السلطة Archives - 180Post

730-1.jpg

تعدّ ظاهرة التضامن مع الخارجين عن القانون واحدةً من أكثر الظواهر الاجتماعية إثارة للجدل في المجتمعات التي تعيش أزمات بنيوية. ففي اللحظة التي يُفترَض فيها أن يُدان الخارج عن القانون بوصفه تهديدًا للنظام العام، نجد أنّ بعض المجتمعات تمنحه أشكالًا متفاوتة من التعاطف أو حتى الدّعم. هذا التضامن لا يعكس بالضرورة قبولًا بالجريمة، بل يكشف عن أزمة أعمق تتعلق بالسؤال الجوهري: من يملك حق تعريف العدالة؟

800-12.jpg

لم تكن الطائفة في المشرق العربي يومًا قدرًا حتميًا محفورًا في الجينات الثقافية للمنطقة، بل كانت إحدى تجلّيات الهوية الاجتماعية والدينية. اليوم تبدو أكثر من ذلك. لم تعد مجرد انتماءٍ فرعيٍّ بل مصيرٍ وجوديّ. هذا التحوّل هو نتاج انهيار متسلسل للمشروع الوطنيّ الذي وُلِدَ على أنقاض الاستعمار، وتآكل فكرة الدولة الحديثة التي كان يُفترَض بها أن تكون عقدًا جامعًا يعلو على الولاءات الجزئية والفرعية.

800-4.jpg

يُشكّل المسلمون السُنّة في العالم العربي أكثرية ديموغرافية وثقافية ودينية تمتد من المحيط إلى الخليج. وبرغم هذا الثقل العددي، لم تتمكن الجماعات السُنيّة في معظم الدول العربية من التحوّل إلى "مكوّن وطني شريك" ضمن دول تتسم بتعدّد الهويات والانتماءات. وبين إرث "التفوّق التاريخي" الذي ورثوه عبر قرون من الزمن، وواقع "الانكماش السياسي" الذي يعيشه الكثير منهم اليوم، يواجه السنّة ما يمكن وصفه بـ"أزمة وعيٍ سياسيٍّ غير مكتملة".

16.07.2025-cartoon-copy.jpg

قرأت باهتمام مقالة الأستاذ عطالله السليم المنشورة في موقع 180POST حول مأزق الأقليات والأكثريات في العالم العربي، وهو مقال يقدّم محاولة تفسيرية مهمة في مناخ عربي مأزوم. غير أن هذا النص، برغم صيغته التحليلية، وقع في مجموعة من الأفخاخ الفكرية التي تستدعي التوقف عندها، لا من باب الجدل لأجل الجدل بل من باب إثراء النقاش وتوسيع أفق مقاربة قضية مفتوحة على مصراعيها حالياً.

dont-look.png

في كل بنية اجتماعية تُنتج طمأنينتها داخل جهاز الدلالة، لا تكون السلطة مجرد بنية تشريعية أو آلة أمنية، بل منظومة تنظيم إدراكي تعمل في اللاظاهر، حيث تتسرب في اللغة، في الصور، في اللحن العابر، في ترتيب الكراسي، في مضمون اللافتة، في موقع اللوح داخل الصف، في ما يُقال إنه لا يحتاج إلى شرح.

1111111.jpg

مرّة جديدة يسقط الإعلام الغربي في امتحان المهنية. لكن اختفى، والحقّ يُقال، عنصر المفاجأة في أداء هذا الإعلام. فكما في تغطيته لـ"طوفان الأقصى"، غاب الحياد والموضوعيّة عن تغطيته للحرب الدائرة رحاها بين إسرائيل وإيران. ونفهم ذلك جيّداً عندما ندرك أسباب هذا الانحياز الفاقع عندما نتعمّق في جيوبوليتك وسائل الإعلام الغربية ولكن، ماذا تعني جيوبوليتيك الإعلام؟

4DF5A339-674F-46D1-9F70-EB4BF9E9D2FC.jpeg

لا تُعدُّ الشعبوية في القرن الحادي والعشرين انحرافًا طارئًا في مسار السياسة الديموقراطية، بل تحوّلًا عميقًا في مفهوم القيادة، ووظيفة الخطاب، وتمثيل الهوية الجماعية. لقد تراجعت أهمية البرنامج السياسي المتماسك، لمصلحة قدرة الزعيم على التعبير الفوري عن الغضب العام، وكأن العاطفة أصبحت العملة الوحيدة المتداولة في السوق الانتخابية.

slider-1.jpg

يُحدّد المرء هويته بالآخر (هو)، أي بالعلاقة به. مجموع العلاقات بين الآخرين هو المجتمع. الإطار الناظم للمجتمع هو الدولة. لا شرط على الدولة، فهي شرط لما عداها، كأن تكون قوية أو عادلة أو غير ذلك. لا تستقيم الهوية إلا بالدولة، وتحديداً الدولة الحديثة. فما قبل الحداثة لم يكن لهذا البحث صلة.

09.10.2024-2-copy.jpg

في هذه الحقبة اللبنانية والعربية التاريخية، يُركّز الناشطون السياسيون على التمسك بمفهوم الدولة، في مرحلة أصبحت فيها الأرض مهددة بتغيير حدودها، والشعب لم يعد مكوِّناً متناغماً، وثمة متغيرات في معايير السلطة وعناصرها وأدواتها. أما السيادة فأصبحت مرنة إلى حد الانكشاف السياسي والأمني والإقتصادي إلخ..