“سونيا”، أشهر جاسوسة شيوعية.. ودوافعها عقائدية!

نشرت صحيفة "هآرتس" تقريرًا بالإنكليزية على موقعها الإلكتروني للكاتب الإسرائيلي عوفر اديريت، يروي فيه سيرة أورسولا كوتشينسكي (العميلة سونيا) التي عملت لمصلحة الإتحاد السوفياتي خلال الحرب العالمية الثانية ولفترة طويلة خلال الحرب الباردة.

في عام 1935، وجدت الجاسوسة “سونيا”، واسمها الحقيقي أورسولا ماريا كوتشينسكي، نفسها في موقف شبه مستحيل. فعشية الشروع في مهمة جديدة باسم الاتحاد السوفياتي، اكتشفت أنها حامل نتيجة علاقة غرامية أقامتها مع قائدها في التنظيم الشيوعي السري في الصين. عندها أخبرت زوجها، والد طفلها الأول، فحثها هذا الأخير على الإجهاض، وهو حلٌ أيّده عشيقها أيضًا.

وعندما رفضت إجهاض طفلها، تراسل الزوج والعشيق من دون علمها لإيجاد طريقة لإقناعها. لكن “سونيا” لم ترضخ لإلحاحهما وانتهى بها الأمر بإنجاب طفلة، أختٍ غير شقيقة لبكرها. وفي ما بعد، أنجبت ابنًا آخر، كان ثمرة علاقة غرامية مع رجل ثالث.

كانت كوتشينسكي أمًا متفرغة ولطالما سعت للجمع بين عملها التجسسي الخطير الاستثنائي وتربية أطفالها، وهما عالمان متباينان للغاية. ومع ذلك، سرعان ما اكتشفت، على غرار مسؤوليها، أن ما اعتبرته في البداية عقبة، كان في الواقع عكس ذلك. فقد ساعدها كونها ربة منزل لا تهتم بالسياسة، على إخفاء مهنتها الحقيقية ودحض أي شكوك محتملة.

ومع نشر الترجمة العبرية لكتاب “العميلة سونيا” (نُشر باللغة الإنجليزية في العام 2020)، يخبر كاتب سيرتها الذاتية، المؤرخ الذي ألّف أفضل الكتب مبيعًا في مجال التجسس، بن ماكنتاير، صحيفة “هآرتس” عن شخصية كتابه الاستثنائية، قائلاً: “سمعت بالعديد من الجاسوسات على مر التاريخ، لكن لم أسمع أبدًا عن أي امرأة أخرى نجحت في الجمع بين دور المخبر والرسول وكبير الضباط، في الوقت نفسه”.

قلت له: لقد أكدت في كتابك أنها كانت “أمًا وزوجةً وجاسوسةً”. أتخيل أننا لم نكن لننبهر بهذا القدر لو، على سبيل المثال، أرفقت هذا الوصف ببطل كتابك السابق، “الجاسوس والخائن”، الذي يحكي قصة أوليغ غورديفسكي، الجاسوس الروسي المخضرم الذي كان عميلًا مزدوجا لحساب الاستخبارات البريطانية. لم نكن لنتحدث عن كونه “أبًا وزوجًا وجاسوسًا”، أليس كذلك؟

أجاب ماكنتاير: “علينا أن ننظر إلى حياة “سونيا” في سياق الزمن الذي عاشت فيه، أي عندما كان التركيز على الأمومة مختلفًا تمامًا عما هو عليه اليوم. لكن في المقابل، لا تزال هذه العقلية راسخةً، وما زال الكثيرون ينتقدون إهمالها المفترض لواجباتها كأم، ولم يكن أيٌ من هذا ليحدث لو أنها كانت رجلاً”.

