
لا تنشأ أزمات الثقافة والمثقفين من أو فى فراغ تاريخى. المراجعة ضرورية من عند الجذور حتى يمكن تبين حقيقتها وطبيعتها من عصر لآخر، أو كيف وصلنا إلى الحديث بسخط عن اضمحلال الدور الثقافى المصرى؟
لا تنشأ أزمات الثقافة والمثقفين من أو فى فراغ تاريخى. المراجعة ضرورية من عند الجذور حتى يمكن تبين حقيقتها وطبيعتها من عصر لآخر، أو كيف وصلنا إلى الحديث بسخط عن اضمحلال الدور الثقافى المصرى؟
قبل أربعين عاما، نشرت "دار الشروق" كتابا للأستاذ محمد حسنين هيكل، بعنوان "زيارة جديدة للتاريخ" تحدث فى فصوله السبعة عن لقاءات منفصلة مع عدد من كبار الشخصيات العالمية، كل فى فصل خاص به، وكان آخرها فى الفصل السابع الذى عرض الأستاذ هيكل فيه تفاصيل لقاء طويل جمعه بديفيد روكفلر، فى خريف عام 1975، فى مكتبه فى منطقة وول ستريت، حى المال بجنوب مانهاتن بمدينة نيويورك. واختار هيكل سؤال «القرار الأمريكى من يملكه» كعنوان لهذا الفصل.
فى اللحظة الحرجة الحالية تكاد مصر أن ترفع رأسها من جديد وتستعيد ذاكرتها التاريخية كدولة لها دور محورى فى حسابات محيطها وعالمها.
بقوة الوثائق استهداف مصر هو صلب التفكير الاستراتيجى الغربى المؤسس لـ«وعد بلفور». بمقتضى نصه فإن الحكومة البريطانية تلتزم بـ«إنشاء وطن قومى للشعب اليهودى فى فلسطين وأنها سوف تبذل قصارى جهدها لتسهيل تحقيق هذا الهدف».
قبل سبعة أشهر من رحيله، قال الكاتب العربي محمد حسنين هيكل في حوار مع جريدة "السفير" إن إسرائيل ستحكم العالم العربي. وما لم يُنشر في المقابلة التي أجريت معه في خريف العام 2015 أن إسرائيل "ستشن حتماً هجوماً عسكرياً على لبنان في السنوات المقبلة".
مرة بعد أخرى تعود مفاوضات وقف إطلاق النار فى غزة إلى نقطة الصفر، كأننا أمام عرض ارتجالى بلا نص معروف، أو أفق منظور.
«لا يليق بمصر أن تتسم سياساتها الخارجية والمواقف التى تتخذها بالارتجالية، أو بمخالفات جسيمة لقواعد أساسية فى القانون الدولى كالموقف الذى تتبناه تجاه الحصار المفروض على قطاع غزة». كان ذلك نقدا جذريا للحصار الخانق على غزة لم يتردد "نبيل العربي" فى تسجيله قبيل إطاحة نظام «حسنى مبارك»، والتزم الموقف ذاته طوال رحلته فى الدبلوماسية والحياة.
عندما أنشئت "الوكالة اليهودية" عام 1922 تطبيقاً للمادة الرابعة من صك الإنتداب البريطاني على فلسطين التي تقول إن "وكالة يهودية سيتم الإعتراف بها بوصفها هيئة استشارية لإدارة فلسطين، وعلى حكومة فلسطين الإعتراف بها من أجل التعاون معها في المسائل الإقتصادية والإجتماعية"، لم تكن المجتمعات العربية، بما فيها جل نخبها وتياراتها، مدركة جيداً لما يعنيه ذلك الأمر. ما هو الدليل؟
لا تلخص مدينة القدس القضية الفلسطينية، لكنها ترمز إلى أكثر مواضعها حساسية وإلهاما لمئات الملايين فى أنحاء العالم.
لمرتين تاريخيتين تداخلت القاهرة بالإسناد والدعم والتخطيط المشترك فى إطلاق ثورتين مسلحتين، الجزائرية والفلسطينية. الأولى، حققت هدفها فى الاستقلال. الثانية، وقعت فى خديعة «أوسلو» قبل أن يواصل شعبها دفع فواتير الدم والتضحيات لنيل حقه فى تقرير المصير.