

ولكن، وبالرّغم من هذا الحذر الشّديد والواجب، وبالرّغم من هذه الصّعوبة الجمّة الظّاهرة لنقد شيخ النّقديّين الأكبر، والعَلَم النّهضويّ والمعرفيّ الأوروبيّ الأخطر.. لا بدّ من التّوقّف عند عدد من النّقاط النّقديّة ضمن سياق عملنا البحثيّ العامّ حول محاولة نقد وتطوير “العقل التأويليّ” بشكل عامّ، و”العقل التأويليّ الإسلاميّ” بشكل خاصّ.
نظريّة المعرفة، كما رأينا وشرحنا في ما سبق، وإلى حدّ بعيد: عمود أعمدة الصّرح الكانطيّ المُبين. وأعتقد، من دون تردّد يُذكر، أنّها الأصعب على الفهم من جهة، وعلى النّقد من جهة أخرى. فالحقّ يُقال: إنّ فكرة – أو تصوّر أو مفهوم – أنّ ذهننا الانسانيّ لا يُمكن له أن “يعرف” الأشياء في ذواتها، وإنّما “فقط” من خلال “تمثّلات” أو “تصوّرات” يصنعها بناءً على قواعد وأُطر وقوالب قَبليّة (A priori) من النّوع المشترك بيننا والعالميّ.. إنّ هذه الفكرة تبدو عقلانيّةً إلى حدّ بعيد، ومُتماسكةً إلى حدّ بعيد، ومُقنعةً إلى حدّ بعيد، ومُنتجةً لمخارج فلسفيّة ولحلول ممكنة لمعضلات فكريّة كثيرة وإلى حدّ بعيد أيضاً.
ولا أعتقد أنّ التّجارب العلميّة الطّابع – بالمعنى الحديث – قد استطاعت دحض هذه الفكرة العامّة أو هذا المفهوم العامّ بشكل جوهريّ.
ومع ذلك، كما أشرنا، وضمن إطار مشروعنا البحثيّ المذكور بشكل خاصّ، لا بُدّ من التّوقّف في نظري عند النّقاط الآتية:
النّقطة الأولى؛ بالرّغم من الطّابع العقلانيّ المُنسَّق والمَتين والمُتماسك ظاهراً أقلّه، وبالرّغم ربّما أيضاً من الفائدة الفكريّة والمعرفيّة–العلميّة الكبيرة الظّاهرة – بل ومن الجمال الكبير الظّاهر – للصّرح الكانطيّ العظيم: فلا بدّ من الاعتراف، بإنصاف، بأنّ هناك نسبةً كبيرة ومهمّة من “المُعطى” – غير المُثبت أو غير المُثبت بشكل كافٍ – خصوصاً على مستوى التّفكير والتّحليل والحُكم (إلخ).. “المتعالِية”، أو الأكثر “تعالِياً”، كما يُمكن وصفها من خلال القاموس الكانطيّ المُعتاد.
