
تشرق شمس اليوم (الإثنين) في تونس لتؤذن ببداية الاستفتاء من أجل "إنهاء عشريّة الخراب والدمار وبناء تونس جديدة"، على ما يقول المناصرون والمؤيدون، وذلك في ظلّ تحشيد من قبل مؤسسات رسمية ووسائل إعلام وأحزاب داعمة للرئيس التونسي قيس سعيّد.
تشرق شمس اليوم (الإثنين) في تونس لتؤذن ببداية الاستفتاء من أجل "إنهاء عشريّة الخراب والدمار وبناء تونس جديدة"، على ما يقول المناصرون والمؤيدون، وذلك في ظلّ تحشيد من قبل مؤسسات رسمية ووسائل إعلام وأحزاب داعمة للرئيس التونسي قيس سعيّد.
قد يبدو التونسيّون في هذه اللحظة المفصلية من حياة دولتهم، مجبرين على الاختيار بين تفتت الدولة وتشتت آليات اتخاذ القرار فيها بمقتضيات دستور ٢٠١٤، مضافاً إليهما المسار المثير للجدل الذي اتخذته حركة النهضة نحو "التمكين" في السلطة، وبين نقيضٍ يقوم على مركزة مريبة ومخيفة للسلطة بيد رجل واحد، تخضع له الدولة التي بلغت وهناً لم تشهده في تاريخها، حتى في آخر سنوات حكم الحبيب بورقيبة.
تتفاقم الأزمة التونسية إلى حدود منذرة بتغييرات دراماتيكية فى المشهد السياسى. لا الأوضاع الحالية قابلة للاستمرار ولا الأوضاع السابقة مرشحة للعودة. الأزمة بمشاهدها وتداعياتها قد تأخذ البلد إلى المجهول.
عبد اللطيف المكي من قياديي حركة النهضة في تونس. اختار الاستقالة من الحزب في سبتمبر/أيلول 2021 مع 112 من رفاقه. حالياً من أكثر الوجوه المستقيلة حضوراً في الإعلام، وهو يستعد مع ثلّة من أبناء الحركة السابقين لبعث حزب جديد. الزميلة سارة قريرة، المسؤولة عن الصفحات العربية في "أوريان 21" حاورت المكي على الشكل الآتي:
في السادس والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني 2021، يحل عيد مولد المناضل الشهيد شكري بلعيد السابع والخمسين. للمناسبة، هذه باقة من الذكريات التونسية في المغرب يحضر فيها بلعيد ونور الدين خمالي ومصطفى بن جعفر وحمّة الهمّامي وغيرهم.
سؤال التحول الديمقراطى ومستقبله يطرح نفسه بتوقيت متزامن على تونس والسودان واصلا بإحباطاته إلى العالم العربى خشية انكسار ما تبقى من رهانات على بناء دول مدنية ديمقراطية حديثة.
يمسك الرئيس التونسي قيس سعيّد بالسلطة التنفيذية منفرداً منذ شهر ونصف الشهر في ظل برلمان مجمد وعدم تعيين رئيس جديد للحكومة، فيما لا يَظهر في المقابل عازماً على إجراء محادثات سياسية مع خصومه أو حتى التشاور مع داعميه حول "خريطة طريق" تطالب بها أطراف داخلية وخارجية ويرجّح البعض أن يكون العبور نحو مشروعه لتغيير الدستور الحالي مسألة وقت.
ربما من السابق لأوانه إصدار حكمٍ نهائي وموضوعي على ما حصل في تونس بعد إصدار الرئيس التونسي قيس سعيّد في 25 يوليو/تموز 2021، قراراته بإقالة حكومة هشام المشيشي وحلّ البرلمان ورفع الحصانة عن أعضائه.
غداة الإجراءات الاستثنائية التي اتخذها الرئيس قيس سعيد، تعيش حركة النهضة أزمة سياسية غير مسبوقة. وتُظهر هذه الخلافات التي خرجت إلى العلن كيف باتت المنظمة الإسلامية بعد عشر سنوات حزبا كغيره من الأحزاب العربية الحاكمة، في بلد لا تزال فيه روح الثورة متقدة.
فى المشهد السياسى التونسى المأزوم لا توجد خيارات سهلة، فالأولويات تتزاحم والمواقيت تضغط والمخاوف ماثلة خشية النيل من قدر الحريات العامة المتاحة.