إنفجار مرفأ بيروت Archives - Page 7 of 7 - 180Post

gettyimages-1227934175-2048x2048-1-1280x891.jpg

لم يكن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بحاجة لممارسة قدراته الخطابية العالية وكاريزماه المعروفة منذ طفولته، كي يجد ترحيبا استثنائيا في لبنان. فالدولة المنهارة بـ"فضل" ساستها، تحتاج الى أي خشبة خلاص من الغرب او الشرق، والشعب التائق الى الخلاص من هذه الطبقة السياسية، كان ينتظر مسؤولا دوليا كبيرا يشاركه الشارع والألم كي يشكو له ظلم الساسة، فوصل الأمر ببعض الناس الى حد المطالبة بعودة الانتداب الفرنسي فيما "لبنان الكبير" على اعتاب الاحتفال بمئة عام على انشائه.

gettyimages-640009078-2048x2048-1-1280x853.jpg

ايمانويل ماكرون في بيروت. زيارة هي الرابعة لرئيس فرنسي إلى بيروت في ظروف إستثنائية. زيارة شكّلت بأبعادها السياسية والإنسانية، أول خرقٍ للحصار الدولي الذي يتعرض له لبنان. زيارة أعطت لفرنسا رصيداً لبنانياً، سياسياً وشعبياً، وتخللها أول موقف دولي يعلن بالفم الملآن أن صيغة الطائف التي ولدت قبل 31 سنة قد إستنفذت غايتها وصار لا بد من عقد سياسي جديد بين اللبنانيين.

gettyimages-1227910111-2048x2048-1-1280x853.jpg
Avatar18005/08/2020

كيف قارب الإعلام الإسرائيلي، الانفجار الذي شهده مرفأ بيروت، يوم الثلثاء الماضي، سواء من زاوية التركيز على علاقة أو عدم علاقة حزب الله أو إسرائيل به، أو من زاوية تأثيره على معادلة الصراع بين حزب الله وإسرائيل، فضلا عن التداعيات الداخلية في لبنان؟

ناجي-صباح-يا-بيروت.jpg

عدتُ بالذاكرة إلى حقبة ثمانينيّات القرن الماضي. كنتُ في كلّ مرّة أنزل فيها من الجبل إلى بيروت بعد انتهاء إجازتي الأسبوعيَّة، يشاء القدر أن يحدث حدثٌ مُزلزِل. وغالباً ما يكون ذلك الحدث، اغتيال شخصيَّة من الصفّ الأول. بالأمس، كرّت سبحة ذاكرتي إلى الوراء. مثل فيلم حياتنا الذي يمرّ أمام عيوننا، عندما يسري مفعول التخدير في عروقنا في غرفة الجراحة. فلم تكد تطأ قدمي عتبة منزلي في بيروت حتى وقع الزلزال.

gettyimages-1227911001-2048x2048-1-1280x852.jpg

انتهت كل دقائق الصّمت. لن نقف بعد الأمس دقائق صمت عن روح أحد. استُنزفت كل الدقائق. حتى الثواني لم تٰبق لنا. لم يتوقف الزّمن، لكن تجمّدنا في الزمن. جمّد اللهب أرواحنا بدل أن يحرقها، فلا هي بالمتألمة، ولا هي بالمتذمرة.. هي في عداد الموتى. قُتِلت يوم قتل الاستهتار بيروت، دون أن تستريح مع من استراحوا وانتقلوا إلى العالم الثاني.