفيف بعض من المأسي التي يعيشها الفلسطينيون في ظل المقتلة المستمرة بحق وجودهم ببعديه المادي والوجداني. وبين هذا وذاك يبقى لسان حال الكتابات الصحفية والأكاديمية على حد سواء هو البحث عن معضلة "الحل العادل للقضية الفلسطينية"، بعيداً عن أي تحليل ماديّ أو أيديولوجي لراهنية البنية الفلسطينية من جهة والإسرائيلية من جهةٍ أُخرى.

trump-1.jpg

سمعنا أو قرأنا أن الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب طلب من دولة عربية منتجة للنفط تخصيص مبلغ معين لاستثماره أو تخزينه في بلاده مقابل خدمات سبق للولايات المتحدة تقديمها لها على امتداد السنوات الماضية. فوجئنا بعد شهر أو أقل بالدولة العربية الغنية بالنفط والمال تستجيب للطلب بل وتعرض من جانبها مضاعفة المبلغ مساهمة منها في حل أزمة أمريكا الاقتصادية.

IMG_20241110_0002.jpg

من اللافت للانتباه كيف تحوّل المجتمع اليهودي في إسرائيل نحو دعمٍ واسعٍ لسياسات "القيصر نتنياهو" في هذه المرحلة الثانية من حربه على لبنان، وذلك بدرجة أعلى من دعمه للمرحلة الأولى من حربه ضد غزة والضفة الغربية. بالمقابل، من اللافت للانتباه كيف أنّ المجتمعات العربيّة زاد انقسامها بشكلٍ أكبر اليوم بحيث أصبح صمتها فاضحاً أمام الإبادات والتهجير والتدمير، باستثناء أصوات تعلو بقوّة مساندة حرب "القيصر"، نكاية بإيران وحزب الله وحماس.

IMG_9299_0.jpeg

لا تشبه حرب الإبادة والتدمير التي يشهدها الفلسطينيّون منذ سنةٍ تقريباً في غزّة والضفة احتلالاً عاديّاً أو أيّ مرحلة من مراحل العدوان الإسرائيلي التي تكرّرت منذ عقود. ولا تشبه العمليات الحربية الدائرة في جنوب لبنان ما سبقها. ولا مثيلَ سابقاً للعربدة العسكريّة الإسرائيليّة على سوريا المنهَكة بصراعاتها الداخليّة وامتداداتها الدوليّة. المشهد يُنذر بكارثة بحجم كارثة "النكبة" سنة 1948.

Netanyahu-and-ICC.jpg

تراجعت الحكومة اللبنانية عن قرارها السماح للمحكمة الجنائية الدولية بالتحقيق في جرائم حرب بعد استشهاد المصور الصحافي عصام عبد الله وعدد آخر من المدنيين جراء القصف الاسرائيلي. فلبنان ليس عضواً في المحكمة الجنائية الدولية، ويتعين عليه تقديم إقرار رسمي يمنح المحكمة السلطة القضائية لبدء تحقيقات في فترة زمنية معينة.