هل دفع قائد مجموعة "فاغنر" يفغيني بريغوجين ثمن تمرده المسلح على النظام في روسيا في نهاية حزيران/يونيو الماضي، أم تمكنت أجهزة معادية منه رداً على أدوار لعبها في أوكرانيا وفي بلدان عربية وإفريقية عدة؟
هل دفع قائد مجموعة "فاغنر" يفغيني بريغوجين ثمن تمرده المسلح على النظام في روسيا في نهاية حزيران/يونيو الماضي، أم تمكنت أجهزة معادية منه رداً على أدوار لعبها في أوكرانيا وفي بلدان عربية وإفريقية عدة؟
«إنها ضربة فى الظهر». كان ذلك توصيفا أطلقه الرئيس الروسى «فلاديمير بوتين» للتمرد العسكرى الذى قادته قوات «فاجنر»، الشركة العسكرية الخاصة، التى نشأت تحت عباءته.
إنشغل العالم بأسره في الساعات الأربع والعشرين الماضية بتمرد قائد قوات "فاغنر" الروسية يفغيني بريغوجين، وذلك غداة تصريحات شديدة اللهجة صدرت عنه دعا فيها إلى العصيان المسلح بسبب تعرض قواته على الجبهة الروسية الأوكرانية للقصف من الجانب الروسي، حسب زعمه، برغم النفي الروسي لذلك، وقابله رد للرئيس الروسي فلاديمير بوتين اعتبر فيه هذه الدعوة بمثابة خيانة عظمى لروسيا.
من كواليس الحكم في روسيا، تتسرب معلومات عن استقالة محتملة لوزير الخارجية سيرغي لافروف. ليس حديث الاستقالة بالأمر الجديد، فرئيس الدبلوماسية الروسية سبق أن أبدى رغبته في التقاعد أكثر من مرة. ومع ذلك، فإنّ المعضلة الحقيقية تبقى في ايجاد البديل.
تجتاح بيلاروسيا احتجاجات شعبية، أشعلت فتيلها انتخابات يعتقد على نطاق واسع بأنه تم تزويرها لكي يفوز الرئيس الحالي ألكسندر لوكاشينكو، الذي يتولى رئاسة البلاد منذ 26 عاماً، حيث وصل إلى السلطة في عام 1994 وسط حالة الفوضى التي نجمت عن انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991.
لطالما أحسن الرئيس البيلاروسي الكسندر لوكاشينكو لعبة التأرجح بين روسيا والغرب. ثمة من يرى في ذلك براعة في المناورة السياسية ضمنت له استمرارية في الحكم لأكثر من 25 عاماً، تفاوتت خلالها خلال السياسة الخارجية للجمهورية السوفياتية السابقة بتقارب حذر مع روسيا من جهة، واستمالة للغرب من بوابة الصراع الجيوسياسي بين حلف شمال الاطلسي وموسكو من جهة ثانية. ومع ذلك، فإنّ هذا النهج يقف اليوم عند منعطف خطير عشية انتخابات رئاسية غير مسبوقة في طابعها منذ ربع قرن قد تنهي مستقبل "آخر ديكتاتور في أوروبا"، كما يصطلح الغربيون على وصفه.