
أبعد من إنتخابات نيابية، ما زال موعدها رجراجاً حتى الآن، لم يعد لبنان بصيغته السياسية الدستورية الحالية قادراً على اجتراح الحلول من داخله. يصبح السؤال من هي العواصم الدولية والإقليمية التي ستفرض على اللبنانيين تسويتهم التاريخية الجديدة؟
أبعد من إنتخابات نيابية، ما زال موعدها رجراجاً حتى الآن، لم يعد لبنان بصيغته السياسية الدستورية الحالية قادراً على اجتراح الحلول من داخله. يصبح السؤال من هي العواصم الدولية والإقليمية التي ستفرض على اللبنانيين تسويتهم التاريخية الجديدة؟
في لبنان، لطالما إرتبط إسم السعودية بالحريرية منذ مطلع ثمانينيات القرن الماضي حتى الأمس القريب. اليوم، لن يكون مستغرباً أن يحُلَ وليد البخاري ضيفاً على شاكر برجاوي في الطريق الجديدة، ولكن هيهات أن يزور ضريح رفيق الحريري لقراءة الفاتحة على روح الرئيس الشهيد.. لأسباب لبنانية وعربية، وحتماً سعودية أولاً!
من الممكن أن يتفهم البعض قرار الرئيس سعد الحريري بتعليق عمله السياسي وعزوفه عن خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة ولكن ما لم يمكن تفهمه هو رفضه المطلق ترشح أي مُنتمٍ إلى "تيار المستقبل" للانتخابات.
تكتسب معركة جزين ـ صيدا في إنتخابات 2022 أهمية خاصة لعوامل عدة، أبرزها غياب النائبة بهية الحريري عن المشهد الإنتخابي للمرة الأولى منذ العام 1992؛ قرار النائب أسامة سعد بالترشح من خارج لائحة الثنائي الشيعي؛ إستمرار حالة الإنقسام في التيار الوطني الحر على صعيد الترشيحات؛ إستمرار تبني الثنائي الشيعي للمرشح الماروني إبراهيم عازار؛ وجود فرصة للتحالف المدني لإحداث خرق في أكثر من مقعد (أسامة سعد ومعه مرشح مسيحي)؛ فضلاً عن عوامل أخرى تتصل بأوزان قوى أخرى كالقوات اللبنانية والكتائب والجماعة الإسلامية إلخ..
تكتسب معركة دائرة بيروت الثانية أهمية إستثنائية في أي معركة إنتخابية، لكنها تكتسي هذه المرة أهمية أكثر إستثنائية في ضوء قرار رئيس تيار المستقبل سعد الحريري الإنسحاب من معركة الإنتخابات النيابية المقررة في منتصف شهر أيار/مايو المقبل. لماذا؟
الإنتخابات النيابية اللبنانية قائمة في موعدها بقوة الإلحاح الدولي والإقليمي، وبرغم حسابات الأطراف اللبنانية المتنافرة من سعد الحريري المعتكف إلى سمير جعجع المندفع ووليد جنبلاط المتردد وجبران باسيل المكابر ونبيه بري المتوجس وحزب الله المُسبّح بحمد "الستاتيكو" على قاعدة أن الإنتخابات "وجعة راس" لا لزوم لها!
قال سعد الحريري كلمته ومشى. إستودع "لبنانه الحبيب" على طريقة والده. ترك طائفته وتياره في العراء. لبنان الحالي، بتوازناته ووقائعه، ليس بخير. لا بد من تسويات إقليمية كبرى تنتج تسويات لبنانية صغرى. هذه وتلك مؤجلتان حتى الآن. لذلك، ليس أفضل مما كان. إلى اللقاء!
طالما أن الحديث السياسي عن عام إنقضى صار من الماضي، فلنتحدث عن عام سيأتي. ماذا ينتظرنا في العام 2022؟
الإنتخابات النيابية في العام 2022 "خط أحمر". يقولها الأميركيون والفرنسيون بصريح العبارة. إنتخابات يُفترض أن تُعيد رسم موازين القوى في الداخل اللبناني. هل تكفي المباركة الدولية لتصبح الإنتخابات أمراً مُحتماً؟
يتردد مؤخراً كلام كثير في بيروت عن تسوية أبرمها زعيم تيار المستقبل سعد الحريري مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان برعاية ولي عهد الإمارات محمد بن زايد، جوهرها إبتعاد الأول عن العمل السياسي لمصلحة ترتيب أوضاعه الشخصية.