
الثورة العربية التي حدثت عام 2011 لم تفشل. الذين فشلوا هم الذين واجهوها. حُكّام المنظومة العربية الذين لم يستجيبوا لمطالب الثورة، بل تآمروا على جماهيرها، وتدهور أكثر وضع المجتمع منذ ذلك الحين.
الثورة العربية التي حدثت عام 2011 لم تفشل. الذين فشلوا هم الذين واجهوها. حُكّام المنظومة العربية الذين لم يستجيبوا لمطالب الثورة، بل تآمروا على جماهيرها، وتدهور أكثر وضع المجتمع منذ ذلك الحين.
الثورة حدثٌ، زلزالٌ، غضبٌ، انفجارٌ. يهب المجتمع بمختلف طبقاته، من الدنيا الى الوسطى، للثورة والاعتراض على النظام. الحدث لحظة. اللحظة لا برنامج لها. البرنامج وهم. الثورة في أذهان أهل السلطة ومثقفيها. على الأقل يقترحون أن يكون هناك مقدمات ثقافية. تؤهلها الثقافة. ثقافة المجتمع للثورة. كأن هناك مجتمعات قابلة للثورة وغيرها غير قابلة بحكم ثقافتها الضاربة في الماضي.
"بالأمس كنتُ ذكيّا، فأردتُ أن أغيّر العالم. اليوم أنا حكيمٌ، ولذلك سأغيّر نفسي".
لا نستطيع الحديث عن أمة عربية. الأمة تُصْنَع. لا تهبط ككيان ميتافيزيقي من العلياء. تصنعها الدولة. في إطار الدولة تتشكّل الأمة. لدينا الآن أمم عربية لأن لدينا بلدان عربية، لكن أيا منها ـ سوى مصر والمغرب - لم تستطع أن تصنع أمة. تعبير الأمة الدولة إشارة الى هذا التلازم والى أن صيرورة الأمة متعلقة بالدولة وبالسياسة وبالإرادة.
كان يجب لبعض الأوقات أن تكون لحظاتٍ فقط. لكن، اللّحظة نفسها قد تتضخّم لتبتلع عمراً بأكمله.
كلما لاح أملٌ قتله الساسة في لبنان. لم تمض 24 ساعة على تبشير الرئيس المكلّف سعد الحريري باحتمال الخروج بـ"صيغة حكومية قبل الميلاد"، حتى خرج هو نفسه اليوم (الأربعاء) بعد لقاء هو الرابع عشر بينه وبين رئيس الجمهورية ميشال عون، بوجه عابس يعكس تشاؤم وتعقيدات التفاوض، ويرجىء الأمل الى ما بعد رأس السنة!
العقل الثوري يعتقد أن الثورة تحدث بتخطيط بشري مسبق. هذا مناف للتاريخ. الثورة تحدث وحسب. ينفجر المجتمع تحت وطأة تراكم تطورات صارت تتناقض مع أسباب وجود النظام.
هل رأيت يوماً طفلاً في الثالثة من عمره يسير بخطى قصيرة، فيما يبدو سرواله مليئاً بالغائط، وعلى وجهه نظرة دهشة كأنّها تسأل: مَن تغوّط في سروالي؟ بهذا السؤال، يوطّئ الكاتب Andrew Fuller لشرحه عن شخصيّة الإنسان المراوغ. Fuller، المتخصّص في علم النفس العيادي، يُدرِج الناس المراوغين ضمن لائحة لأبرز أنواع الشخصيّات التي تنكّد على البشر حياتهم. "سبع شخصيّاتٍ تسمّم حياتكم"، هو عنوان كتابه المرجعي الصادر عام 2009.
لو فُوّض "الموساد" الاسرائيلي لكتابة سيناريو حول تدمير لبنان لما وصل الى أكمل من السيناريو الذي يحدث اليوم بأيدي الطبقة السياسية اللبنانية.
كل طائفة بؤرة للفساد. لبنان يتشكّل من طوائف. إذن لبنان تحالف أو صراع بؤر للفساد. تتنافس فيه الطوائف على مركز الصدارة في نهب المجتمع والدولة.