لا يرتقي خطاب سعد الحريري في الذكرى الـ 16 لإستشهاد والده رفيق الحريري، للمناسبة ذاتها. كان يمكن لخطابه أن يُقال مباشرة بعد لقائه الأخير برئيس الجمهورية ميشال عون، لكأنه فضّل أن يُغلّب الراهن، برغم عدم إتصاله بالمناسبة نفسها.
لا يرتقي خطاب سعد الحريري في الذكرى الـ 16 لإستشهاد والده رفيق الحريري، للمناسبة ذاتها. كان يمكن لخطابه أن يُقال مباشرة بعد لقائه الأخير برئيس الجمهورية ميشال عون، لكأنه فضّل أن يُغلّب الراهن، برغم عدم إتصاله بالمناسبة نفسها.
أوحت زيارة الرئيس المكلف سعد الحريري إلى القصر الجمهوري، اليوم (الإثنين) بتحريك المياه الراكدة في بركة تأليف الحكومة اللبنانية الجديدة. هذا الإنطباع تبدده وقائع المشاورات التي سبقت الزيارة.
لو تقدم جبران باسيل اليوم بترشيحه عن أحد المقاعد المارونية في الجنوب أو البقاع، وجرت الإنتخابات النيابية غداً، لكان تقدم على كل مرشحي حزب الله وحركة أمل، ليس بالأصوات المسيحية، بل بالأصوات الشيعية أولاً. ما هي مناسبة هذه الفرضية؟
تقف جميع الطوائف اللبنانية بمكنوناتها الداخلية أمام أسئلة كبرى. ما يحدث في المنطقة وما ستفرضه الأحداث كبير جدا بالنسبة إليهم. ماذا سيحدث في سوريا؟ وكيف ستُرسم خواتيم هذه المعركة؟ وماذا عن العراق؟ ما هي نتائج التطبيع العربي مع العدو؟ وأين وكيف سيكون حل الدولتين وقضية اللاجئين؟ ما هو مستقبل المعارك الأوروبية التركية متوسطيا؟ أين يتجه النظام اللبناني بعد موت الطائف سريرياً؟ وكيف ستتصرف الطوائف اللبنانية حيال ذلك؟ الحديث بالطبع هو عمن يفكر "طائفيا" وهم ليسوا بقلة في لبنان، حيث تكبر الأسئلة وتصغر وفقا لحجم منظّري وأحزاب الطوائف وتأثيرهم.
لا يتردد كثيرون في الداخل والخارج في قول ما يعتبرونها حقيقة قاطعة ولو بلغات متعددة: حزب الله يسيطر على لبنان. هو الأقوى والأقدر. يتحكم بقرار الحرب والسلم. يقرر من يريد رئيساً للجمهورية والحكومة ومجلس النواب. بإختصار، هو الحاكم الفعلي للبلد.
عندما وقعت حادثة قبرشمون في تموز/يوليو 2019، بين مرافقي الوزير الإرسلاني صالح الغريب وبين مناصري الحزب التقدمي الإشتراكي، وسقط خلالها عدد من الضحايا، ثبت مرة جديدة أن السلم الأهلي في جبل لبنان الجنوبي هشٌ للغاية، وأن أية حادثة، أكانت صغيرة أم كبيرة، يمكن أن تترك تداعيات على العلاقات الدرزية ـ الدرزية، كما على العلاقات المسيحية ـ الدرزية.
لا تهدأ ماكينة التيار الوطني الحر. يريدها جبران باسيل على صورته. تعدد الجبهات والملفات. ورشة تنظيمية داخلية لا تتوقف. مواجهة كورونا. ملفات حكومة حسان دياب. الملفات الخارجية، ولا سيما الإغتراب اللبناني. العلاقات مع الحلفاء والأصدقاء. إنشغال بصياغة خطة مواجهة دفاعاً عن العهد وحكومته.
شرع التيار الوطني الحر برئاسة جبران باسيل في إستخدام أسلحته الإحتياطية الإستراتيجية في مواجهة خصومه المسيحيين في الداخل اللبناني، ولا سيما حزب القوات اللبنانية برئاسة سمير جعجع وحزب الكتائب اللبنانية برئاسة سامي الجميل وتيار المردة برئاسة سليمان فرنجية، كما في مواجهة رئيس الوزراء البناني المستقيل سعد الحريري في معركة تأليف الحكومة اللبنانية الجديدة.