السلطة اللبنانية Archives - 180Post

IMG_7354.jpeg

مواطنونَ بلا وطنٍ. أرضٌ بلا هُويَّةٍ. إنسانٌ بلا ذاكرةٍ جَمْعيَّةٍ. هذا غيْضٌ من فيْضٍ في مبادىءِ الصهيونيّةِ والماسونيّةِ والرأسماليّةِ الإمبرياليّةِ. إنَّها خلفيّةٌ فِكريَّةٌ عميقةٌ تُهدِّدُ العالمَ، وتقفُ خلفَ السياساتِ الإستراتيجيّةِ التي تنتهجُها الولاياتُ المتحدةُ والاتحادُ الأوروبيُّ وكيانُ الاحتلالِ الإسرائيلي. ثالوثٌ خطيرُ يبني رؤيتَهُ إلى مصالِحِهِ على فكرةِ تدميرِ الأوطانِ وهدْمِ تراثاتِ الشعوبِ وتغييرِ الأديان. الرأسماليَّةُ المعاصرةُ بلغتْ ذُروتَها الوحشيَّةَ في كلِّ شيءٍ، وَدَيْدَنُها أنَّها كلَّما اشتدَّتْ أزْمتُها تلجأُ إلى إشعالِ الحروبِ.

two.jpg

هذه دعوة صريحة للامتناع عن انتخاب لوائح السلطة في الانتخابات النيابية يوم الأحد المقبل. لم أكن مضطراً لهذا الإعلان لموقفي لولا بعض الالتباسات التي أحاطت بالأمر، خاصة وأن العيش في منعزلي في كفريا (الكورة) لا يسمح لي بالإعلان عن موقفي سوى بهذه الطريقة.

IMG-20210703-WA0003.jpg

عرفناهم. اختبرناهم. شتمناهم. لم يرفّ لهم جفن حياء. هم يحتقروننا كشعب. وصفناهم بالتافهين والعاجزين والحمقى. لم يرفّ لهم جفن حياء. هم يحتقروننا كمواطنين. نعتناهم بالانتهازيّين والفاسدين والمرتكبين. لم يرفّ لهم جفن حياء. هم يحتقروننا كبشر. صرخنا "أنتم أسوأ المتآمرين والأعداء والقَتَلَة". لم يرتجف لهم ضمير. إنّهم مجرمون.

the_war_and_leaders__osama_hajjaj.jpg

غفوتُ متأخّرةً في تلك الليلة، لكن مطمئنّة. إذْ أكّدت لي "مصادر موثوقة" في الأمانة العامّة لمجلس الوزراء، أنّ اسمي مُدرَجٌ بين أسماء الأساتذة المرشّحين للتفرّغ في الجامعة اللبنانيّة. فموضوع التفرّغ، كان أحد البنود المطروحة على جدول أعمال تلك الجلسة الوزاريّة الشهيرة، في ذاك الخامس من أيّار/مايو 2008. لماذا "الشهيرة"؟ لأنّها أرَّخت لحربٍ أهليّة، من نوعٍ جديد.

portrait_of_a_president__luc_descheemaeker.jpg

"لا تُجدي السلطة من دون هيبة"، قالها ذات يوم شارل ديغول. فقائد "فرنسا الحرّة"، كان استقال واعتزل الحُكم والسلطة، بالمطلق، بعدما شعر أنّ هيبته تعرّضت لانتكاسة. إذْ اعتبر رفْض نصف الفرنسيّين (أو أكثر بقليل) للإصلاحات التي استفتى الشعب عليها بعد ثورة 1968، يفوق قدرته على التحمّل. لم يستطع ديغول المساومة على عنفوانه واعتزازه بنفسه و..هيبته. فما هي الهيبة؟