
بوتيرة واحدة وبتوقيت واحد، وبصياغات وأساليب متعددة، تأتي المعلومة لوسائل الإعلام الأميركية والغربية، وتبدأ بعزف النوتة على آلات متعددة، كي تُسمع العالم أجمع أن هناك "خلافاً" ما، بين الإدارة الأميركية برئاسة الرئيس جو بايدن وحكومة بنيامين نتنياهو.
بوتيرة واحدة وبتوقيت واحد، وبصياغات وأساليب متعددة، تأتي المعلومة لوسائل الإعلام الأميركية والغربية، وتبدأ بعزف النوتة على آلات متعددة، كي تُسمع العالم أجمع أن هناك "خلافاً" ما، بين الإدارة الأميركية برئاسة الرئيس جو بايدن وحكومة بنيامين نتنياهو.
أعادت عملية "طوفان الأقصى" البطولية في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 إحياء القضية الفلسطينية، بعدما كانت الولايات المتحدة الأميركية تعمل مع الكيان الإسرائيلي ودول عربية على إنهاء هذه القضية، وتحويل إسرائيل إلى "دولة" طبيعية في المنطقة ودمجها فيها على كل المستويات السياسية، الاقتصادية والأمنية، وتحويل الوعي العربي من رؤية الصراع مع الكيان، من صراع عربي إسرائيلي إلى مجرد صراع على مناطق جغرافية بين إسرائيل والفلسطينيين، وبالتالي إعادة رسم الوضعية الإسرائيلية في الشرق الأوسط وفق هذه الترتيبات.
"الحلم" الذي تجرأ عليه المفكر اللبناني الفضل شلق في مقالته "فلسطين أسئلة ومصطلحات.. ودولة واحدة"، إما مستحيل أو يلزمه وقت طويل، يقاس بعشرات السنوات. هل كان ذلك متداولاً من قبل؟ إن نعم، فلِمَ لم يصل إلى مرحلة الإنجاز؟ وإن كان ذلك ممكناً، فما هي الوسائل والقواعد والضمانات؟ الأجدى، هو لا. لأن الزواج مستحيل.
أشهر أربعة مرت على «حرب غزة» وما زالت إسرائيل أسيرة الشعارات - الأهداف التى رفعتها كالتخلص كليا من حركة حماس. وما زال رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو يؤكد كل يوم أن الحرب لن تتوقف حتى «إبادة حركة حماس».
متى نلتقي بتفاؤل؟ الأحلام السياسية ماتت مراراً. كأننا بدائيون مزمنون. الحرية لعنة مباركة ومطاردة. الأوطان عاصية عن الوجود. "الدول" منصات تحكّم وتزلُّم. الحرية كفر سياسي. الشعب رعاع. التغيير عاقر والوراء أمامنا. الاستبداد عقيدة "دينو-سياسية" والسياسة قرصنة، أما السيادة فتوسّل وتسوُّل.
تكشفت هذا الأسبوع معالم خطة أميركية تعالج تداعيات حرب غزة. وبحسب صحيفة "يسرائيل هيوم"، فإنّ الإدارة الأميركية تعمل على صفقة إقليمية شاملة تتضمن إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين وتطبيع علاقات إسرائيل مع الدول العربية غير المُطبّعة.
انسداد الأفق أمام تحقيق الأهداف الإسرائيلية من الحرب على غزة بعد أشهر ثلاثة ونيف من الحرب المدمرة التى تشنها القوات الإسرائيلية ضد القطاع أدت إلى انفجار الخلافات والتناقضات ضمن كل من المؤسسة السياسية والمؤسسة العسكرية وبينهما أيضا.
منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر والولايات المتحدة تدير بتوازن دقيق، دعمها للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والعمل في الوقت نفسه لمنع اندلاع حرب واسعة النطاق في الشرق الأوسط. في الإمكان القول إن هذه السياسة، التي نجحت إلى حد كبير في ضبط التوترات، آخذة في التآكل يوماً بعد يوم، لمصلحة تعميم الإضطراب من غزة عند شواطىء المتوسط إلى حدود باكستان في جنوب آسيا.
هي فلسطين كما تعوّد عليها العرب عبر التاريخ. تُريدها الصهيونية أن تكون إسرائيل؛ يصنعونها كذلك. وقد نجحوا في أن تكون لهم السيادة على كامل أرضها، مهما كانت تسمية البعض لها، سواء كانت إسرائيل أو السلطة الفلسطينية وما إنشق عنها.
إختتم وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، زيارته التي شملت لقاءات مع قادة ورؤساء دول شرق أوسطية ضمن جولة خصصت بالكامل لنقاش التطورات المحيطة بحرب غزة المستمرة منذ حوالي المائة يوم.