يتسارع مسار الانهيار الحامل لانفجار اجتماعى خطير، حذّر منه كثيرون مرارا، فيما تعيش المؤسسة السياسية الحاكمة، فى ظل استفحال الأزمة، حالة من نكران لهذا الواقع ولتداعياته الكارثية على الجميع.
يتسارع مسار الانهيار الحامل لانفجار اجتماعى خطير، حذّر منه كثيرون مرارا، فيما تعيش المؤسسة السياسية الحاكمة، فى ظل استفحال الأزمة، حالة من نكران لهذا الواقع ولتداعياته الكارثية على الجميع.
في الشكل، بدا رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل كأنه يفتح الأبواب بإستعانته بالأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بوصفه "صديقا"، وصولاً للقول له "أقبل بما تقبل به أنت لنفسك. هذا آخر كلام لي بالحكومة"، لكن أبعد من الشكل، ماذا يمكن أن يحتمل هذا الكلام في طياته؟
خمس عشرة سنة استغرقتها الحرب اللبنانية الضروس، من بينها أربع عشرة سنة، كان يمكن إسقاطها من وقائع الحرب، لو ذهب اللبنانيون إلى تبني "الوثيقة الدستورية" كمدخل أساسي لوقف الحرب وإعادة النظر بتوزيع الصلاحيات.
"يعبرون الجسر في الصبح خفافاً.. أضلعي امتدّت لهم جسراً وطيدْ.. من كهوف الشرق.. من مستنقع الشرق.. إلى الشرق الجديدْ". مقطعٌ صغير من قصيدةٍ طويلة للشاعر اللبناني الراحل خليل حاوي، بعنوان "الجسر". قصيدة، عرّفت الجمهور العريض بحاوي، وبمسيرته على درب الآلام.
من يرصد التطورات الإقليمية منذ وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض في العشرين من كانون الثاني/ يناير 2021، حتى يومنا هذا، يستنتج أن الولايات المتحدة تسعى إلى ترميم النظام الإقليمي لإستثماره في سياق إستراتيجي مستقبلي. كيف؟
تبدو فرصة تشكيل حكومة لبنانية جديدة، ضعيفة جدًا. لا وسيط لبنانيًا او دولياً أو إقليمياً مقبولًا من الجميع ولا أحد يريد إتباع قاعدة "عفا الله عما مضى"، أي التسامح حتى لو كان ذلك يُشكل ربحاً للجميع. أهل السياسة هم العقدة والحل في آن معاً.
قد يقول البعض "عّم بتزودوها"، الكل يدق ناقوس الخطر من إنهيار الإقتصاد اللبناني كلياً. الأمور ليست خطيرة بل كارثية وخرجت عن السيطرة وبات السقوط المحتم يُقاس بالأسابيع وليس بالأشهر. هذا في الإقتصاد، لكن ماذا عن القيم المجتمعية؟
منذ تاريخ إنفجار مرفأ بيروت في مطلع آب/ أغسطس 2020، إتخذ الإحتفاء بمئوية لبنان الكبير بعداً درامياً. لا شيء على طاولة اللبنانيين إلا مبادرة فرنسية بتغطية دولية وإقليمية يقودها رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون. هل ما زالت فرنسا "الأم الحنون" للبنان وتحديداً للموارنة؟
عندما يكون الدور هو سبب منشأ بعض الدول، لا يعود مدعاة للدهشة أن تصير هذه الدول عرضة للإهتزاز أو أن تمر بأعراض وجودية، كتلك التي أصابت لبنان في مئويته أو تلك التي تصيب الأردن في مئويته.