وأثناء إجراءه بحوثاً من أجل كتابه، استطاع ماكنتاير إيجاد أطفال كوتشينسكي. وكان لكل واحد منهم قصة تتعلق بفصل مختلف من السيرة العاصفة للعميلة الشيوعية المخلصة، تلك اليهودية التي تجسست على دول المحور الفاشية خلال الحرب العالمية الثانية وعلى بريطانيا والولايات المتحدة خلال الحرب الباردة. وإلى جانب المعلومات التي زوّدوه بها، اطلع على الرسائل والمفكرات والمذكرات التي كتبتها هي والشخصيات الأخرى المذكورة في الكتاب. كما بحث في ملفات الأرشيف الفيدرالي الألماني والشرطة السرية في ألمانيا الشرقية (الشتازي) ووكالة الاستخبارات الأمنية في بريطانيا. وكانت النتيجة رواية، لولا دعمها بالحواشي والصور، ظنّ عديدون أنها من نسج الخيال.

وسيواجه الباحثون عن معلومات حول أورسولا كوتشينسكي باللغة العبرية على غوغل، صعوبة في الوصول إلى مبتغاهم، حتى بعد مرور 21 عامًا على وفاتها. فإلى جانب أنشطتها التي اتسمت بالسرية، يعود سبب ذلك أيضًا إلى الأسماء العديدة التي أطلقتها على نفسها، ومنها أورسولا هامبرغر وأورسولا بيرتون واسم وهمي تمامًا هو روث فيرنر، استخدمته لاحقًا في حياتها لتأليف كتب للأطفال. حتى أن المسح الذي أجراه مركز تراث الاستخبارات الإسرائيلي حول التجسس السوفياتي في بريطانيا وألمانيا، بالكاد يذكرها.

وفي ذروة نشاطها، أدارت “سونيا”، التي ترقّت إلى رتبة عقيد في الجيش الأحمر، شبكة من الجواسيس الشيوعيين في قلب برنامج الأبحاث النووية البريطاني وأرسلت إلى موسكو معلومات ساعدت العلماء السوفيات على بناء سلاح نووي.

الجدير ذكره أن كوتشينسكي ولدت في العام 1907 في برلين (توفيت في العام 2000)، وهي الثانية من بين ستة أطفال في عائلة يهودية ثرية، تجمعها علاقات اجتماعية واسعة مع الأوساط اليسارية. وكان والدها الخبير الاقتصادي والديموغرافي الشهير روبرت كوتشينسكي، الرائد في استخدام البيانات الإحصائية لصوغ السياسة الاجتماعية. وكان من بين معارف والديها العديد من المفكرين اليساريين، مثل كارل ليبكنخت، أحد مؤسسي رابطة سبارتاكوس الذي اغتيل مع زميلته روزا لوكسمبورغ في عام 1919، والفنانة المشهورة كاتي كولويتز، والرسام ماكس ليبرمان فضلًا عن الصناعي والتر راثيناو، الذي يعد وزير الخارجية اليهودي الوحيد في تاريخ ألمانيا، إضافة إلى ألبرت أينشتاين.

هل كان لأصلها اليهودي أي تأثير على حياتها؟

“لم تكن بالتحديد يهودية ملتزمة، ولكن إبادة الجالية اليهودية الألمانية فضلًا عن الهولوكوست ومقتل العديد من أفراد عائلتها، كلها عوامل لعبت دورًا رئيسيًا في زيادة كراهيتها للنازية وتصميمها على التجسس لصالح الاتحاد السوفياتي”.

وفي سن السادسة عشرة، خلال الفترة المشحونة بالمصاعب لجمهورية فايمار، شاركت لأول مرة في تظاهرة للحزب الشيوعي. وكتب ماكنتاير: “تلاشت الكدمات التي سببتها هراوات رجال الشرطة لاحقًا؛ لكن غضبها لم يتلاشى قط”. وفي عام 1926، عندما كانت في التاسعة عشرة من عمرها، انضمت رسميًا إلى الحزب الشيوعي الألماني. وبعد أربع سنوات، ضغط أحدهم على دواسة الوقود فتسارعت أحداث حياتها حيث تنقلت باستمرار بين القارات والبلدان والمدن، حاملةً هويات مزيفة ومرافقةً رجالًا مختلفين كل مرة. وكان هذا كله في سبيل خدمة الأيديولوجية.

