خمس عشرة سنة استغرقتها الحرب اللبنانية الضروس، من بينها أربع عشرة سنة، كان يمكن إسقاطها من وقائع الحرب، لو ذهب اللبنانيون إلى تبني "الوثيقة الدستورية" كمدخل أساسي لوقف الحرب وإعادة النظر بتوزيع الصلاحيات.
خمس عشرة سنة استغرقتها الحرب اللبنانية الضروس، من بينها أربع عشرة سنة، كان يمكن إسقاطها من وقائع الحرب، لو ذهب اللبنانيون إلى تبني "الوثيقة الدستورية" كمدخل أساسي لوقف الحرب وإعادة النظر بتوزيع الصلاحيات.
أن يُعلن سعد الحريري "التكامل" مع نبيه بري ويقول "سعد الحريري يعني نبيه بري ونبيه بري يعني سعد الحريري" فهذا يشتق وجهة جديدة في الصراع السياسي اللبناني: إصطفاف إسلامي يرأب الصدع السُني ـ الشيعي الذي استطال زمناً، مقابل إصطفاف مسيحي يُنعشه ويغذيه جبران باسيل بدعوى "حقوق المسيحيين"!
"حرب الوردتيْن" هي الحرب الأهليّة الإنكليزيّة الشهيرة في القرن الخامس عشر. امتدّت معارك الكرّ والفرّ فيها، على مدى ثلاثة عقود. أمّا أسباب هذه الحرب، التي غيّرت تاريخ إنكلترا إلى الأبد، فتتمحور حول سؤالٍ مصيري واحد مُركَّب: "مَن الأحقّ بكرسي عرش البلاد، عائلة لانكستر أم عائلة يورك؟".
قد يكون بهيج طبارة خذلنا كقرّاء في "كتابات في دولة القانون"، لأننا إنتظرنا منه أن يفرج لنا عن كثير من فصول تجربته الغنية في حقول القانون والمحاماة والسياسة، فإذا به يختصر ليقتصر كتابه الجديد على ما أراد الإشارة إليه هو، بكل ما يحمل من دلالات قوية ومعبرة.
ينعقد المؤتمر الثالث لـ"تيار المستقبل" يوم السبت المقبل في الخامس والعشرين من الشهر الجاري برئاسة النائب أحمد فتفت وبحضور ما بين 800 إلى 900 مدعو، بينهم 200 قرر رئيس التيار سعد الحريري تسميتهم أعضاء في المؤتمر. مؤتمر سيكرّس "بمن حضر" إنضمام "التيار الأزرق" إلى النادي الحزبي التقليدي في لبنان، حيث يكون الزعيم الأوحد هو الآمر والناهي.. والبقية تصفق له!
على أبواب المؤتمر الثالث لـ"تيار المستقبل" يوم السبت المقبل، لا تزال سمة الجمود السياسي تطبع "التيار". جمود كان بدأ مع مغادرة الرئيس سعد الحريري الى الخارج بعد فرض إستقالة حكومته في مطلع العام 2011 وإستمر أكثر من ثلاث سنوات. كان اللافت للإنتباه أن انخراط "الحريري الثاني" في الحياة السياسية لم يكن من موقعه كرئيس للتيار، بل بصفته السياسية كوريث للحريرية وكزعيم للطائفة السنية وأحد أركان الطبقة السياسية.
ينعقد المؤتمر الثالث لـ"تيار المستقبل" يوم السبت المقبل في الخامس والعشرين من الشهر الجاري في ظل أزمة مثلثة الأضلاع: سياسية ـ اقتصادية ـ صحية هي الأخطر منذ تأسيس لبنان. وهذا يطرح تساؤلات جدية حول قدرة "التيار الأزرق" على الإجابة عن ثلاثي التحديات الوجودية وما يمكن للهيكلية التنظيمية وتعبيراتها السياسية التي ستنتج عنها أن تفعله لجهة بث الحرارة في هذا الجسد السياسي الذي إختبر مَحناً قلما أن سجل نجاحات فيها.
بالأمس، أطل علينا بهاء الحريري ببيان سياسي يحتاج إلى مكتب سياسي لصياغته، فمن أين إستولد كل هذه القدرات والإمكانات ومن أعطاه تفويض النطق بإسم ثورة 17 تشرين/أكتوبر في بيروت والشمال؟
مرعب ومخيف كان مشهد اغتيال الرئيس رفيق الحريري. موت مُفجع سيعلن بدء "مظلومية سنية لبنانية". الاغتيال استهدف توازناً في قوى المنطقة وليس لبنان. هذا التوازن بدأ يترنح منذ سقوط العراق في العام 2003، وطوى مع القرار 1559، مرحلة إستفاد منها لبنان طوال 14 عاماً، وتحديداً منذ 13 تشرين الأول/أكتوبر 1990، وكان أحد أبرز أعلامها رفيق الحريري. رجلٌ جسد مرحلة إقليمية ودولية، ومثّل حلماً لبنانياً تمتع بقدر من الاستثنائية، وكذلك بقدر وازن من الشعبية.
قال سعد الحريري كلمته، في ذكرى إستشهاد والده، ومشى، لكن إلى أين؟ حتماً إلى الدرب الذي يصل في نهايته إلى نعيم السلطة. درب يختصر رحلة الحريرية، من رفيق الحريري إلى سعد الحريري.