بتعبير أبسط: برغم عقلانيّة وصرامة الطّرح الكانطيّ – وبرغم اهتمامه الزّائد بالطّابع الواقعيّ والتّجريبيّ أيضاً – لطالما نجد أنفسنا معه أمام محطّات محوريّة يقول لنا فيها، ظاهراً أو باطناً: هذا – عمليّاً – هو “مُعطىً” يجب القبول به. لا أقصد هنا فقط افتراضاته – أو “معطياته” – في ما يخصّ مفهوم “الأمر المُطلق – Impératif catégorique” ضمن نظريّته في الأخلاق مثلاً.. بل أعتقد أنّ الأمر يذهب أبعد ممّا قد يشدّد عليه بعض الباحثين. باختصار، لنركّز على موضوعَين رئيسيَّين في هذا المجال:
١/ موضوع وجود ووظيفة – الأفكار المَحضة (أو الأفكار الميتافيزيقيّة أو الأفكار الأفلاطونيّة–الدّيكارتيّة إلخ..): بحسب كانط، طبعاً، قد يبدو عدد من هذه الأفكار – أو ربّما من هذه المنظومات الفكريّة – عقلانيّاً في داخله أو في ذاته.. ولكنّ “الأفكار” هذه، كما هو معلوم عند الشّيخ الألمانيّ الأكبر، لا تأتي بمعرفة يُعوّل عليها. بتعبير أكثر معاصرة لنا: إنّها لا تُفيد.. “علماً” مُعتبراً، لأنّه لا “عِلم” بغير تجربة حسّيّة في نهاية المطاف. حسناً، إذا سألنا شيخ النّقديّين الأكبر هنا: ولكن، من أين تأتي هذه الأفكار ولماذا هي موجودة أصلاً؟ فجوابه هو كالتّالي، مع التّبسيط والايجاز:
(أ) إنّها صنيعة العقل (أو العقل المحض إن شئت)؛
(ب) وهذا العقل، بطبيعته وبتركيبته، يميل – أو يحتاج واقعاً – إلى اللّا–مشروط، إلى المُطلق، إلى صفات الكمال وما إلى ذلك؛
(ج) ولكن، لا يعني ما سبق أنّنا أمام معرفة مُعتبرة أو “عِلم”، بل نحن أمام ضرورات عقليّة – أو عقلانيّة إن شئت: أي أنّ العقل يحتاج – بالضّرورة غالباً – إلى هذا النّوع من “الأفكار المُنظِّمة” أو “المبادئ المُنظِّمة” أو “المُثُل المنظِّمة” إلخ.
وهنا يأتي السّؤال الأساسيّ: ولكن، أيّها الشّيخ كانط، لماذا يحتاج عقلنا إلى هذه الأفكار المنظّمة، حتى يتناسق ويتكامل نظامُه إن صحّ التّعبير.. في حين أنّ هذه الأفكار، لا تُفيد مَعرفةً يُعوّل عليها؟ هل من العقلانيّ، بل هل من الواقعيّ، ادّعاء وجود “مُعطى” ضروريّ كهذا.. مع اعتبار أنّه لا يأتي بمعرفة أو بعلم مُعتَبَر؟ حقّاً، لنسأل أنفسنا: لماذا يحتاج عقلنا ككلّ.. إلى أفكار كهذه، ربّما بالضّرورة كما أشرنا؟ لماذا يحتاج إلى: فكرة الرّوح الأبديّة، وفكرة العالم الكلّيّ، وفكرة المُطلق، وفكرة الكامِل، وفكرة الإله الأحد، وفكرة اللّا–متناهي.. إلى آخر القائمة.. وبالضّرورة في أحيان كثيرة؟
هل – من غير علّة ولا حكمة ولا سبب “معرفيّ” مُعتبر – نكون مضطّرّين، أو في حاجة قصوى، إلى “أفكار”.. ثمّ نقول إنّها في الواقع لا تُفيد معرفةً أو لا تُفيد علماً يُعوَّل عليهما؟
يتفهّم الدّارس حرص كانط على زاوية التّجربة الحسّيّة، ولكن من الصّعب برأيي القبول بتعميم الافتراض الكانطيّ حول الأفكار الميتافيزيقيّة. يُشكّل العالم الميتافيزيقيّ تحدّياً لا يُستهان به للصّرح الكانطيّ، كما سنرى أيضاً في ما سيلي.
٢/ موضوع وجود ووظيفة – القوالب والقواعد ومقولات الفهم والأشكال.. القَبليّة (A priori): قد يقول قائلنا إنّنا، هنا، أمام ركن أركان الصّرح الكانطيّ العظيم. ولكن، لنذكّر كذلك بأهمّيّة ما ينتج عنه حول “نظريّة التّمثّلات أو التّصوّرات أو الإسكيمات – أو نظريّة المفهوم الكانطيّ بشكل عامّ” (راجع ما يلي).
