تحوّلت الحركة الاقتصادية لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الى العنوان الابرز للأيام الـ100 الأولى له في رئاسة الحكومة.
تحوّلت الحركة الاقتصادية لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الى العنوان الابرز للأيام الـ100 الأولى له في رئاسة الحكومة.
ثمة أسلحة أشد فتكاً من الحرب العسكرية، تتمثل في الحصار الاقتصادي والمالي والسياسي، وأخطرها سلاح العقوبات، بعدما تمكّنت الإدارات الأميركية المتعاقبة، من تحويل قانون أميركي داخلي الى قانون مُلزم التطبيق خارجياً.
لم يكن صدفة وصول وفدي صندوق النقد الدولي برئاسة ارنيستو ريغو راميريز والخزانة الاميركية برئاسة النائب الاول لمساعد وزير الخزانة الاميركية والمسؤول عن مكافحة تمويل الارهاب والجرائم المالية بول اهرن إلى العاصمة اللبنانية.
يدخل الأميركيون غرف أزمات لبنان بشكل انتقائي شديد. هاجسهم الأول والأخير مطاردة حزب الله ومحاصرته سياسياً ومالياً وأمنياً. ما عدا ذلك، برغم أهميته، لا يحظى الا بعناوين ملفات تستخدم غب الطلب لغاية في نفس العم سام بين فينة وأخرى. وللمثال، لا يعبأ الأميركيون كثيراً بالإفلاس المصرفي الأكبر في التاريخ الحديث، فأولويتهم التركيز على جعل "بنكرجية لبنان" نواطير لديهم فقط لا غير.
لو أراد الأميركيون منع بلد مثل لبنان من الغرق في "بحر الفساد"، لكانوا قد أعانوه مُبكراً، وحالوا دون سقوطه، لكن حساباتهم مختلفة، تبعاً للمردود السياسي ـ الإقتصادي لهذا البلد أو ذاك. هذا الأمر يقود المحللين إلى الإستنتاج أن إنهيار "النموذج" اللبناني لم تكن أسبابه لبنانية وحسب. فما هي مناسبة هذا التنظير؟
تنشغل الأوساط السياسية والمالية والمصرفية في لبنان، منذ ليل أمس (الخميس)، بخبر بثته وكالة بلومبيرغ الاقتصادية العالمية توقع صدور عقوبات أميركية ضد حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة. والقليل القليل شغل باله بالتدقيق في دقة التسريبة إياها.