خلال إجتماع الوسيط الأميركي في عملية التفاوض غير المباشر في شأن ترسيم الحدود البحرية الجنوبية السفير جون دوروشيه، بالرئيس اللبناني العماد ميشال عون، اليوم (الإثنين) لم يناقش معه إمكان تحديد موعد جديد للعودة الى طاولة المفاوضات في الناقورة، “انما كانت جولة استطلاعية واستكشافية لافاق هذا الملف استنادا الى التغييرات في اسرائيل مع تشكيل حكومة جديدة برئاسة نفتالي بينيت” حسب مصادر رسمية لبنانية مطلعة.
وتقول المصادر أن لا موعد جديداً للعودة الى التفاوض راهناً، وأن زيارة دوروشيه استطلاعية لمعرفة ما إذا كان قد إستجد أي تطور في موقف لبنان من التفاوض إثر توقف المسار التفاوضي في الجولة الخامسة التي عقدت في الرابع من ايار/ مايو الماضي، وتبين في ضوء نتائجها “تمسك كل جانب بموقفه”، حسب الزائر الأميركي الذي أوضح أن بلاده أجرت تقييماً بعدما افضت الجولات الخمس الى لا نتيجة وقررت عدم تحديد موعد جديد للجلسة السادسة التي كان من المقرر أن تعقد في اليوم التالي، أي في الخامس من أيار/مايو الماضي.
وحسب وجهة نظر الأميركيين، “اذا استمر كل جانب من الجانبين اللبناني والإسرائيلي بالتمسك بموقفه، فهذا يعني انه لا مجال للتفاهم والتوصل الى حل، لذلك لا بد من تقييم الموقف”.
وعلم أن الموفد الأميركي لم يحمل أي طرح جديد وهو ابلغ الرئيس اللبناني انه سيتوجه إلى اسرائيل من أجل الإطلاع “على الجو الجديد الناشىء مع تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة وحلول الوزيرة كارين إلهرار محل وزير الطاقة السابق الليكودي يوفال شتاينتس، علماً أن الوزيرة الجديدة تنتمي إلى حزب “يوجد مستقبل” اليميني برئاسة يائير لابيد.
وبعد استكشاف دوروشيه الموقف الاسرائيلي سيعود الى لبنان “في أقرب فرصة ممكنة”، حسبما أبلغ الجانب اللبناني.
وقد شرح دوروشيه للرئيس اللبناني وفريق عمله الانطباعات التي تكونت لديه خلال جولات التفاوض الخمس، واشار بايجابية لافتة للإنتباه الى الوفد اللبناني الذي يضم عسكريين ومدنيين باعتباره “فريقاً متمكناً ومهنياً وممسكاً بملفه ويدافع عن قضيته”، كما نقلت أوساط رسمية لبنانية عن رئيس الوفد الأميركي قوله إن الازمة تتمثل “في تمسك الجانبين كلٌّ بموقفه، لذلك سنرى مدى استعداد الحكومة الاسرائيلية بتركيبتها الجديدة لاستئناف المفاوضات مع لبنان”.
من جهته، أكد عون للزائر الأميركي تمسك لبنان بالتفاوض وفق القانون الدولي ورفضه حصر التفاوض بمساحة الـ860 كلم2، أي رفض لبنان الإلتزام بخط فريديريك هوف، من دون أن يحدد ما إذا كان المقصود الإنطلاق مجدداً من الخط 29 الذي حدّده الجيش اللبناني.
وابلغ دوروشيه الى عون انه سيستمر بالإمساك بملف الترسيم البحري بانتظار ايجاد الحلول، خصوصاً أنه تم تعيينه سفيراً لبلاده في قطر، أي أنه صار قريباً من المنطقة وحركته أسهل وأسرع.
وكانت الجولة الخامسة من المفاوضات قد عقدت غداة زيارة وكيل وزارة الخارجية الاميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل إلى بيروت في منتصف شهر نيسان/ أبريل الماضي، وإجتماعه بالرئيس اللبناني، وقال وقتذاك، في بيان رسمي عمّمته السفارة الأميركية في بيروت، “إن أميركا تقف على أهبة الاستعداد لتسهيل المفاوضات بشأن الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل على الأسس التي بدأناها في هذه المباحثات. هذه المفاوضات لديها امكانية فتح الابواب امام فوائد اقتصادية كبيرة للبنان، وهذا أمر بالغ الأهمية على خلفية الأزمة الاقتصادية الحادة التي تواجهها البلاد. ويمكن، عند الاقتضاء، استقدام خبراء دوليين للمساعدة في اطلاعنا جميعاً”.