
النصر، كما هو شائع لدى كثير من نخب النظام الذي يشكّل الوعي في المجال العربي، ليس تغلباً على قوى العدو وكسر إرادته؛ بل هو تصور عن العدو وعنا يكون فيه العدو فاشلاً في تحقيق "مخططاته"، حتى لو بقي متفوقاً علينا.
النصر، كما هو شائع لدى كثير من نخب النظام الذي يشكّل الوعي في المجال العربي، ليس تغلباً على قوى العدو وكسر إرادته؛ بل هو تصور عن العدو وعنا يكون فيه العدو فاشلاً في تحقيق "مخططاته"، حتى لو بقي متفوقاً علينا.
الملف الفلسطيني بكل تشعباته من وقف اطلاق النار ودخول المساعدات والدعوة إلى المصالحة والتوافق وتشكيل حكومة وحدة وطنية وإعادة إعمار غزة، كانت كلها في صلب "أجندة" لقاء الفصائل الفلسطينية في موسكو، التي أكدت في بيانها على توافقها على التصدي للعدوان الإسرائيلي ولمشروعه تهجير الغزاويين من أرضهم والعمل على فك الحصار عن القطاع ورفض فصله عن الضفة.
الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله حتمية، وقد تحدث خلال الأشهر الستة إلى الثمانية المقبلة، "ومن المهم أن نكون واضحين بشأن هذا الأمر قدر الإمكان"، بحسب ستيفن كوك في مجلة "فورين بوليسي"(*)
إن أكثر ما يؤلمني في حرب غزة المستمرة منذ حوالي الخمسة أشهر هو "قتل الأطفال بلا هوادة"، وكنت دائماً أتساءل لماذا الإصرار على قتل الأطفال ولماذا تعمد كل رؤساء وزراء الكيان الغاصب على المزايدة على بعضهم البعض بالمجازر التي يندى لها جبين الإنسانية؟
ليس من الضرورة أن يكون المتابع للأحوال في فرنسا خبيراً متخصصاً في علوم الاتصال والتواصل حتى يُدرك أن لحظة هجوم حركة "حماس" في 7 تشرين الأول/أكتوبر والحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة على غزة شكّلت لحظة تحول جذري في ساحة الاعلام الفرنسي، بوسائله كافة من مرئية ومسموعة ومكتوبة ورقمية عبر مواقع التواصل.
يُحذّر الكاتب الإسرائيلي يوسي ميلمان في مقالة نشرتها "هآرتس" من سيناريو الرعب والتدمير المتبادل إذا وقعت الحرب بين حزب الله وإسرائيل، ويقول إن المطلوب من إسرائيل أن تفعل كل شيء حتى لا تصل إلى مثل هذا اليوم، من خلال مبادرات دولية وإقليمية تكون بدايتها من التوصل إلى صفقة تبادل أسرى بين "حماس" وإسرائيل. ماذا تضمنت مقالة ميلمان؟
لسنوات عديدة كانت رؤية دولة إسرائيلية ودولة فلسطينية تعيشان جنباً إلى جنب في سلام وأمن موضع سخرية باعتبارها فكرة ساذجة إلى حد ميؤوس منه، ووهماً خطيراً. وبعد عقود من الدبلوماسية الفاشلة التي قادتها واشنطن، اقتنع العديد من المراقبين أن "حلم الدولتين" قد مات، ولم يبق سوى دفنه. لكن ليس هذا رأي مارتن إندك (*) الذي يرى أن كل البدائل المتوفر تعني كوارث أكبر، وأن "طوفان الأقصى" فرصة مناسبة جداً لإحياء "حل الدولتين" وعلى جميع الأطراف استغلالها.
ثمة سباق بين إصرار حكومة بنيامين نتنياهو على خوض معركة رفح وبين ما يُبذل من جهود ديبلوماسية حثيثة للتوصل إلى وقف نار مؤقت بما يُعطي فسحة لصفقة تبادل جديدة وتحقيق مطالب فلسطينية أخرى من جهة، ويمنع توسع الصراع في المنطقة ولا سيما مع تصاعد التهديدات الإسرائيلية بشن حرب واسعة ضد لبنان من جهة أخرى. فهل تُنفذ إسرائيل وعيدها؟ وهل "يُستدرَج" حزب الله، متحرراً من كل الضوابط والحسابات التي تحكم أداءه حتى اللحظة؟
قاربت حرب الإبادة على فلسطينيي غزة التي تخوضها الولايات المتحدة من خلال "إسرائيل" بلوغ الشهر الخامس، في أطول حرب يخوضها "جيش" الكيان منذ 1948 عام النكبة.
إنها لعبة الوقت. أدمنها أهل السياسة في لبنان وأصابت عدواها أهل الحل والربط خارج بلدنا. وحدهم المواطنون العاديون يمقتون هذه اللعبة. مآسيهم لا تحتمل التأجيل من جريمة القرن ـ سرقة ودائعهم إلى يومياتهم التي تعطيهم الدليل تلو الآخر بأنهم يعيشون زمن الإذلال، بأفضل تعبير مهذب، لكن الأخطر، حالياً، هو قرع طبول الحرب جنوباً.. ماذا عن تلك المخاوف وماذا عن رئاسة الجمهورية المؤجلة؟