ما أن انتهت اعمال المؤتمر القومي العربي والمؤتمر القومي الإسلامي اللذين انعقدا في بيروت قبل أسابيع حتى أنبرت أقلام تنتقد وتشّهر وتشّوه حقيقة مضامين وأهداف هذين المؤتمرين.
والله إن أدر ما بيني وبينهم/ إذ يركبون جَنانا مسرفاً ورباً (الجَنان هنا مع فتح الجيم، ومعناه ما خفي، والواو في وربا ليست حرف عطف، فالتعبير وربا يعني الفساد).
لا ندري سبباً لانعقاد المؤتمر القومي-الإسلامي بعد المؤتمر القومي العربي مباشرة، وفي المكان نفسه، سوى أن للمؤتمرين هدفاً واحداً، مع تقسيم العمل الثقافي بين قومي في واحد، وإسلامي-قومي في الآخر. المؤتمران يُقدّمان خطاب السلطة في المنظومة العربية، والتي ترى لكل مؤتمر وظيفة ثقافية تقدم "أفكارها" أو ما تبقى لها من أفكار لجمهور يختلف عن الآخر في ما يريدون أن يسمعوه.
كانت بيروت عندما جئتها سنة 1997 لحضور الدورة الثامنة للمؤتمر القومي العربي، وأنا لم أبلغ بعد الثلاثين من عمري، ما تزال تحمل آثار الحرب الأهلية، وكانت الكثير من مباني الحمراء والروشة والأشرفية وسواها من أحياء العاصمة اللبنانية، تحمل شظايا الرصاص والمدفعية، وكانت بيروت التي جئتها قبل أسابيع لحضور الدورة 31 للمؤتمر، مظلمة الشوارع حزينة لوقوع لبنان تحت وطأة أزمة مالية واقتصادية غير مسبوقة، من تجلياتها نقص حاد في الكهرباء وانهيار مريع لليرة وطوابير طويلة من الفقراءِ يسعون الى شراء ربطة خبز.
صدر "بيان الى الأمة" عن "المؤتمر القومي العربي" الحادي والثلاثين، المنعقد في بيروت بين 23 و24 حزيران/ يونيو 2022. ينم البيان عن رؤية فكرية تمثّل السلطة في الوطن العربي، ولا تعبّر عن شعوب ومجتمعات هذه الأمة. يخاطب هذا البيان الأنظمة العربية بما تسمح به هي لا بما تحتاجه مجتمعاتها.
برحيل محمد نوبير الأموي تطوى صفحة مشرقة من صفحات النضال الوطني والحزبي والنقابي في المغرب، فهو ثالث الثلاثة الذين بصموا بقوة تاريخ الحركة العمالية في المغرب العربي، بعد التونسي فرحات حشاد (1914 - 1952) والمغربي المحجوب بن الصديق (1922- 2010).