وكانت محطتها الأولى الصين عام 1930، عندما رافقت زوجها، رودولف هامبورغر، المهندس المعماري اليهودي الذي عُيّن لتصميم المباني الحكومية البلدية في شنغهاي. وبينما كان زوجها مشغولاً خلف طاولة الرسم، وقعت كوتشينسكي في دوامة شملت القوميين بقيادة شيانغ كاي شيك من جهة، والشيوعيين بقيادة ماو تسي تونغ من جهة أخرى. وكان الشيوعيون يتلقون الدعم من الاتحاد السوفياتي، الذي اعتبر الصين هدفًا مهمًا في الثورة العالمية. وانضمت أورسولا إلى الشيوعيين إيمانًا منها بعدالة مسار البروليتاريا الصينية المضطهدة، ولاعتقادها أنها، تحت قيادة الشيوعيين، ستسقط النظام الرأسمالي والإمبريالي.

وكانت المرأة التي أدخلتها إلى عالم التجسس هي الكاتبة الاميركية المعروفة أغنيس سميدلي، التي كانت تعيش آنذاك في شنغهاي وتعمل كجاسوسة في خدمة الشيوعية مدّعية أنها صحفية ألمانية. ويصفها ماكنتاير بأنها “مجموعة من التناقضات”، مشيرًا، من بين تناقضات أخرى، إلى أنها “كانت ثنائية الجنس، لكنها اعتقدت أن المثلية الجنسية هي انحراف قابل للشفاء” وأنها ظاهريًا تحتقر الرجال وتعتقد أن النساء “استعبدتهن مؤسسة الزواج”، لكنها أيضًأ “أحبت الكثيرين من الرجال وتزوجت مرتين”.

وعندما التقت الإمرأتان، عبر أحد معارفهما المشتركين، “كانت سميدلي تلعب دورًا مهمًا في جهاز التجسس السوفياتي”، مساعدةً الشيوعيين الصينيين، كما يشير ماكنتاير. ووجدت كوتشينسكي سميدلي ساحرة، ومن الممكن أن “تكون علاقتهما قد تجاوزت الصداقة” لتصبح رومانسية وعاطفية.

عرّفت سميدلي كوتشينسكي على عشيقها، ريتشارد سورج، الجاسوس السوفياتي المعروف في شنغهاي في ذلك الوقت. ووفقًا لماكنتاير، كان سورج شبيهًا بجيمس بوند ليس فقط في مظهره وذوقه في المشروبات الكحولية وحبه للنساء، بل أيضًا في مهاراته وشجاعته. وكان اللقاء بين عشيق الكاتبة الاميركية والشيوعية اليهودية المتحمسة، قد مهد الطريق لها لتصبح هي بدورها جاسوسة. وكان سورج قد أسرها، وفي غضون وقت قصير، لم تتشارك المرأتان العشيق فحسب بل أسرار فن التجسس أيضًا. وفي الرسائل التي أرسلها سورج إلى موسكو، أشار إليها بالاسم الرمزي الذي اختاره لها: “سونيا”.

إقرأ على موقع 180  عاموس هرئيل: تقديراتنا بشأن هزيمة حزب الله.. "منقطعة عن الواقع"!

وشاركت كوتشينسكي في عمليات تجسس في الصين وبولندا وسويسرا، وأخيراً، أصل مفخرتها، في بريطانيا. وعاشت حياة مزدوجة. ففي النهار كانت ربة منزل شابة، تربي ابنها غير آبهة بالسياسة. وقالت ذات مرة: “لم يتخيل أي من معارفنا، ولا حتى في أحلامهم الجامحة أنني، كأم لطفل صغير، سأعرّض عائلتي وكل ما بنيناه في الصين للخطر بسبب تواصلي مع الشيوعيين”.

وكتب ماكنتاير: “شكّل جنسها، وأمومتها، وحملها، وحياتها الأسرية المملة تمويهًا مثاليًا. فلم يصدق الرجال ببساطة أن ربة المنزل التي تحضر وجبة الإفطار من مسحوق البيض، وتعدّ أطفالها للذهاب إلى المدرسة ثم تركب دراجتها الهوائية في الريف، يمكن أن تكون جاسوسةً حقيقيةً”.

