طلال سلمان Archives - Page 4 of 8 - 180Post

T.Salaman_Mouhana-1280x840.jpg

لم أكن أنتظر هذه اللحظة لأرثيَك، فأنت أبلغ مني لغة وتعبيراً. ولم يكن ينقصني هذا الحزن كي أبكي ملء عينيّ، فكثيراً ما كنت أبكي في عينيك وتبكي في عينيّ. كذلك لم أكن أنتظر هذا الموت كي أنحني، فأنا كنت أكبر فيك وأغتني بصداقتك، وآنس برفقتك، وأسعد برؤيتك وسماع آرائك.

الغياب.jpg

وقلبك يعصره وجع الفقدان.. اكتبى. وهمك يصبح أكبر من حجم تلك الغيمة البعيدة فى جحيم صيف 2023.. اكتبى. وأنت تمسكين بيده وهو ممدد فوق سرير ليس سريره فى غرفة العناية الفائقة.. اكتبى. والصور تتداعى بل تعود لها الحياة بقدرة قادر من صنعاء إلى القاهرة مرورا ببيروت.. اكتبى.

T.Salaman_Labeeb-1280x861.jpg

انصرف "الأستاذ" فانغلق، وراءه، بابُ مدرسة. لا أعرف مداخل هذه المدرسة التي أشاد العارفون بتميّزها، خطًّا وحِرفة. أعرف القليل من مساحاتها الخارجيّة، حيث جمعتني ﺑ"الأستاذ طلال"علاقة مودّة طويلة.

T.Salaman_Hshem2-1280x875.jpg

كنت في السادسة عشرة من عمري عندما قرأت لطلال سلمان نصاً كتبته عن مجزرة قانا الأولى بعنوان "إيه قانا". سحب من يدي الورقة مبتسماً، وقال لي: "ستكون أول مقالة ننشرها لك في بريد القراء في السفير". ولم تكن الأخيرة.

مع-أحمد.jpg

خضراءَ كانت حياةُ الفتى النحيلِ الأسمرِ، الذي لم يشتكِ يوما من هولِ الصعابِ التي واجهته على امتداد 85 سنة. خضراءَ طريقُه، أزهرت على الدروبِ التي سلكها كلَّها، متمسكاً بالحب، حب الناس، ومعهم ولأجلهم، مضى في طريق مكافحة الفقر والظلم، والنضال في سبيل الحق.

مع-ضيف.jpg

يمضي البشر إلى أقدارهم كخطوات عجّلى، مثلهم في ذلك مثل الأشياء التي تأتي وتغيب. هذا النحو المزمن من التلاحق بين بدءٍ وانتهاء، يحوّل الوجود برمته إلى حدّين متجاورين: واحدهما يفتتح المسار ويكتب الخط ويدوّن البداية، والآخر يسدل الستار ويمحو الخطو ويُحلّ النهاية.