قبل أشهر قليلة، كانت محاولات إعادة إحياء الاتفاق النووي قد قاربت النجاح بنسبة تزيد عن التسعين في المائة بقليل.
قبل أشهر قليلة، كانت محاولات إعادة إحياء الاتفاق النووي قد قاربت النجاح بنسبة تزيد عن التسعين في المائة بقليل.
"سوف لن تكون نهاية الدنيا إذا ما تم الإعلان عن إنهيار مفاوضات فيينا النووية؛ وسوف لن نموت بسببها. إنها لعبة الكّر والفرّ مع واشنطن التي بدأت منذ 42 عاماً وما زالت مستمرة حتى يومنا هذا"، يقول مسؤول إيراني كبير.
لمن يغيب عنها ردحًا، تبدو طهران وكأنها دخلت آلة الزمن، مدينة تضج بمشاريع جديدة، مبادرات فردية أو تتبع لشركات، تحاكي لغة العصر، ومجمعات تجارية ضخمة يصعب تمييزها عن مثيلاتها في الدول المجاورة. لكنّه تغيير تدريجي وليس بسحر ساحر، ويمكن لمن يتردّد عليها ملاحظته كمن يلاحظ شفاء الوجه من ندباته مع الوقت.
رسمياً، تُعارض إسرائيل مسار فيينا النووي، لكنها في الوقت نفسه؛ وبشكل غير رسمي؛ تعتقد أن الصفقة المُرتقبة ستكون أفضل من عدم وجود اتفاق نووي على الإطلاق. لماذا؟ هذا ما يشرحه الصحافي الإسرائيلي بن كسبيت في هذا التقرير الذي نشره موقع "المونيتور".
لم يأتِ وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان بجديد عندما نقل للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أن مفاوضات فيينا قريبة من الاتفاق بعدما رمی الكرة في الملعب الأميركي بقوله إن بلاده أرسلت مقترحاتها حول "القضايا المتبقية" في المفاوضات للجانب الأميركي عبر الإتحاد الأوروبي.
تحاول روسيا جاهدة التنصل من مسؤوليتها في الحيلولة دون بلوغ قطار فيينا محطته الأخيرة بإعادة إحياء الاتفاق النووي الايراني.
في خبر يبدو مثيراً للوهلة الاولی، أورد موقع "اكسيوس" الأمريكي عن مصادر في البيت الأبيض أن الإدارة الأمريكية تدرس إمكانية رفع الحظر عن الحرس الثوري الإيراني مقابل و/ أو خطوات من جانب إيران تتعلق بالأنشطة الإقليمية أو أنشطة الحرس الثوري الأخری.
تردَّدت أصداء الاتصال الهاتفي بين الرئيسين السابقين الأميركي باراك أوباما والإيراني حسن روحاني، في أثناء عودة الأخير من مطار نيويورك إلى العاصمة الإيرانية عام 2013، فأحدثت موجة زلزالية في العالم، تشبه التسونامي غير المتوقع، أصابت بصورة خاصة أولئك الذين لا يدركون كيف يتعامل العقل الأميركي البراغماتي مع مصالحه.
قبل حوالي الـ48 ساعة الماضية، أوردت وكالة أنباء "تسنيم" أن "قيادة الحرس الثوري النووية"، وبالتعاون مع قيادة مكافحة التجسس التابعة لجهاز استخبارات الحرس الثوري، أحبطت عملية إرهابية ضخمة كان من المقرر تنفيذها في منشأة "فردو" النووية (أهم منشأة نووية إيرانية- جنوب طهران) قبل عطلة عيد النورز التي تبدأ في 21 آذار/ مارس.
إذا استبعدنا 'الكيان الإسرائيلي"، فلن نجد أحداً صاحب مصلحة في انهيار المفاوضات النووية التي بدأت منذ ابريل/ نيسان الماضي. كل الأطراف المعنية بالمفاوضات تتحدث عن "توقف" أو "تجميد" المفاوضات بعدما عاد كلٌ من كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني إلی طهران، وكبير المفاوضين الأميركيين روبرت مالي إلی واشنطن، وذلك في انتظار ما تؤول إليه تطورات الملف النووي.. لاحقاً.