
لم تجد شُحُنَات أقمشة الأكفان، وهي آخر ملابس الموتى قبل مواراتهم الثرى، ومستلزمات مواد التكفين، طريقها إلى العراق في تسعينيات القرن الماضي بسبب العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة بعنوان "قرارات الأمم المتحدة".
لم تجد شُحُنَات أقمشة الأكفان، وهي آخر ملابس الموتى قبل مواراتهم الثرى، ومستلزمات مواد التكفين، طريقها إلى العراق في تسعينيات القرن الماضي بسبب العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة بعنوان "قرارات الأمم المتحدة".
إذا كان لجردة حسابية مع "الشيعية السياسية" أن تقول أشياء كثيرة في لبنان وأشياء أكثر عن دور حزب الله الممتد من زمن البوسنة والهرسك إلى زمن الحوثيين في اليمن، فإن هذا ذاته جعل "الشيعية السياسية" نفسها تأخذ حيزاً هاماً من الإهتمام عند كثرة من الدول العربية. إهتمام ينهض على خوفٍ منها، إزداد منسوبه بعد سقوط صدام حسين "حارس البوابة الشرقية" للخليج.
في بغداد، قرر المصرف المركزي العراقي إتخاذ إجراءات تستهدف توظيفات الكيانات المصرفية العراقية المملوكة من مصارف لبنانيّة. وفي بيروت، تواجه المصارف اللبنانية أسئلة تتعلّق بطريقة التعامل مع هذا النوع من الضغوط، وإمكانيّة تكرار السيناريو العراقي في دول أخرى تملك فيها المصارف اللبنانية إستثمارات وازنة.
يكشف "قانون قيصر" المزمع وضعه موضع التنفيذ في السابع عشر من الشهر الحالي مدى تناقض السياسة الأميركية وتضارب أهدافها بين مزاعم مكافحة الإرهاب من جهة والعمل على إعادة ترتيب المنطقة وفق صيغ لامركزية تهدد وحدة الدول وسيادتها من جهة ثانية. وفيما يسعى الكونغرس إلى وضع ركبة عقوبات "قيصر" على عنق الدولة السورية في مشهد مأساوي عام يكرر مأساة جورج فلويد الفردية، فإنه من المتوقع أن يعطي ذلك لتنظيم "داعش" مساحة جديدة من التنفس والانتعاش على أنقاض معاناة السوريين وسعيهم للدفاع عن مصيرهم.
لبنان بلد مجبول باليقين والمطلق وكل ما يقفل نوافذ التفكير وفرص البحث عن تعدد الخيارات. لذلك، تتحكم شهوة الالغاء بمعظم قواه، وكل متعطش للسلطة، هاجسه الأول والأخير أن يمارس تلك السلطة المطلقة، ولو تطلب ذلك التعامي عن كل البؤس والتهميش والفقر، وأن يعتقد للحظة أنه يعيش في عالم "لالا.. لاند"!
انتقل داعش خلال أشهر قليلة من تهديد إسرائيل وتوعّدها "بعمليات كبيرة في قادم الأيام" إلى تهديد دول أخرى طالما شكلت علاقته بها نوعاً من اللغز العصيّ على الحلّ، على رأسها دولتي قطر وتركيا. وفيما كان البعد الطائفي طاغياً – كالعادة- في كلام أبي حمزة القرشي، فإن إغفاله أية إشارة ولو من بعيد إلى المملكة العربية السعودية من شأنه أن يطرح تساؤلات كثيرة حول أسبابه وخلفياته، وا مدى ارتباطه بمساعي التنظيم لإعادة التموضع وسط ما وصفه بأنه إرهاصات لتحولات كبرى ستحدث في دول المسلمين في الفترة المقبلة.
برغم اعتقاله من قبل "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) بعد يومين من انتهاء معركة الباغوز في شهر آذار/مارس 2019، فإن القرار الأميركي بنقل حجي عبد الناصر قرداش من سجون "قسد" في الشرق السوري إلى السجون العراقية شكّل مناسبة لإحياء ذكرى الرجل والأدوار التي مارسها في تنظيم "داعش".
أما وأن لبنان قد ذهب إلى صندوق النقد الدولي صاغراً، لا حولَ ولا قوةَ له، فلا بأس أن يجرّب حظه، لكن من المفيد، لا بل الضروري، في خط عودته المحتمل، تحسباً لما لا قدرة له على تحمله، أن يضع بدائله على الطاولة، سياسياً وإقتصادياً وإجتماعياً، ولعل البداية من الداخل ومن بوابته الشرقية أو المشرقية.
يقول الشاعر العربي الكبير نزار قباني: "ما دخل اليهود من حدودنا وانما.. تسربوا كالنمل من عيوبنا". هذه نماذج من الأواني المستطرقة للفساد والإسئثار من بيروت إلى بغداد.
لطالما كان الكاتب العربي الكبير محمد حسنين هيكل يدعو إلى تفادي التصادم المباشر مع الاميركيين وأن يحاول العرب قدر المستطاع المناورة والمراوغة لتقليل تأثيرهم وتجنب اعطائهم فرصة الانقضاض، والا فهو الانتحار. المرحلة التي تمر بها منطقتنا، ليست حراجتها من صنع الاميركيين وحدهم، بل هي نتاج سياسات سياسية وإقتصادية وإجتماعية، أدت إلى تصدعات صار بمقدور الخارج أن يتسلل منها، سواء بعنوان صندوق النقد أو غيره من المسميات.. وما أكثرها.