تتالت الأنباء عن اندلاع اشتباكات متجدّدة بين قوى عسكرية لعشائر عربية عبرت نحو الضفة الشرقية لنهر الفرات، وبين قوات "قسد" المختلطة من قيادات كردية وعناصر من عشائر عربية أيضاً، في منحى جديد للصراع المندلع في إقليم غرب آسيا.
تتالت الأنباء عن اندلاع اشتباكات متجدّدة بين قوى عسكرية لعشائر عربية عبرت نحو الضفة الشرقية لنهر الفرات، وبين قوات "قسد" المختلطة من قيادات كردية وعناصر من عشائر عربية أيضاً، في منحى جديد للصراع المندلع في إقليم غرب آسيا.
سنح المشهد السوري بأحداثه المتشعبة التي تفاعلت بقوة في الآونة الأخيرة وخصوصاً الاقتتال في دير الزور واحتجاجات السويداء، لأبي محمد الجولاني زعيم "هيئة تحرير الشام" والذي يُفضّل لقب "قائد المحرَّر" بفرصتين ذهبيتين سارع إلى اقتناصهما والإستثمار فيهما.
يستمر تراشق الاتهامات حول انتهاك تفاهم "منع التصادم" بين القوات الأميركية ونظيرتها الروسية العاملتين في سوريا، لكن يبدو من الصعب تحديد الجهة المسؤولة عن هذا التصعيد ودوافعها وأهدافها.
اجتهدت الأقلام خلال الفترة الأخيرة في طرح التحليلات عما حدث من تمرد -أو كما أسماه البعض- إنقلاب يفجيني بريغوجين، ومحاولته فرض سيطرة ما، أو للتعبير عن غضبه من شيء ما أو شخص ما. الذي بدا وكأنه موجه ضد شخصين تحديداً، دارت التفسيرات في فلك ذكر اسميهما. هما وزير الدفاع الروسي سيرغي شويجو، ونائبه والقائد الأعلى للقوات الروسية المشتركة في أوكرانيا فاليري غيراسيموف، لكن يبدو أن القصة أعمق من ذلك.
تزايدَ نشاطُ المفارز الأمنيّة التابعة لتنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) في مناطق شرق الفرات في الآونة الأخيرة. ولا يحمل ذلك مؤشراً على مراكمة التنظيم قدرات وإمكانات جديدة أتاحت له رفع مستوى عملياته وحسب، بل على الأرجح أن هذه الاستفاقة الأمنية تضرب جذورها عميقاً في تربة "الصفقات القذرة" و"الانتصارات الملتبسة" بقيادة وإشراف التحالف الدولي، والمحصّلة أن قيادة "داعش" الجديدة وجدت نفسها أمام هامش واسع يتيح لها العزف على وتر الفوضى الإقليمية.