
"وصلنا إلى نصرالله ومن كان سيخلفه ولغالبية قادة حزب الله، ونعرف كيف نصل لمن يُهدّد أمن مواطني إسرائيل". (رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي)
"وصلنا إلى نصرالله ومن كان سيخلفه ولغالبية قادة حزب الله، ونعرف كيف نصل لمن يُهدّد أمن مواطني إسرائيل". (رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي)
ما أن خرج دونالد ترامب خاسراً من السباق الانتخابي الأميركي عام ٢٠٢٠، حتى دفع بأنصاره إلى اقتحام الكابيتول في حادثة ما تزال تداعياتها حاضرة في ذهن الأميركيين لغاية الآن، وليس مُستبعداً أن تتكرر في حال فوز المنافسة الديموقراطية كامالا هاريس في الإنتخابات المقبلة. وما أن يخرج بنيامين نتنياهو من السلطة، حتى يفكر بالعودة إليها في اليوم التالي. الإثنان يعشقان السلطة ويكرهان الاعلام التقليدي وتُميّزهما النزعة الفردية والانتهازية السياسية واحتقار القوانين.
أصرّ بنيامين نتنياهو أن يخطِف نفسه إلى نيويورك في خضمّ الحرب ويُلقي خطاباً أمام الجمعيّة العامة للأمم المتحدة، في الوقت الذي كان يُهاجم فيه تلك المؤسسة العريقة التي اعترفت بدولة فلسطين ويُعلن أنّ أمينها العام شخصٌ "غير مرغوب فيه". وكانت تلك هي اللحظة التي اتخذ فيه القرار الأكثر خطورةً في حربه على المنطقة: اغتيال الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله.
تتناثر نذر الحرب على لبنان، كأنها مقدمات لحرب إقليمية واسعة عواقبها «مدمرة» على ما يقول الأمريكيون. وحسب الجيش الإسرائيلى فإن قواته استكملت جاهزيتها والخطط العملياتية جرى التصديق عليها بانتظار أمر الهجوم الواسع على جنوب لبنان.
بعيد اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975، طغت على اليوميات اللبنانية، مفردتا "سالكة" و"آمنة"، حيث كان اللبنانيون ينتظرون كل صباح ما كانت تبثه إذاعة بيروت عن أحوال الأمن والطرقات، فإذا كان القناصون يعتلون الأبنية ويقنصون عابري السبيل، يقبع الناس في بيوتهم، ولو غاب القناصون عن "أعمالهم" فمعنى ذلك أن الناس آمنون، فيسلكون الطريق التي يشاؤونها في طريقهم إلى مصادر أرزاقهم.
يجب أن أعترف أن الحرب لم تكن تخيفني في الواقع. فأنا مذّ وعيت، لم أعرف سواها. لم تطرأ فجأة على حياتي. كانت الحياة الوحيدة التي عرفتها منذ طفولتي.
لم تحُل معارضة الزعماء العروبيين في لبنان دون إقدام الجنرال الفرنسي غورو في الأول من أيلول/سبتمبر 1920، وهو على رأس ادارة الإنتداب الفرنسي على إعلان قيام دولة لبنان الكبير، تلبية لرغبة بابوية هدفها تمكين الكنيسة المارونية من رعاية بناء كيان لدولة تستقل فيها عن حكم التيارات القومية والإسلامية في سوريا الكبرى. دولة تضمن في تركيبها الطوائفي شرعية استمرار الحضور الكولونيالي الفرنسي في لبنان والمشرق.