١-لقاح “شركة فايزر” الأميركية بالتعاون مع شركة “بيونتيك” الألمانية: تم الإعلان عنه في ١٠ تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، بعد ١٠ أشهر من التجارب، بما فيها المرحلة الثالثة، أثبتت فعّاليته بنسبة ٩٠% ضد فيروس كورونا. وبحسب المُعطيات الأوّلية فإن المناعة الناتجة عن الأجسام المضادة التي يسببها حقن هذا اللقاح تبدأ في اليوم الثامن والعشرين من تاريخ إعطاء اللقاح الذي يجب أن يعُطى على جرعتين.
والجدير ذكره أن شركة “فايزر” تقدّمت بطلب إلى وكالة الغذاء والدواء الأميركية للسماح لها بالإستعمال الطارئ لهذا اللقاح المُطوّر من قبلها وهذا ما سيحصل خلال الأيام القليلة القادمة لأن السلطات الأميركية اعلنت انها ستبدأ بالسماح بإستعمال هذا اللقاح في الولايات المتحدة في أوائل شهر كانون الأول/ديسمبر. و أشارت شركة “فايزر” إلى أنها تتوقّع إنتاج ٥٠ مليون جرعة من هذا اللقاح من اليوم وحتى آخر عام ٢٠٢٠ و١،٣ مليار جرعة منه خلال عام ٢٠٢٠. كما أن الإتحاد الأوروبي طلب تزويده حتى تاريخه بنحو ٢٠٠ مليون جرعة مع إحتمال زيادة العدد إلى ٣٠٠ مليون جرعة في المستقبل القريب في حال تأكّد أن هذا اللقاح فعّال وآمن طبعاً بحسب كل هذه المُعطيات التي تبقى اوّلية وغير نهائيّة.. وأعلنت السلطات الصحية الأوروبية أنها ستباشر فور حصولها على اللقاح توزيعه على الـ ٢٧ دولة الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. وسوف تجري عملية تصنيع “طلبيّة” أوروبا في مصانع شركة “بيونتيك” في ألمانيا وفي مصانع شركة “فايزر” في بلجيكا.
تجدر الإشارة إلى أن إسم هذا اللقاح هو BNT162b2 وأنّ اهم المشاكل اللوجستية التي ستواجهه، كما بات معروفاً، هي ضرورة تخزينه في درجة حرارة تصل إلى ٧٠ او ٨٠ درجة مئوية تحت الصفر، وهذا ما يتطلّب بعض التجهيزات غير المتوفّرة في مُعظم الدول المُتقدّمة ناهيك عن اهمية ذلك وصعوبته في الدول النامية او الفقيرة. وهذا ما سيضع الشركة امام العديد من التعقيدات اللوجستية لإيصال هذا اللقاح إلى معظم دول العالم الثالث التي لا تملك مستشفياتها ومختبراتها هكذا تجهيزات قادرة على حفظ درجة حرارة تصل إلى هذا المستوى. ويبقى هذا اللقاح فعّالاً لحوالي ٥ أيام في حال تم تخزينه في الثلاجة العادية. كل ذلك لأن هذه المادة المُستعملة في تركيبته، أي رسول الحمض النووي الريبي هي مادة غير مُستقرّة وتتعرّض بسرعة للتفكّك في حال حُفظت او وُجدت على درجات حرارة غير مناسبة. وقد دفعت إدارة ترامب مبلغ ١،٩ مليار دولار مقابل الحصول على ١٠٠ مليون جرعة من اللقاح سوف تُسلّمها الشركة في اول كانون الأوّل/ديسمبر القادم مع إحتمال زيادة العدد الى ٥٠٠ مليون جرعة لاحقاً. كما وقّعت اليابان على عقد مع “فايزر” لشراء ١٢٠ مليون جرعة ايضاً.
٢-لقاح “شركة مودرنا”: كما هي الحالة في اللقاح المُطوّر من قِبل شركة “فايزر”، فإن لقاح شركة مودرنا يعتمد ايضاً على تقنيات RNA Messenger أي استعمال الحمض النووي الريبي. وتُدعى المادة التي اُستعمِلت في هذا اللقاح mRNA-1273. وقد أظهرت النتائج الأوّلية لدراسة سريرية من المرحلة الثالثة أن فعالية هذا اللقاح وصلت إلى ٩٤،٥%. كما أشارت الشركة إلى أن ٢٨% من المُشاركين في هذه الدراسة كانوا من العرق الأسود أو من العرق الإسباني وهم من العرقيات التي تأثّرت أكثر بكثير من العرق الأبيض بجائحة كورونا في الولايات المتحدة الأميركية. وتأمل شركة” مودرنا” أن تكون قادرة على تصنيع ٢٠ مليون جرعة من هذا اللقاح حتى آخر العام ٢٠٢٠ وحوالي ٥٠٠ مليون إلى مليار جرعة خلال العام ٢٠٢١.
