جميل مطر Archives - 180Post

1.jpg

نما إلى علمى ليلة أمس أن العالم يحتفل يوم الخامس عشر من أيار/مايو بعيد البيتزا. لست أخجل من الاعتراف بأننى قضيت ساعة أو أكثر من الليل أجتر سعادة فائقة يعود تاريخها إلى ما قبل منتصف القرن الماضى ومصدرها مطعم صغير ما زلت أذكر انبهارى بأغطية موائده ذات المربعات الحمراء والبيضاء. أتحدث عن سنوات الأربعينيات وأوائل الخمسينيات من القرن الماضى وعن محل صغير يخبز ويبيع البيتزا على مدخل سينما ريفولى ويملكه الفنان القدير رشدى أباظة، وأظن، إذا لم تخنى الذاكرة، كانت تديره والدته الإيطالية الأصل والجنسية.

471818942_1719883625253795_2891986496786367661_n-1.jpg

سألتني.. "ما بك يا بيه"؟ أجبت.. "المزاج غير معتدل". عادت تسأل.. "طيب، أعمل لك فنجان قهوة يعدله"؟.. بودي لو رددت على الفور بأن القهوة هذه المرة هي السبب في انحراف مزاجي فكيف تكون هي العلاج. أعلم بالتأكيد أنها لن تُقدّر الرد، فللتعامل مع القهوة مكانة تكاد ترقي عند أغلب من أعرف من أهل بلدي إلى مستوى "لزوم التقديس"، والمقدسات في عرف هؤلاء لا يمكن أن تضر البشر.

78b9045dabe1c2690c3721f15e33648d.jpg

كانت أياماً ثقيلة في بكين تلك التي قضيناها، زوجتي وأنا، في الفندق، وبخاصة عندما احتاجت زوجتي إلى رعاية طبية. لم يكن قد مرّ على وجودنا في العاصمة الصينية إلا أسابيع قضيناها في ظروف قاسية عندما أبلغتني السكرتيرة بالسفارة أن قراراً صدر في وزارة الخارجية الصينية بتخصيص شقة لنا في المجمع الدبلوماسي وعدم الالتزام بدورنا في قائمة انتظار مطولة، وتكليف محل كبير في وسط العاصمة بتوفير الأثاث اللازم لهذه الشقة، وتعيين طبّاخ متميز ومساعدة بيت مدربة.

jamil.jpg

فى كل يوم جمعة تأتى إلى بيتى ما أطلق عليها قبيلتى الصغيرة.. الابنتان وزوجاهما والأحفاد والأطفال. أقضى بعض اليوم أمارس هوايتى المفضلة، وأقصد التأمل والمراقبة، وبخاصة مع الصغار. أراقب السلوكيات والتصرفات بحثًا عن مجالات الاهتمام عند كل طفل، ثم أقارن بينها وبين ما يمكن أن أتذكره عن نفسى فى المرحلة نفسها.

1.jpg

كانت تقع في حي جاردن سيتي على طريقي الموصل إلى مكاني المفضل في حدائق قصر النيل. أتوقف عندها في ذهابي لأقرأ ما لم أكن انتهيت منه في اليوم السابق وأتوقف عند العودة عسى أن تكون وصلت الدفعة الجديدة من الدوريات، أصعد مع ما اخترت منها إلى الطابق الثاني حيث مكتبة الموسيقى أقضي فيها وقتا نوعيا قبل أن أعود إلى بيتي. أتحدث هنا عن مكتبة مركز الاستعلامات الأمريكي.

0.jpg

يا الله يا كريم، ما أكثر العرب الذين أنعمت علي بهم في حياتي! كثيرون بالعدد والفعل والأثر. أعرف أن مقالاً بالحجم المقرر لي في هذه الصفحة لن يعرض لهؤلاء العرب الذين دخلوا حياتي أو مروا بها بما يناسب عددهم ويناسب الحكايات التي خاضوها أو نسجوها معي.

jamil.jpg

كثيرة فى حياتى الرحلات التى لا تُنسى، وإن حدث ونسيت تفاصيل بعضها تدافعت الصور تملأ ما خلا بالنسيان. أذكر من هذه الرحلات الرحلة إلى جنوب السودان. كنت فى السادسة عشرة من عمرى عندما قرر الرفقاء الأكبر سناً أن تكون رحلتنا، كفريق جوالة فى كلية التجارة، إلى السودان قبل أن يحصل على استقلاله. أذكر أن الرحلة ومدتها عشرون يوماً كانت ستكلف أهلى حوالى ثلاثة جنيهات قيمة الاشتراك فيها وتكلف الجامعة مبلغاً مماثلاً.

tanja.png

أفرغت المظروف الأصفر على سطح مكتبي. خرجت منه صور لمناسبات متفرقة. واحدة من الصور نجحت في لفت انتباهي. بدت لي أنها تتعمد أن تتباهى على رفاقها من الصور بنجاحها برغم عيب فيها أو ربما لعيب فيها. أما العيب فكان "البهتان" الذي أصاب ألوانها. بهتان حفّزها لتكون الأولى لتقع عيناي عليها قبل أن تقعا على غيرها من الصور خلال هذه المساحة من الوقت التي قد تكون ضيقة وفي ظرف منافسة حرة ظالمة مع صور أوضح وأقل بهتاناً؛ منافسة مصيرها محتوم لغير صالحها.

spiaggia-ostia-lido-2-800x500-1.jpg

وقعتُ على هذه الصورة بينما كنت أبحث بين أوراق حياتي عن صور يستفيد بها المحرّر المكلف بإعداد ونشر مخطوطة عن علاقتي بالصحافة يعدونها للنشر. لم تكن مهمتي في البحث بسيطة فالصور بالمئات وربما بالآلاف مبعثرة في أكوام من أوراق لا يربطها ببعضها عمر أو مرحلة أو مهنة بعينها.