
المبالغة متعمدة في هذا العنوان. الغموض أيضاً متعمد. المبالغة متعمدة فما نمرُ فيه من أحداث يرقى أكثرها إلى مستوى الكوارث بينما تتعمد الدول صاحبة الشأن النزول بها إلى مستويات أدنى كثيراً من مستوى هذه الكوارث.
المبالغة متعمدة في هذا العنوان. الغموض أيضاً متعمد. المبالغة متعمدة فما نمرُ فيه من أحداث يرقى أكثرها إلى مستوى الكوارث بينما تتعمد الدول صاحبة الشأن النزول بها إلى مستويات أدنى كثيراً من مستوى هذه الكوارث.
أعلمُ عن ثقة أن قصور حكم وسياسة في دول عربية غير قليلة عاشت حالات توتر وعدم يقين خلال الأيام الأخيرة تحت ضغط تطورات، أكثرها مغلف برقائق كثيفة من التهديد والوعيد ومصادره معلنة ربما إلى حد الابتزاز واستخدام لغة إرهاب صريحة، وبعضها من صنع ملايين من سكان الأزقة والشوارع العربية استنفرهم القلق والخوف وحب أوطانهم.
سوريا في العام 1957 وسوريا في العام 2024. الكثير تغيّر فيها وفي الشرق الأوسط، ولكن الكثير أيضا فيهما لم يتغير. كيف؟
من التاريخ نتعلم. تعلمنا في الجامعات ومن وقائع التاريخ وسجلاته، أن انحسار القوى الاستعمارية التقليدية وصعود كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي لاحتلال مواقع القيادة الدولية، كلاهما الانحسار والصعود، استلزما ليكتملا فترة طويلة تخللها عنف الحروب الدولية وقسوة إجراءات تدمير بنى ومؤسسات وإقامة هياكل جديدة.
قبل ثلاثين عاما أو أكثر كانت الآمال ما تزال كبيرة في أن النظام الإقليمي العربي قادر على الصمود في وجه تحديات لم تكن قليلة ولا بسيطة. كان النظام العربي في حد ذاته، ناهيك عما يحيط به من كواكب داعمة له أو على الأقل تؤنسه في وحدته، قادرا بالأمل وبحركة الشعوب وقومية دافعة ومدافعة على التصدي لقضايا جاهزة لإضعافه لصالح مشروع نظام إقليمي آخر.
غريبٌ أمر الكتابة في هذه الأيام في موضوع الانتقال من نظام عالمي إلى نظام عالمي آخر. ففي كل مرة حاولت الاقتراب من الكتابة فيه قابلتني ضرورة أن أحصّن نفسي وما أنوي كتابته بعدد من الملاحظات، سمها تحذيرات أو احتياطات أو تحفظات. لتوضيح ما أقول أستأذن في طرح تدقيق في العنوان المتصدر لهذه الصفحة؛ آمل أيضاً في أن يمتد الإذن فيسمح لي بنشر تمهيد مرغوب.
في سفر أشعيا (49/23) أن الرب أمر كل أجنبي إذا لقي يهودياً أن يسجد له على الأرض ويلحس غبار نعليه. وفي سفر التثنية "وقد اختارك الرب لكي تكون له شعباً خاصاً فوق جميع الشعوب".
أتيحت لي فرصة استدراج الآراء حول التوصيف المناسب لمواقف عديد الأطراف من المشروع الذي أقسم بنيامين نتنياهو وحكومته وبعض حلفائه على تنفيذه في الشرق الأوسط وجاري بالفعل تنفيذه بتكلفة مادية وبشرية باهظة. تجمعت عندي أوصاف كثيرة لهذه المواقف بعضها غير لائق تكراره وبعض آخر يعكس حيرة وارتباك وبعض ثالثٍ راضٍ ومؤيد مع تحفظ وبعض رابعٍ راضٍ ومؤيد بدون قيد أو شرط.
عاشت البشرية حوالي القرن، أو أقل قليلاً، في ظل مرحلة نشأنا على تسميتها بمرحلة "السلم الأمريكي". الزعم سائد بأن هذه التسمية مدينة بابتكارها لصاحب إحدى أشهر مجلات القرن الماضي، وهي مجلة "لايف" الأمريكية.
يُفكّرون ويكتبون عن اليوم التالي للحرب ضد الفلسطينيين. ونحن من هؤلاء. آخرون خطّطوا ونفذّوا، أو مستمرون في تنفيذ الخطط، ليأتي اليوم التالي متوافقا مع أهدافهم وأطماعهم وربما أيضاً مع أساطيرهم. عادة في مثل هذه الحروب يلعب العالم من حولها دوره في إحباط هذه الخطط أو في تسهيل تنفيذها وتحقيق أهدافها.