وهو رُكنٌ لا يأتي به إلّا عقل أو ذهن عبقريٌّ مُبين.. كعقل وذهن كانط طبعاً. باختصار، كما رأينا سابقاً: بحسب كانط، لا يُمكن لذهننا الانسانيّ أن “يَعرف” إلّا من خلال المرور بقوالب قَبليّة، مشتركة وعالميّة بيننا. بعبارة أكثر دقّة: لا تجربة مُمكنة.. من غير وجود هذه القوالب والقواعد والأشكال.
ومن غير الولوج في مناقشة أنواع وترتيبات وتسميات هذه الأخيرة، أو منهجيّة استنباطها كما يفعل شيخ الدّيالكتيك هيغل مثلاً[1]، لنسأل هذا السّؤال الأساسيّ هنا أيضاً: لو سلّمنا بأنّ وجود هذه القوالب هو مُعطىً “موضوعيّ”، “فلِماذا” هي موجودة وبهذا الشّكل؟
ولنكن دقيقين أكثر، ومن زاوية هي أقرب إلى مشروعنا البحثيّ العامّ: بما أنّ الله (أو الطّبيعة).. خلقنا، أو أوجدنا، أو طوّرنا، مع هذا المُعطى الموضوعيّ.. فكيف يُمكننا ادّعاء بأنّ هذا المُعطى لا يزوّدنا بإمكانية “معرفة الأشياء في ذواتها”؟
هل نُعطى نظاماً مُعقّداً ومتناسقاً ومتماسكاً و”موضوعيّاً” وعالميّاً كهذا.. لنعرف الأشياء بشكل منقوص، أو مموّه، أو محجوب نسبيّاً.. أو “لا في ذواتها” كما يذهب كانط؟ هل هذا جواب مُقنع في نهاية المطاف؟
حقّاً، كما سنرى في ما يلي ومن زوايا مختلفة ربّما: إذا كان “قصد” الله أو الطّبيعة (أو حتّى الصّدفة، بشكل غير غائيّ طبعاً، ولكن هذا حديثٌ آخر).. إذا كان “القصد” هو المعرفة، فلماذا هذه “اللّفّة” كلّها كما نقول في العامّيّة؟ في اعتقادي، هو سؤال إذا ما تأمّلت فيه بهدوء.. عميق جدّاً.
النّقطة الثّانية؛ تعني نظريّة السّكيمات (أو الإسكيمات، أو التّمثّلات أو التّصوّرات.. أو “المفهوم”) عند كانط. لنركّز سويّاً على ما يلي: إذا ما نسينا عالم الأفكار المحضة و/أو الميتافيزيقيّة؛ فكيف ننتقل من عالم الأحكام والقواعد والمقولات والأشكال والمفاهيم القَبليّة.. إلى “المفهوم” بحسب ما شرحناه سابقاً حول هذه النّظريّة الكانطيّة المحوريّة وصعبة الفهم معاً؟ لنكن واضحين: الأطروحة مُناسبة إلى حدّ كبير، بل وعبقريّة، فقد استطاع كانط من خلالها إيجاد حلّ أو مخرج للتّناقضات الفلسفيّة الكُبرى حول المعرفة، لا سيّما ما بين التّجريبيّين وشيخهم الأكبر دايفيد هيوم، وبين الكلاسكيّين أو الدّيكارتيّين وشيخهم الأكبر رينيه ديكارت.
