تحضر أمامي دائماً صورة أحمد مكي بشخصية الخليجي في "طير إنت" عندما أتعرض لتجربة سماع النكات المصرية من أصدقاء غير مصريين، إلا من وسام. فالرفيق تجاوز مسألة المود المصري في إلقاء النكات والإيفيهات الحرّاقة، إلى منطقة الـ "ميم لورد - memelord" الحقيقي.
تحضر أمامي دائماً صورة أحمد مكي بشخصية الخليجي في "طير إنت" عندما أتعرض لتجربة سماع النكات المصرية من أصدقاء غير مصريين، إلا من وسام. فالرفيق تجاوز مسألة المود المصري في إلقاء النكات والإيفيهات الحرّاقة، إلى منطقة الـ "ميم لورد - memelord" الحقيقي.
منذ وقعت عينانا على بعض، أعلناه حبّاً من النظرة الأولى. سمّاني "التايب تاعي"، أي الـ type الذي يفضّله، وحدّد: شكلاً ومضموناً وجنسيةً. فجنسيتي مصرية، وهو الذي تعني مصر له الكثير، لا بل تصوغه مثلما صاغت ناسها ومن اشتهى من الناس.
الإبتسامة الساخرة التي كانت دائماً تُميّز وسام متى في التعامل مع أصعب الأوقات والظروف والمواقف تجعله شخصاً إستثنائياً يترك فيك أثراً ليس فقط بابتسامته الدائمة ولكن بطريقة تفكيره وتعامله مع الأمور.
"طلع المترو بالتاكسي ولقيلي ع..."، تلك كانت نكتة وسام خلال رحلة التيه بحثاً عن بعضنا البعض في مترو موسكو، في نيسان/أبريل 2017. جملة كانت كفيلة بجعلي أضحك بشكل هستيري وأكون "فرجة العالم"، وفاتحة ذكريات جميلة وكثيرة معاً بين موسكو وبيروت.
"أرشيفوس.. شو رأيك" بصوت حنون مليء بالحماسة والعاطفة والاهتمام والحيوية، هو صوت وسام متى. بعد رحيلك وسام لا زلت أنتظر سماع هذه الكلمات وما بعدها شلالات من اقتراحات غير متوقعة كما عودتنا دائماً.
رفيق.. كلمة أسمعها منذ الطفولة، لكن لم أشعر بأهميتها إلا عندما عرفتك قبل أكثر من 10 سنوات. أتذكر عندما اعتقد سائق التاكسي في القاهرة أن أسماءنا نحن الإثنين "رفيق" و"رفيق"، من كثرة تردادها بيننا خلال أقل من ربع ساعة، مسافة السكة من وسط البلد لشارع الأزهر!
لا أصدق أنك رحلت تاركاً إيانا نضرب كفاً بكف. لا ندري كيف حدث ولا نستوعب ما جرى. لم أتخيل يوماً أن أكتب لأرثيك، وبكل صراحة لا أدري هل أرثيك أم أرثي حالنا برحيلك، برغم علمي يقيناً بأنك الآن تنظر إلينا من فوق وتقول بلهجتك المصرية المختلطة باللهجة اللبنانية "عملتها فيكم يا كاوركات".
"أنتظرك في Starbucks الحمرا". يبادرني ضاحكاً كعادته "يسارية تشرب قهوتها في معقل الإمبريالية الأمريكية ببيروت"!