وتجدر الإشارة الى انّ هذه الشركة تتعاون في هذا البرنامج مع المعهد الوطني الأميركي للصحة National Institutes of Health ولذلك فهي تلقّت دعماً قدره مليار دولار في بداية برنامجها ومبلغا ثانياً قدره ١،٥ مليار دولار في ١١ آب/أغسطس ٢٠٢٠ مقابل تعهّدها بتأمين ١٠٠ مليون جرعة في حال تأكدت فعالية اللقاح وهي سوف تلحق سريعاً بشركة “فايزر” بطلب الإذن بالإستعمال الطارئ للقاح. واللافت للإنتباه أنّ هذا اللقاح له افضلية من الناحية اللوجستية على لقاح “فايزر” لأنه يمكن تخزينه على درجات حرارة تصل الى ٢٠ درجة مئوية تحت الصفر، وهذا ما سيجعل عملية نقله وتخزينه اسهل من اللقاح السابق.
٣-لقاح شركة “أسترا-زنيكا” البريطانية ـ السويدية: ويقوم مبدأ تطوير هذا اللقاح على تقنية الفيروس الحامل او الناقل “الوحدات الوراثية” أو الـ Adenovirus لزراعة البروتين الذي يحفز المناعة ضدّه وينتج الأجسام المناعية المُضادة له.. وقد تعاونت أربع دول أوروبية هي ألمانيا، فرنسا، إيطاليا وهولندا من أجل تطوير لقاح فعّال مُضاد لفيروس كورونا ونتج عن ذلك أن هذا الكونسورسيوم وقع إتفاقية في ١٣ حزيران/يونيو مع المختبرات البريطانية السويدية “أسترا-زنيكا” لتصنيع ٤٠٠ مليون جرعة من اللقاح الذي تُطوّره هذه الشركة بالتعاون مع جامعة أوكسفورد في بريطانيا والذي يسمى بإسم AZD1222. وهذا اللقاح هو في طور التجارب السريرية في بريطانيا والبرازيل والولايات المتحدة الأميركية وقد تمّ إختيار هذه الدول لأن فيروس كورونا ينتشر فيها بشكلٍ كبير. توقّف اللقاح بشكلٍ مؤقّت في ٨ أيلول/سبتمبر ٢٠٢٠ عندما أعلنت الشركة أن أحد المرضى الذين أخذوا اللقاح في بريطانيا تعرّض لأعراض جانبية كثيرة أدت إلى إيقاف التجارب قبل إستئنافها في ١٢ أيلول/سبتمبر ٢٠٢٠ في بريطانيا والبرازيل وجنوب أفريقيا من دون مشاركة الولايات المتحدة الأميركية في المرحلة الثالثة. وقد أعلنت السلطات الصحية البريطانية المُراقبة للدواء أنها قامت بفحص سريع لمرشح اللقاح الذي تُطوّره شركة “أسترا-زنيكا” في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر ٢٠٢٠ وأنها بصدد إعطاء الموافقة لتسويقه خلال وقتٍ سريع. وقد أعلنت الشركة في ٢ تشرين الثاني/نوفمبر الماضي أن لقاحها يؤدّي إلى حماية مناعية قوية عند الكبار البالغين وعند المتقدّمين بالسن وأن آثاره الجانبية كانت أقلّ حدّة عند الأشخاص المًتقدّمين بالسن تحديداً.
الجدير ذكره أن إعلان الشركة أن لقاحها أثبت فعاليته بنسبة ٧٠% فقط أحدث صدمة سلبية لكن هذه النتائج لم تمنعها من المضي في الأبحاث خاصة وأنها تلقت ملايين الدولارات كتمويل من الحكومة البريطانية من أجل تطوير اللقاح.
٤-اللقاح الذي تطوره شركة جانسين Janssen الأميركية: هو لقاح يتمّ العمل عليه في قسم تصنيع الأدوية في الشركة العملاقة Pharmaceutical compagnis of Johnson and Johnson وهي شركة رائدة ايضاً في تصنيع اللقاحات وقد نجحت في تصنيع لقاح لمرض الحمّى النزيفية Ebola الذي ظهر في افريقيا منذ سنوات ولقاحات اخرى لفيروس المناعة المكتسبة – ايدز- ولقاحات اخرى متطورة جداً. وهي تتعاون في برنامجها مع وزارة الصحة الأميركية ومع السلطات الأميركية العليا للأبحاث والتطوير الطبي المتقدّم BARDA: Biomedical Advanced Reserch And Development Authority. وتتعاون شركة Janssen مع عدّة شركات اميركية لتطوير التقنيات الطبية في الولايات المتحدة الأميركية.
