وقف بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس الأميركي ليُلقي خطاباً وكأنه معلم مدرسة، وكأنهم تلامذة في هذه المدرسة. كان ينقصهم أن ينشدوا نشيد دولة إسرائيل؛ لم تتوقف أيديهم عن التصفيق، وأقفيتهم عن القيام والقعود لدى كل دورة تصفيق. فالمعلم يحتاج أن يكون مبهراً في الكونغرس الأميركي، إذ لا يستطيع الالتذاذ بكل ذلك في برلمان دولته. لقد كانت متعة له كما للمشاركين في مهرجان كوميديا الدعم لإسرائيل. فكلما ازدادت إسرائيل قسوة في حرب الإبادة وارتكاب جرائم الحرب ضد فلسطين، وكلما إزداد الشقاء والعذاب في فلسطين، ازداد تمتّع الكونغرس الأميركي. فالتراجيديا التي تصيب العرب كوميديا بالنسبة إليهم.