إنها نصف أزمة، لا أزمة كاملة فى العلاقات الأمريكية الإسرائيلية. أنصاف الأزمات لا تتعلق بالاستراتيجيات والمصالح العليا بقدر ما تُعبّر عن احتقانات مؤقتة. المساجلات غير معتادة والحسابات الانتخابية ماثلة.
إنها نصف أزمة، لا أزمة كاملة فى العلاقات الأمريكية الإسرائيلية. أنصاف الأزمات لا تتعلق بالاستراتيجيات والمصالح العليا بقدر ما تُعبّر عن احتقانات مؤقتة. المساجلات غير معتادة والحسابات الانتخابية ماثلة.
لم يُعارض الرئيس الأميركي جو بايدن يوماً عملية إسرائيلية في رفح، ولم يقل يوماً إنه يعارض القضاء على "حماس"، وبقي حتى أيام خلت يقاوم الضغوط التي يتعرض لها من الجناح التقدمي في الحزب الديموقراطي كي يضع قيوداً على تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، كرافعة لحملها على وقف الحرب في غزة.
تستمر، وبزخم لافت للإنتباه، المظاهرات الطلابية في حرم العديد من الجامعات الأميركية، تضامناً مع غزة ورفضاً لحرب الابادة الجماعية عليها.
يستغرب كثيرون كيف تمكن دونالد ترامب، وهو من خارج النخبة السياسية المهيمنة من الوصول إلى السلطة (2016)، وحتى بعد خسارته في انتخابات العام 2020، فإنه بقيَ في المشهد السياسي، وكما يقول عن أنصاره أن ثلاثة أرباعهم يعتقدون أنه فاز في الانتخابات، وهو ما يدعوه اليوم إلى رفع صوته عاليًا للثأر من خصمه اللدود جو بايدن في الانتخابات المقبلة، التي ستجري في شهر تشرين الثاني/نوفمبر 2024.
تظهر استطلاعات الرأى العام فى أمريكا أن التأييد الشعبى لإسرائيل بخاصة لدى الديموقراطيين قد تراجع كثيرا والفجوة بين رأى الناس ورأى القادة المنتخبين تتسع. فقد أظهر الاستطلاع السنوى لمؤسسة "جالوب" أن 49% من الديموقراطيين يتعاطفون مع الشعب الفلسطينى مقابل 38% مع إسرائيل. وتقول مجلة "تايم" إن ألفاظا مثل العنصرية والأبارتيد بدأت تتردد فى الأوساط الديموقراطية عند الحديث عن إسرائيل.
بدأ الرئيس الأمريكى جو بايدن حكمه فى كانون الثاني/يناير 2021 محاولا توجيه التركيز الأمريكى الاستراتيجى لمواجهة تصاعد التحدى الصينى اقتصاديا وعسكريا وفكريا. وبدلا من ذلك، بدأ بايدن عامه الأخير فى الحكم متورطا فى حربى أوكرانيا التى بدأت فى شباط/فبراير 2022، وغزة التى بدأت فى السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
كتب فريد زكريا، الصحافي الأميركي المعروف بمناهضته للرئيس السابق دونالد ترامب، إفتتاحية في صحيفة "واشنطن بوست"(*)، توقف فيها عند تقدم الظاهرة العلمانية في أميركا ربطاً بحملة ترامب وتركيزه على ملء الفراغ بالرموز الدينية لاستقطاب فئة المسيحيين الإنجيليين الذين يشكلون حوالي ربع الناخبين وهم الذين صبت معظم أصواتهم في العام 2020 لمصلحة ترامب.
تكثر في هذه الأيام في عديد مواقع التأثير والنفوذ الكتابة والتفكير عن مستقبل العالم. بعض ما يتردد من أفكار واجتهادات يُنشر أو يُسرّب يعكس حالة أقرب ما تكون إلى الحالة السابقة مباشرة للمراحل الثورية التاريخية؛ مراحل وقعت فيها تحولات جذرية في منظومات فكرية وعقائد دينية وسياسية واجتماعية؛ مراحل شهدت كثرة في مظاهر ومؤشرات وبوادر انحدار أو صعود امبراطوريات وقوى عظمى، ومنظومات فكرية - سياسية واجتماعية رسخت لعقود أو قرون، وعقائد دينية انتسب أو ينتسب إليها ملايين أو بلايين البشر، شهدت أيضاً موجات هجرة كثيفة من أقاليم إلى أخرى حاملة معها شذرات أو كتل من المفاهيم والممارسات المختلفة في الجوهر والمظهر عن السائد في الأقاليم المستقبلة للهجرات، حاملة أيضاً مزيجاً قلقاً من خيبات أمل عميقة وأحلام صعبة المنال.
عند انتخاب «باراك أوباما» رئيسا للولايات المتحدة وقف «محمد حسنين هيكل» شبه وحيد أمام سيل جارف من الأمانى المحلقة فى الفراغ العربى.
تُفتش إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن عن وسائل تُرضي بها نفسها، أكثر مما تُشكل مساراً عملياً قد يفضي إلى وقف الحرب في غزة (ولو موقتاً). من الضجة التي أحيطت بها زيارة الوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس إلى واشنطن، إلى الإعلان عن الرصيف العائم على شاطىء غزة بعد إلقاء مساعدات غذائية جواً فوق القطاع.