
يتسرب الاستبداد من باب كان غير متوقع. باب إلغاء السياسة ورفض المجتمع المفتوح لدى المنظومة الحاكمة ومعاقبة المجتمع اللبناني، بإفقاره ونهب أمواله المودعة أو ما تبقى منها، إضافة الى التعذيب والاعتقال المعتادين أيضاً في كل قطر عربي.
يتسرب الاستبداد من باب كان غير متوقع. باب إلغاء السياسة ورفض المجتمع المفتوح لدى المنظومة الحاكمة ومعاقبة المجتمع اللبناني، بإفقاره ونهب أمواله المودعة أو ما تبقى منها، إضافة الى التعذيب والاعتقال المعتادين أيضاً في كل قطر عربي.
لم نصل بعد الى نهاية الأسئلة، ولا تجرأنا على طرح أسئلة جديدة. الظن الغالب أن الاسئلة السياسية كافية وفائضة. السياسة هي الأب المريض للجسد اللبناني المفتت. وإذا ما طرح سؤال، أُجيب عليه بالسياسة، وكأنه بقي بلا جواب. لا إضافة على ما قيل وما يقال وما سيقال. الاعلام يجتر المشهد المعاد والمأزوم والكارثي. السياسيون رابضون في مواقعهم. يستأسدون. يناوشون ولا يتجرأون بعد على العنف.
النّظام اللّبناني الطّائفي لم ينجحْ، لا قبل الطّائف ولا بعده. الكِيان اللّبناني ككلّ في أزمة وجوديّة متجدّدة. أمّا الأطبّاء المعالِجون فأغلبهم من المتسبّبين - غير ذوي الكفاءة - بهذه الكارثة. وخلف حفلات الخلاف والتّسويات اليوميّة والأسبوعيّة والشّهريّة بينهم.. جميعهم يعلمُ جيّدا، برأيي، أنّ البلد أمام خيارَين لا ثالث لهما، إذ لم تعُد تنفع "الوسَطيّة" (ولو كانت "ميقاتيّة") مع الحالة اللّبنانيّة.
تجرأ اللبنانيون على المستحيل. ما كان أحد يظن أن تصل العداوة، إلى طلب الطلاق أو الهجر.
قراءة الواقع، الفباء السياسة. الواقع مولود ومولَّد. هو ابن تاريخ متصل ووقائع متناسلة. وهو اساس في تكوين الحاضر بكل تشعباته، ومُولّد للمستقبل بكل احتمالاته. السياسي الذي يطلق الواقع، يرتكب حماقات قد تقوده، ومن معه، إلى محنة، ودم غالباً.
بدل توزيع الخسائر، اختارت السلطة في لبنان، تخصيص الخسائر. حصة اللبنانيين الغلابى، الرضوخ للأسوأ. لا يُنتظر من هذه الحكومة، أو غيرها، إلا تعاظم المأساة ومراكمة أوهام "الإنتعاش والمساعدات".
الدين صار فتنة. إدخال الدين في السياسة هو طريق الفتنة في السياسة أو ما يؤدي الى سياسة فتنوية. إدخال السياسة في الدين نوع من النفاق، إذ في الأمر تخلٍ عن المطلق من أجل النسبي.
لبنان لن يموت ولكنه لن يحيا. التغيير يبدو بعيداً أو مستحيلاً. اعداء التغيير أقوياء ومستعدون لإجهاض أي مشروع متواضع. لقد أصبحوا الأصل ولا بديل لهم، إلا اشباههم. أي محاولة تغيير، يلزم ان تأتي من الخارج.
بسبب التدجين يكاد كل فرد في لبنان يصاب بعقدة ذنب وعقدة ارتياب. كل واحد يخجل من نفسه بسبب إنحيازه الطائفي غير المبرر، والذي يبطّن كرهاً للآخر من غير طائفة. يصاب بالارتياب لأنه يعرف أن الآخر أيضاً يستبطن المشاعر نفسها ضده.
ما حدث كان يجب أن يحدث. إنما، ما قيل، كان يجب أن لا يقال فقط. الكلمات هي الممر الإلزامي للفهم والعمل.