الخيال، إذن، يحلّ المشكلة من خلال بناء هذه التّصوّرات (أو الإسكيمات، أو المفاهيم Concepts) التي تأخذ عامل الزّمن بالحسبان. فكأنّها برزخٌ معرفيّ: ما بين عوالم العقل المحض، وبين عوالم الحسّ. ولكن، كيف تتكّون هذه البرازخ تحديداً؟ كيف يحصل ذلك بالتّفصيل؟ كيف يحصل التّطبيق واقعاً؟ إنّها “مُشكلة التّطبيق” المعروفة في الأدبيّات[2]. ولكنّ الأهمّ برأيي هو في ما يلي ربّما: فمن جهة، نشعر وكأنّ كانط يتحدّث عن عمليّة تلقائيّة أو شبه–تلقائيّة تحدث كتفاعل ما بين الذّهن وبين عالم الحسّ؛ ومن جهة أخرى، يُقال لنا أحياناً إنّنا أمام عمليّة تحتاج إلى مجهود وعمل من قبل “العارف” (مفهوم الـPraxis في المعرفة). هذه نقطة يلزمها تعمّق، وقد تكون نتيجة لتدخّل الشّارحين والنّقاد، لا لعمل كانط نفسه. يروّج لهذا التّوجّه الثّاني لوك فيري بشكل خاصّ، مع العلم بأنّه – أي فيري – من أهمّ شارحي كانط المعاصرين. وهذا الفراغ – إن صحّ التّعبير – قد نفع بحثنا في نهاية المطاف كما نُبيّن في مواضع أخرى[3].
النّقطة الثّالثة؛ وهي تتعلّق بما يُسمّيه كانط والكانطيّون بالأشياء في ذواتها (Les choses en soi). وهي، كما رأينا سابقاً ومع التّبسيط: الأشياء كما هي في “الواقع الحقيقيّ” المستقلّ عن ادراكنا إن شئت (أو كما هي في حقيقتها الميتافيزيقيّة الأخيرة إلخ.).. أي بمعزل عن شروط معرفتنا، بمعزل عن القوانين والأطر والقوالب والأشكال القَبليّة المذكرة آنفاً ضمن السّياق الكانطيّ.
“الأشياء في ذواتها” قضيّة كبرى أيضاً، وهي تُبيّن، مجدّداً، مدى عبقريّة وثوريّة وعمق الشيّخ النّقديّ الأكبر والذّهب المعرفيّ الأصفر.
ولكنّ لائحة الأسئلة حول هذا المفهوم الغريب نسبيّاً إلى اليوم.. قد تطول. أهمّها بالنّسبة إليّ:
(أ) حقّاً، هل من اثبات على وجود “الشّيء في ذاته” في الواقع الخارجيّ إن صحّت التّعابير؟ هل من حقيقة لهذه “الأشياء” المختبئة خلف “الظّواهر” التي نستطيع ادراكها، خصوصاً وأنّ الفيزياء الحديثة لم تستطع إلى اليوم، على حدّ علمي، الوصول إلى إجابة دقيقة ومتّفق عليها حول ماهيّة المادّة الأخيرة، حتّى بمساعدة ميكانيك الكمّ وأحدث اكتشافاتها؟
(ب) سؤال آخر، وهو يلتقي مع تساؤل سابق لنا (أعلاه): لنفترض أنّ الشّيء في ذاته – الذي هو “معطى” ضروريّ عند كانط إذن – موجود أو له وجود حقيقيّ.. فلماذا تُريد الطّبيعة ألّا نعرفه في ذاته؟ لماذا هذه الخديعة واقعاً؟ وهنا نعود إلى الأبعاد الميتافيزيقيّة: لماذا نحن مضطّرّون دائماً، مهما لففنا ودرنا، إلى العودة لقبول وافتراض الأفكار الميتافيزيقيّة (ومنها الشّيء في ذاته عمليّاً)؟ ألا يُمكن الادّعاء، بشكل أو بآخر، بأنّ في ذلك حجّة قويّة.. على أنّ “الحقيقة” و”الواقع” قد يكونان أقرب إلى هذا العالم “الماورائيّ” أو “اللّا–مادّيّ” (إلخ.)، منه إلى هذا العالم المادّيّ و/أو الخارجيّ و/أو الظّواهريّ المُبهم والمحجوب إلى حدّ كبير؟