ومع أن الدراسات السريرية من المرحلة الثالثة التي تقوم بها هذه الشركة قد بدأت فقط في أيلول/سبتمبر الماضي ولم تصدر بعد نتائجها الأوّلية حتى تاريخ اليوم، فقد أعلنت قبل أيام قليلة انها ستحصل على ترخيص من وكالة الغذاء والدواء الأميركية في بداية ٢٠٢١. ونشير هنا إلى أن اللقاح الذي تطوّره شركة تطوره شركة Janassen يستعمل تقنية الفيروس الحامل او الناقل التي اشرنا اليها سابقاً لزراعة البروتين الذي يحفز المناعة ضدّه وينتج الأجسام المناعية المُضادة له.
وتتعهد الشركة بتصنيع مليار جرعة من هذا اللقاح خلال العام ٢٠٢٠، علماً أنه لا يحتاج سوى إلى جرعة واحدة في العضل مع بعض الآثار الجانبية الخفيفة. وقد اعتمدت وزراة الصحة البلجيكية هذا اللقاح ووقّعت على إتفاق مع الشركة للحصول عليه في اسرع وقت مُمكن بعد إثبات فعاليته.
٥-لقاح شركة Sanofi الفرنسية بالتعاون مع شركةGSK الأميركية: هذا اللقاح يستعمل طريقة “البروتين المؤتلفة”Recombimant Protein وهو يقوم على شقين: البروتين الذي تطوّره شركة Sanofi منالبروتينات الفيروسية يضاف إليها “مادة مُتمّمة” Adjuvant من صناعة شركة GSK.. وقد أعلنت شركة Sanofi في ٣ أيلول/سبتمبر ٢٠٢٠ أن هذا المشروع ـ اللقاح اثبت فعالية كبيرة في المرحلتين السريريتين الأولى والثانية التي ستنتهي في شهر كانون الأول/ديسمبر ٢٠٢٠ وذلك من أجل العبور إلى المرحلة الثالثة من التجارب السريرية الواسعة. ويتوقّع مسؤولو الشركتين أن يتمّ تسويق هذا اللقاح في النصف الأول من العام ٢٠٢١. وتعمل شركة Sanofi على لقاح آخر يستعمل تقنية RNA messenger اي رسول الحمض النووي الريبي بالتعاون مع شركة Translate bio الأميركية. وقد أصدرت الشركتان بياناً في ١٥ تشرين الأول/أكتوبر ٢٠٢٠ اعلنتا فيه أنهما تنتظران نتائج التجارب السريرية للمرحلتين الأولى والثانية في نهاية العام ٢٠٢٠.
٦- اللقاحات الصينية وهي اربعة حتى تاريخه.
أ-اللقاحات التي تطوّرها الشركة الوطنية الصينية لتصنيع الأدوية Sinopharm: هي شركة مملوكة من الدولة الصينية وتعمل على لقاحين قطعا شوطاً كبيراً بالإختبارات والنتائج السريرية الواعدة بحسب مصادر الشركة دون إمكانية التأكد من شفافية ومصداقية هذه المعلومات بسبب الكتمان الذي تحاط به عملية إنتاج اللقاحات.
اللقاح الأول تطوّره هذه الشركة بالشراكة مع “معهد مدينة ووهان للمنتجات او الصناعات البيولوجية”، وهي المدينة الصينية التي انطلق منها الفيروس في الصين. ويستعمل في هذا اللقاح فيروس ميّت Unactivated virus جرى تجريده من كل خصوصيّاته الضارة. وبحسب تقارير الشركة فإن اللقاح اظهر نتائج جيدة جداً في المرحلتين الأولى والثانية من التجارب السريرية وهذا ما دفع الشركة الى تنظيم دراسة سريرية واسعة في المرحلة الثالثة (١٠ آلاف مُشارك من الإمارات والبحرين والبيرو والمغرب والأرجنتين والأردن) وذلك إنطلاقاً من فرضية علمية أن الشعوب الأسيوية وتحديداً الصين اقل عُرضة للإصابة بفيروس كورونا. وقد أعلن متحدث بإسم شركة Sinopharm أن هذا اللقاح قد أعطي للأطقم الطبية ولبعض المرضى الذين يُعتبرون ذوي مخاطر كبيرة للتعرّض لإلتهابات خطيرة بفيروس كورونا.
