جعلت مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى مسألة تجريد روسيا من سلاح الطاقة هدفاً قريب المدى يفترض أن تبدأ بتطبيقه إعتباراً من الخامس من كانون الأول/ديسمبر الجاري.
جعلت مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى مسألة تجريد روسيا من سلاح الطاقة هدفاً قريب المدى يفترض أن تبدأ بتطبيقه إعتباراً من الخامس من كانون الأول/ديسمبر الجاري.
تخيّل مثلثاً رؤوسه الثلاثة دين وأمة وقومية. وكلها تعابير تشترك في مفهوم واحد هو الهوية.
لا يخفى على أحد، بعيداً كان عن دهاليز السلطة السياسية أم قريباً منها أم محشوراً فيها، أن العالم على وشك أن يشهد تدشين نظام دولي جديد أو الإعلان عن إدخال تعديلات جوهرية على جوانب معينة في هياكل النظام القائم ومبادئه.
هنا يأتي السؤال، إذا كان الطرفان اللندني الممثل لأوروبا، والنيويوركي الأمريكي، سيتوجهان معاً من ليبور باتجاه مؤشر سوفر الأكثر أماناً، وأقل عرضة للتلاعب، أين المشكلة إذن، ولم الشقاق الذي يتحدث عنه بعض المحللين؟
ما الجديد في هذا العنوان؟ ألم يُلقِ العالم بنفسه في أحضان أمريكا منذ اقتراب نهاية الحرب العالمية الأولى وانعقاد مؤتمر فرساي وصدور إعلان الرئيس وودرو ويلسون بنقاطه الأربع عشرة؟
"أوروبا حديقة، لقد بنينا حديقة، أفضل مزيج من الحرية السياسية والرخاء الاقتصادي والترابط الاجتماعي استطاعت البشرية أن تبنيه، لكن بقية العالم ليس حديقة تماماً، بقية العالم.. أغلب بقية العالم هو أدغال".
تتمدد الحرب الأوكرانية فى الزمن.. والاستنزاف المتبادل أخذ مداه على جانبى الصراع الدامى دون أفق سياسى مؤكد يضع حداً لحرب المنهكين. احتمالات التفلت عن أى قيد واردة، فلا قواعد اشتباك تضمن ألا يستخدم السلاح النووى بذريعة أو أخرى، أو تمنع من امتداد النطاق الجغرافى للمواجهات إلى دول ثانية فى قلب القارة الأوروبية.
من المؤكد أن الرئيس الأميركي جو بايدن كان يتمنى ألا يضطر إلى الرد علناً على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بالنسبة إلى هوية الصاروخ الذي سقط على قرية بولندية حدودية ليل الثلثاء الماضي، في وقت كان يتمسك الأخير بمقولة أن الصاروخ روسي الهوية وأن لا علاقة له بصواريخ الدفاع الجوي الأوكرانية، في تناقض صارخ مع إستنتاجات حلف "الناتو".
جرت مفاوضات قمة المناخ العالمية السنوية COP27، في شرم الشيخ الأسبوع الماضي، في وقت صعب للغاية، حيث يخوض العالم أزمة طاقة حادَّة ناجمة عن الحرب الروسية الأوكرانية، ما أدَّى لخفض التوقعات لما يمكن تحقيقه هذا العام. وكان تفاقم الظواهر الجوية السلبية، التي شهدها العالم الصيف الماضي، جعل الحاجة لتقليل الانبعاثات أكثر إلحاحاً. لكن الإنتقال إلى عالم الطاقة النظيفة؛ إن حصل؛ فسيكون فوضوياً في أحسن الأحوال، وسيُنتج أشكالاً جديدة من المنافسة والمواجهة قبل أن يُعيد تشكيل أطر جيوسياسية جديدة تُعيد تشكيل النظام العالمي، بحسب تقرير لمجلة "فورين أفيرز"(*).
مياه كثيرة تدفقت تحت الجسور في الأيام الأخيرة. تدفقت بسرعة وبتدافع غير عادي مخلفة مشهداً غير مألوف. لست متأكداً على كل حال إن كان الجديد في المشهد ثابت الأركان وأن المياه لن تعود إلى مجاريها. لست متأكداً ولا أحد أقنعني بأن ما تغير باقٍ معنا وأن الأمل عاد كبيراً في نهاية قريبة لفوضى كادت تدمّر كل ما هو قائم.