أخيراً وليس آخراً: ماذا لو أنّ “المعرفة الحقيقيّة” تلك إن شئت، أيّها الشّيخ الألمانيّ، لا يُمكن الوصول إليها من خلال الذّهن أو الفهم الذّهنيّ (Mental ou entendement) الذي تدرسه بتعمّق؟ ماذا لو أنّ هناك بُعداً أكثر تعالياً للإدراك أو للوعي.. يُمكنه أن يدرك أو يفهم الأشياء في ذواتها؟ لماذا التّوقّف عند الذّهن ذي القوالب القَبليّة هذا؟ ومُجدّداً: هل يُعقل أن يكون هناك “شيء في ذاته”.. وأن تنسى الطّبيعة أن تَهَبنا السّبل أو الأدوات لإدراكه؟
أو لنسأل بحذر شديد: لماذا، أيّها الذّهب المعرفيّ الأصفر.. لماذا هذا التّباين ما بين عوالم العقل والفهم من جهة.. وبين “العالم الخارجيّ” أو المادّيّ من جهة ثانية، والذي تحاول إيجاد مخرج له عبر نظريّة التّمثّلات تلك؟ لماذا تصنع الطّبيعة تبايناً كهذا، في حين أنّ هدف الادراك – مع التّبسيط – هو مجرّد الادراك؟ (وهل هدف الادراك إلّا الادراك؟).
أو سلْ كانط أيضاً: هل تتكرّم الطّبيعة علينا بأفكار مُجرّدة وعميقة كالرّوح، والعالم الكلّيّ، والله (والعلّة الأولى، والمُطلق، والعدم إلخ.).. ثمّ تنسى أو تعجز عن اعطائنا الوسيلة لمعرفة “الأشياء” التي نعيش “معها”؟ هناك “شيء ناقص” ما، مع متانة وأهمّيّة نظريّة كانط ضمن هذا السّياق.
مع الصّعوبة الجمّة لنقد شيخ أكبر مثل هذا الأخير، تبقى هذه الأسئلة عالقة إلى حدّ لا يُستهان به واقعاً. لذلك، ومع التّبسيط، وكما سبق وشرحنا: نُشدّد في أطروحتنا المنهجيّة العامّة على اعتماد “المفهوم الكانطيّ” كأداة – أو كصانع فرضيّات – للبحث.. خصوصاً منه: البحث ذي الطّابع التّأويليّ–الفهميّ في العلوم الاجتماعيّة وفي العلوم الاسلاميّة (أو ذات المواضيع الاسلاميّة، إلى ما هنالك).
[1] راجع:
Hegel, G. W. F., 2010, The Science of Logic, Cambridge: Cambridge University Press (trans. George di Giovanni)
Houlgate, Stephen, 2006, The Opening of Hegel’s Logic: From Being to Infinity, West Lafayette (IN): Purdue University Press, 1st edition.
[2] يُمكن مراجعة:
Kant, Immanuel, 1998, Critique of Pure Reason, Cambridge: Cambridge University Press (ed./trans. Paul Guyer & Allen W. Wood). (Schematism: A137/B176–A147/B187)
Matherne, Samantha, 2014, “Kant and the Art of Schematism”, Kantian Review, 19(2): 181–205, Cambridge: Cambridge University Press
Stang, Nicholas F., 2022, “Kant’s Schematism of the Categories: An Interpretation and Defence”, European Journal of Philosophy, 31(1): 30–64, Oxford: Wiley.
[3] في المحصّلة، يُمكن القول عموماً إنّ قضيّة “مشكلة التّطبيق” يلزمها تعمّق أكبر. ولكن، لنلاحظ سويّاً كيف أنّ التّوجّه الثّاني (Praxis-based) يُشكّل أساساً مُهمّاً لأطروحتنا حول “المفهوم الكانطيّ” كأداة غائيّة للبحث. راجع حول نظرة فيري:
Ferry, Luc, 2008, Kant : L’œuvre philosophique expliquée, Un cours particulier de Luc Ferry, Audio CD (4 discs), Frémeaux & Associés (disponible sur Youtube).