وكانت “سونيا” ترتقي أينما ذهبت، متجاهلة الجرائم التي ارتكبت باسمها في خدمة تلك الأيديولوجية التي تؤمن بها، والتي عانى منها أقارب وأصدقاء لها. وكان من بين الضحايا زوجها الأول ووالد طفلها البكر، هامبرغر، الذي قُبض عليه دون سبب في موسكو عام 1943، وأمضى عقدًا من الزمن في المعتقل.

وفي عام 1937، مُنحت سرًا وسام الراية الحمراء، وهو أعلى وسام عسكري سوفياتي في تلك الفترة. وقالت بعد ذلك بوقت طويل: “صفق الجيش الأحمر طويلًا وعاليًا، ربما لأنني كنت الامرأة الوحيدة”. ثم حصلت لاحقًا على تلك الميدالية مرة ثانية.

وبعد خمس سنوات، في عام 1942، أي خلال ذروة الحرب العالمية الثانية، أُدخلت “سونيا” في قاعة مشاهير الجواسيس الشيوعيين. ووقع الحدث المعني في مقهى مقابل محطة سكة حديد في برمنغهام، إنجلترا، مكان إقامتها الجديد. وتلقت كوتشينسكي وقتها حقيبة تحتوي على 85 صفحة من الوثائق السرية المتعلقة بالمشروع النووي البريطاني. وكان الشخص الذي أعطاها الحقيبة هو كلاوس فوكس، الفيزيائي الألماني الذي فر من النازيين إلى بريطانيا. وعلى غرارها، كان شيوعيًا مُعلنًا يتجسس لصالح الاتحاد السوفياتي لأسباب أيديولوجية. وأوضح أن “الاتحاد السوفياتي يجب أن يمتلك قنبلته الخاصة”.

جعل اجتماعهما الأول من فوكس أحد أهم المصادر التي تزود أورسولا بالمعلومات. وكتب ماكنتاير: “كانت عملية نقل فوكس للأسرار العلمية إلى الاتحاد السوفياتي إحدى أكثر الغنائم التجسسية ثقلًا في التاريخ”، مشيرًا إلى أن الغنيمة تألفت من 570 صفحة من التقارير والحسابات والرسومات والصيغ والمخططات المتعلقة بتطوير أسلحة نووية.

وكانت بعض المواد معقدة للغاية من الناحية التقنية بحيث لا يمكن تشفيرها ونقلها عن طريق الراديو. في تلك الحالات، نقلتها كوتشينسكي معتمدةً طريقة اتصال بدني سريع – أي نقل سريع للوثائق من شخص إلى آخر، وهو ما لم يقدر على ملاحظته أي مراقب مدرب.

ووفقًا لتقرير المخابرات العسكرية السوفياتية، كتب ماكنتاير أن فوكس نجح في صنع “نسخ من البلاستيسين” عن مفاتيح مركز الأبحاث النووية في برمنغهام، مما مكنه من الحصول على العديد من المستندات السرية من خزائن زملائه.

ويشهد الاسم الرمزي لفوكس في المخابرات العسكرية السوفياتية على الأهمية التي منحت إليه: “العملاق”. وكانت المعلومات التي ينقلها فوكس تذهب مباشرة إلى ستالين، تلبيةً لطلبه. وعلى سبيل المثال، في حزيران (يونيو) 1943، أرسل ستالين إلى وزير الخارجية فياتشيسلاف ميخائيلوفيتش مولوتوف 12 سؤالًا حول مشروع القنبلة الذرية وطالب برد فوري. فأحالت وزارة الخارجية القائمة إلى رئيس المخابرات العسكرية، الذي أرسلها بدوره مباشرة إلى “سونيا”. وسلّم فوكس المعلومات مرة أخرى، وكتب تقريرًا مفصلاً وغنيًا.

بعد ذلك انضم فوكس إلى مشروع مانهاتن، وهي محاولة اميركية لتصنيع أول قنبلة ذرية في العالم. وهناك، عبر المحيط، شهد أول تفجير لجهاز نووي، في 16 تموز (يوليو) عام 1945، في صحراء نيو مكسيكو. وبعد أربع سنوات، فجر السوفيات قنبلة مماثلة، فأنهوا بذلك احتكار واشنطن للأسلحة النووية. وكان فوكس أحد أولئك الذين تسببوا بحدوث هذا الأمر، فأطلق عليه لقب “أعظم جاسوس في العصر النووي”.