أما اللقاح الثاني ويعتمد الطريقة ذاتها، فتعمل “سينوفارم” على تطويره بالتعاون مع “معهد الصناعات البيولوجية في بكين”. هذا اللقاح قطع ايضاً مراحل متقدّمة وهو قيد دراسة سريرية تشمل ١٠ آلاف متطوّع سيُعطى ٥ آلاف منهم اللقاح المُطور في ووهان و٥ آلاف آخرين النسخة المُطوّرة في بكين. وتأمل الشركة تعميم إستعمال هذا اللقاح في نهاية هذا العام او بداية العام الجديد، على ابعد تقدير.
ب-اللقاح الصيني من شركة Cansino Biologics بالتعاون مع “معهد بكين للعلوم وتقنيات البيولوجيا”: ويدعى هذا اللقاح AD5_NCOV وهو يستعمل الفيروس الحامل او الناقل كما شرحنا سابقاً، وهو فيروس يُسمّى ال Adenovirus الذي تستعمله شركات اخرى أوروبية واميركية وروسية. تجدر الإشارة إلى أن شركة “كازينو بيولوجيكس” وقعت إتفاقا مع “أكاديمية العلوم الطبية العسكرية الصينية” من أجل تطوير هذا اللقاح الذي بات قيد المرحلة الثالثة من التجارب السريرية التي ستشمل ٤٠ ألف مُشارك من عمر ١٨ سنة وما فوق والتي ستجري في الصين وباكستان والمكسيك. وسيعتمد اللقاح من قبل قيادة الجيش الصيني لفترة سنة كعلاج او “دواء خاص وضروري” كما اعلن الجيش الصيني.
د- اللقاح الصيني الذي تطوّره شركة Sinovac Biotech واسمه CoronaVac: وهو ايضاً على قائم على مبدأ إستعمال الفيروس الميّت اي الفاقد لكل خصوصيّة ضارة. وقد اعلنت هذه الشركة ان التجربة السريرية من المرحلة الأولى والثانية على ٧٤٣ مُتطوّعا والتي نُشرت نتائجها في شهر حزيران/يونيو ٢٠٢٠، اظهرت فعاليّة مُهمّة لهذا اللقاح من دون اية اعراض جانبية خطيرة. واعلنت الشركة على تنظيم تجربة سريرية واسعة من المرحلة الثالثة في البرازيل في شهر ايلول/سبتمبر وفي اندونيسيا في شهر تشرين الثاني/نوفمبر التي اتفقت الشركة مع السلطات الصحية فيها على تزويدها بـ ٤٠ مليون جرعة من اللقاح في مهلة لا تتجاوز آذار/مارس ٢٠٢١.
٧-اللقاح الروسي Spoutnik 5: وكما شرحنا سابقاً فإن هذا اللقاح الذي يطوره معهد Nicolaï Gamaleïf للأبحاث في موسكو بالتعاون مع وزارة الدفاع الروسية وصندوق الثروة السيادي الروسي يدعى Gam-Covid، وهو يَستعمِل تقنيّة الفيروس الحامل او الناقل. وقد نشرت المجلة العلمية العالمية الشهيرة Lancet في مطلع أيلول/سبتمبر الفائت دراسة علمية روسية تُثبت أن هذا اللقاح يعطي نتائج مُهمّة لناحية تحفيز المناعة المضادة لفيروس كورونا من دون أية آثار جانبية كبيرة. وقد أصدرت السلطات الصحية الروسية بياناً أكدّت فيه فعالية اللقاح بنسبة ٩٥%. كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية ان هذا اللقاح سوف يُستعمل لتلقيح حوالي ٤٠٠ الف جندي روسي وانّ هذه العملية قد بدأت وستشمل حوالي ٨٠ الف جندي من حتى آخر سنة ٢٠٢٠.