ونقل ماكنتاير عن مسؤول التجسس في ألمانيا الشرقية ماركوس وولف قوله إن فوكس “قدم أكبر مساهمة فردية لزيادة قدرة موسكو على بناء قنبلة ذرية وغيّر ميزان القوى في العالم من خلال القضاء على احتكار اميركا للأسلحة النووية”، وعمل معه عدد من الجواسيس، تمت تسمية جميعهم، وآخرهم أوسكار سيبورر، مهندس كهربائي يهودي عمل في مدينة لوس ألاموس الأميركية (في مختبر تابع لوزارة الطاقة الأميركية)، كُشف عن اسمه قبل عامين فقط.

نجاح آخر يُنسب إلى أورسولا، هو اختراق جواسيس سوفيات لعملية تجسس اميركية في ألمانيا النازية. ووفقًا لخطة صاغها مكتب العمليات الاستراتيجية (رائد وكالة المخابرات المركزية) في عام 1944، كان من المقرر تجنيد مجموعة من الألمان المناهضين للنازية في بريطانيا، وتدريبهم وتزويدهم بوسائل اتصال متطورة، ثم إنزالهم بالمظلات في ألمانيا كي ينقلوا معلومات إلى الولايات المتحدة حول التطورات داخل الرايخ.

وقد تمكنت كوتشينسكي من تجنيد بعض المرشحين الذين تبنوا آراء شيوعية. وشرحت لهم أنهم على الرغم من عملهم مع الاميركيين، إلا أن أسيادهم الحقيقيين كانوا في موسكو، وكان كل نشاطهم يتم بموافقة السوفيات. كان الهدف من العملية أن ينقل هؤلاء إلى الاتحاد السوفياتي معلومات حول التكنولوجيا التي يستخدمها الاميركيون.

ويشير ماكنتاير إلى أن الميزة التكنولوجية للعملية كانت بأول استخدام لجهاز لاسلكي يدوي متنقل، أتاح الاتصال من الأرض إلى الجو. وكتب المؤلف أن “الأداة”، التي عُرفت لاحقًا باسم “جهاز الاتصال اللاسلكي”، كانت بمثابة “سلفٍ للهاتف المحمول”.

وكان من الممكن لمسيرة “سونيا” في مجال التجسس أن تستمر حتى رفع الستار الحديدي، لو لم يتم إلغاء الأمر في عام 1950، عندما اكتشف الاميركيون والبريطانيون أنشطة تجسس فوكس. وبعد اعتقاله، هربت “سونيا” إلى ألمانيا الشرقية، حيث استقرت في برلين، مسقط رأسها. هناك تخلت عن التجسس وكسبت لقمة عيشها عن طريق تأليف كتب للأطفال. وتوفيت في برلين عام 2000، عن عمر ناهز 93 عامًا. وبعد أسابيع قليلة من وفاتها، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنها “عميلة خارقة للاستخبارات العسكرية”. ووفقًا لماكنتاير، بات التأثير الشيوعي عليها أكثر اعتدالًا مع مرور الوقت، لكنه لم يتلاش تمامًا.

لماذا لم تستمر في خدمة الاتحاد السوفياتي بعد ذلك، من ملاذها الآمن في ألمانيا الشرقية؟

“لقد كانت مرهقة وأعتقد أنها كانت تتوق إلى نوع مختلف من الحياة، حياة لا تتخللها السرية”، يقول بن ماكنتاير.

(*) النص مترجم عن موقع “هآرتس” بالإنكليزية

Print Friendly, PDF & Email
جنى شقير

صحافية لبنانية

Premium WordPress Themes Download
Download WordPress Themes Free
Download Best WordPress Themes Free Download
Download WordPress Themes Free
udemy course download free
إقرأ على موقع 180  ماذا لو عاد ترامب رئيساً في زمن الحرب الأوكرانية؟