كما اعلن صندوق الثروة السيادي الروسي الذي يُشرف على تطوير اللقاح الروسي سبوتنيك 5 انه توصّل في ٢٦ تشرين الثاني/نوفمبر الى إتفاق مع شركة Hetero الهندية للأدوية من اجل تصنيع حوالي ١٠٠ مليون جرعة سنوية من هذا اللقاح. وافاد الطرفان ان عملية الإنتاج سوف تبدأ في بداية العام ٢٠٢١. واشار مدير هذا الصندوق ان اللقاح اعلاه قيد التجارب السريرية في المرحلتين الثانية والثالثة في الهند وان هذا التعاون مع الشركة الهندية سوف يسمح بحصول المواطنين الهنود على الجرعات المطلوبة من اللقاح لاحقاً. واكمل ان هناك طلبات وصلت لحدّ ١،٢ مليار جرعة من هذا اللقاح الذي سيتمّ ايضاً تصنيعه بحسب قوله أيضاً في الصين والبرازيل وكوريا الجنوبية. وقال ان سعر هذا اللقاح سعره اقلّ من عشر دولارات وبذلك سيكون الأرخص عالمياً بعدما اعلنت شركة “فايزر” الأميركية ان سعر لقاحها سيصل إلى حوالي الاربعين دولارا وتبعتها شركة “مودرنا” الأميركية ايضاً بتقدير سعر لقاحها بحوالي عشرين دولارا اميركيا. وحتى تاريخ اليوم لم تعلن الشركات الصينية كم سيكون سعر اللقاحات التي تنوي إنتاجها في ظل هذه المُنافسة العالمية المُحتدمة.
٨-لقاح “الجمعية الأميركية للتقنيات البيولوجية” (Novavax): هو لقاح يعتمد على تقنية إستعمال “البروتين المُؤتلفة” المُعتمَدة في تصنيع لقاح الأنفلونزا (او الكريب) التي تُصنّعه شركة Sanofi الفرنسية. اي انّ اللقاح يحتوي على بروتين من فيروس كورونا تمّ زرعه في فيروس آخر اسمه Baculovirus وأضيف إلى كل ذلك مادة إضافية تُدعى Adjuvant تلعب دورا تحفيزيا كبيرا لجهاز المناعة، وقد اثبتت التجارب السريرية اهمية هذه المادة. يُعطى اللقاح بشكل حقنة في العضل على جرعتين تفصل بينهما ٣ اسابيع. وقد وصل هذا اللقاح بسرعة الى المرحلة الثالثة من التجارب السريرية في بريطانيا (10 آلاف متطوع بين 18 و84 سنة). وقد حصلت هذه الشركة على تمويل من الإدارة الأميركية قيمته ١،٦ مليار دولار مقابل الحصول على ١٠٠ مليون جرعة في حال إثبات فعالية اللقاح. كما وقعت هذه الشركة عقدا مع اهم شركة لصناعة الأمصال واللقاحات في الهند من اجل ان تكون جاهزة في اقرب وقت لتصنيع حوالي ٢ مليار من هذا اللقاح سنوياً.
٩-اللقاح الأوسترالي الذي يعتمد على لقاح مرض السلّ BCG vaccine: كنا قد اشرنا إلى ان الخبراء في مختلف دول العالم اكتشفوا ان الأشخاص الذين اخذوا في السابق لقاح مرض السلّ BCG Bacille Calmette-Guérin الذي تمّ تطويره في بداية العام ١٩٠٠ لا يتعرّضون لعوارض خطيرة او مُميتة من جرّاء العدوى بفيروس كورونا. واكتشف العلماء ان هذا اللقاح المُخصّص عادة للسلّ يقوّي عندهم جهاز وطُرق “المناعة البدائية او الغريزية” التي تتفاعل مع حقن هذه البكتيريا وتصبح اكثر قوّة ومُقاومة للأجسام الغريبة مثل فيروس كورونا. هذا ما دفع احد معاهد الأبحاث في اوستراليا Murdoch Children’s Research Institute لإطلاق سلسلة من التجارب السريرية التي وصلت اليوم الى المرحلة السريرية الثالثة التي تشمل حوالي ٢٠ الى ٣٠ الف مُتطوّع لدراسة درجة الحماية ضد فيروس كورونا التي يمكن لهذا اللقاح ان يؤمّنها والى اي مدى زمني.
تجدر الإشارة الى ان معهد “باستور” الفرنسي يعمل على اللقاح ذاته وقد اطلق دراسة سريرية بلغت المرحلة الثالثة وتشمل حوالي ٢٥ الف مواطن فرنسي.
تبقى إشارة أخيرة إلى أن شركات دولية عدة سوف تعمل على الإستفادة من خبرات الهند الهائلة في مجال تصنيع الأدوية من اجل وضع سلاسل إنتاج سريعة قادرة على تلبية حاجات السوق العالمي، وهذا ما سيجعل من الهند فعلياً الدولة الأولى عالمياً في مجال إمتلاك القدرة التقنية والكادرات البشرية المؤهّلة بهدف تصنيع كميات هائلة من اللقاحات. كذلك من الممكن ان تلعب الهند دوراً في تأمين المعدّات الخاصة بسلسلة التبريد والتخزين التي ستحتاج إليها معظم الشركات العالمية لضمان إيصال اللقاحات بطريقة آمنة وسليمة.